القاهرة - العرب اليوم
ناقشت الجلسة الثانية من"سيني جونة" المنعقد على هامش مهرجان الجونة السينمائي والتي اقيمت امس الأحد في الجامعة الألمانية "طبيعة الحدود الفاصلة بين الأفلام الروائية والوثائقية".
وادارت النقاش "ألساندرا سبسيالي" مستشارة الافلام العربية والافريقية لمهرجان ڤينيسا السينمائي. أما المتحدثين فكانوا من صناع الأفلام الوثائقية، وفي بداية النقاش تطرقت ألساندرا الى ما يميز الافلام الوثائقية هي انها تنقل الواقع والحقائق كما هي، فابطال الفيلم ليسوا بممثلين وانما من يعيشون هذا الواقع، الا ان على صانع العمل الوثائقي التخلي عن بعض الحقائق و اضافة بعض الخيال لفرز فيلم وثائقي بنكهة وحبكة روائية تثير انتباه المشاهد العادي.
لكن كان لدي المخرج السوري "طلال الدركي" رأي مخالف نوعا ما، اذ انه يرى انه ليس بالضرورة اضافة اي شيء غير واقعي على الافلام الوثائقية لاثارة المشاهد، و عبر عن امتنانه للتكنولوجيا التي مكنت صناع الافلام الوثائقية للوصول بطريقة اسهل للجماهير، فبكاميرا واحدة يمكن لشخص تصوير فيلم كامل وتحميله على الانترنت و يشاهده ألوف بالملايين من الناس.
اما المخرج المصري "محمد صيام" قال ان الأفلام عموما هي خليط بين توثيق واقع و اضافة خيال، لان الواقع ربما لا يكون كافي لارضاء صانع الفيلم فنيا ولا لارضاء تجربة المشاهد. واضاف ان في المدى القريب لن يكون هناك فرقا كبير بين الافلام الوثائقية والروائية، بل وسيختفي هذا التنصيف ليصبح "فيلم" فقط دون تعريف معين.
وهذا ما اكدته "كارولين فورست" الصحفية والمخرجة الفرنسية وصاحبة فيلم "اخوات السلاح" الذي ينافس ضمن مسابقة المهرجان للأفلام الروائية، وقالت انه في بعض الاحيان نشاهد فيلما سينمائيا اكثر واقعية من فيلم وثائقي. وعن فيلمها عبرت كارولين عن سعادة غامرة اذ ان هذا الفيلم يعد الااول لها كفيلم روائي بعد الكثير من التجارب الوثائقية.
واشارت إلى أن الفرق هو في الفيلم الوثائقي يمكنك ان تصور ما يحلو لك وبعد ذلك تقوم بتعديل واختيار ما تود اظهاره للمشاهد، اما في الأفلام الروائية فيجب عليك ان تفكر في اختياراتك قبل التصوير نظرًا لطبيعة الفيلم الروائي والعوائق الانتاجية والمادية.
وعبر مروان عمارة المخرج المصري عن سعادته بالمشاركة في مثل هذه حلقات النقاش، وبالحضور الجماهيري. وتحدث مروان عن تجربته في فيلم "حلم بعيد" الذي نال اعجاب الكثيرين، حيث تدور أحداث الفيلم فى مدينة شرم الشيخ، ويرصد مجموعة من العمال المصريين صغيرى السن الذين يعملون فى أحد الفنادق السياحية الفاخرة؛ حيث الصدام بين الثقافتين الغربية والشرقية، وهناك تعيش تلك الفئة من الشباب حياةً أشبه بالحلم.
كما اكد المخرج السوداني "صهيب جاسم الباري" انه يكاد لا يوجد فرق بين الافلام الوثائقية والروائية حيث انها تنقل وجة نظر صناع الافلام في نهاية المطاف، والتي تتكون بطبيعة الحال من الواقع الذي يعيشونه والاضافة الخيالية والفنية التي بسببها قاموا بصناعة هذا الفيلم.
وشهدت حلقة النقاش حضور جماهيري كثيف، وكان من ابرز الحضور، الفنانة كيندا علوش و الفنانة الشابة تارا عماد وبعض صناع الافلام الشباب.
قد يهمك أيضًا
بدأ توافد صناع فيلم "أدم" للسجادة الحمراء بمهرجان الجونة السينمائي فى دورته الثالثة
مينا مسعود يشارك في مهرجان الجونة السينمائي ويثني على مدينة "القاهرة"