اللبنانيون ينجحون في احتواءعاصفةوزير الخارجية الأميركي
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

اللبنانيون ينجحون في احتواء"عاصفة"وزير الخارجية الأميركي

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - اللبنانيون ينجحون في احتواء"عاصفة"وزير الخارجية الأميركي

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو
بيروت - العرب اليوم

نجح اللبنانيون في احتواء «عاصفة» وزير الخارجية الأميركي  مايك بومبيو، التي مرت بأقل الخسائر الممكنة، ولم يتأثر «حزبُ الله» وحلفاؤه بالتهديدات الـميركية التي انطلقت من وزيرٍ بدا أشبهَ بـ«حاملة صواريخ» سياسية أكثر منه رجلاً دبلوماسياً، لكنّ الأهمّ هو أنّ سيولَ بومبيو لم تجرف أصدقاءَ واشنطن الذين تعاطوا بواقعية مع زيارته وتجنّبوا التماهي مع أجندته، ولم يكن سهلا على أحد في لبنان تسلّقُ السلّم الذي صعد عليه بومبيو، وحتى عتاة خصوم «حزب الله» وقفوا على مسافة من بعض طروحات «رامبو» الدبلوماسية الأميركية الذي ذهب بعيداً في التعبير عن العداء لـ«الحزب» والتحريض عليه، إلى درجة أنّ أشدّ المغامرين حماسة لم يكن مستعداً للحاق به الى حافة الهاوية.

لقد تهيّب الجميع الموقفَ لحظة الحقيقة، وتفادوا خطر الانزلاق على قشرة الموز المموَّهة، منطلقين من قاعدة براغماتية فحواها: «عصفور تسوية في اليد، ولا عشرة عصافير أميركية على الشجرة».

تعرف كل القوى اللبنانية، خصوصاً تلك التي كانت مصنّفةً في خانة 14 آذار، أنّ بومبيو عابرُ سبيل بينما «الحزب» باقٍ في لبنان، وبالتالي فإنّ عليها أن تستمر في التعايش معه، وتنظيم الخلاف بينها وبينه، مع السعي في الوقت نفسه الى تحسين شروط ربط النزاع أو التسوية.

وسواء اندرجت هذه الحسابات في إطار الاقتناع بأهمية تحصين السلم الاهلي والاستقرار الداخلي وعدم الانزلاق إلى الفتنة والتقاتل، أو في سياق مراعاة موازين القوى التي لا تسمح بمواجهة متهوّرة ضد «الحزب» في هذا التوقيت، فإنّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أظهر عبر خطابه الهادئ الأخير تقديراً لطريقة تعامل معارضي سياساته مع زيارة بومبيو وعدم استجابة معظمهم لمطالبه، وإن يكن قد تجنّب تسمية هؤلاء، مكتفياً بالإيماء والتلميح.

ويوضح العارفون أنّ نصرالله شكر بالاسم حلفاءَه الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والوزير جبران باسيل لأنّ مواقفَهم الرافضة طروحاتِ بومبيو ظهرت بنحو او بآخر الى العلن، فكان لا بد من أن يشكرهم علناً، اما الشخصيات الاخرى التي التقاها بومبيو وفي طليعتها الرئيس سعد الحريري فقد بقيت مواقفُها ومداولاتُها خلال اجتماعها به «مستترةً» في جانب كبير، وبالتالي ارتأى نصرالله أن يشكرها على النحو ذاته، أي بطريقة ضمنية وغير مباشرة، مستنداً الى المعلومات والتسريبات التي تفيد أنّ الحريري خصوصاً تصرّف بمسؤولية أمام الزائر الأميركي وأكد له تمسّكه بالاستقرار اللبناني والوحدة الداخلية.

وعكست النبرة الهادئة لنصرالله في خطاب الرد على بومبيو ارتياحه الى نمط التعاطي اللبناني، عموماً، مع مهمة الوزير الأميركي، وهذه المرة، شعر «السيد» أنّ الجبهة الداخلية كانت متماسكة ومحصّنة أكثر من أيّ وقت مضى في مواجهة الضغط الاميركي المتزايد. والقريبون من «الحزب» يؤكدون انّ أمينه العام لا ينتظر أساساً من الآخرين، خصوصاً الخصوم، أن ينضمّوا اليه في «الخندق»، انما يريد منهم فقط أن لا يطعنوه في الظهر أو يتآمروا مع الخارج عليه. يكاد «حيادُهم» يكفيه، وليس أكثر من ذلك.

ولأنّ الموقف اللبناني الإجمالي كان على قدر الاختبار، وأفضى الى إجهاض اهداف بومبيو، لم يجد نصرالله ضرورة لتصعيد لهجته ورفع صوته في اطلالته السابقة، بل قابل الإيجابية التي أظهرها الشركاء في الخيارات او في التسوية بمثلها، إلى جانب تفنيده مغالطات وزير الخارجية الاميركية بالتفصيل وبالأدلّة انما بلا توتر وانفعال، الامر الذي يعكس طمأنينة نصرالله وثقته في القدرة على مواجهة الضغوط والحصار، على ما يقول القريبون من قيادة الحزب.

ويشير المطلعون إلى أنّ نصرالله الذي اتهم بومبيو بالسعي إلى إحداث الفتنة وضرب العيش المشترك لم يكن في وارد أن يسهّل أمره ويحقق مبتغاه، بل العكس هو الصحيح، إذ إنّ «السيد» شدّد في المقابل على التمسّك بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية كردٍّ تلقائيّ وبديهيّ على محاولة الزائر الأميركي استهدافهما.

قد يهمك أيضا:

وزير الخارجية الأميركي زور لبنان الأسبوع المقبل

الملك عبدالله يبحث فرص إحلال السلام في المنطقة

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللبنانيون ينجحون في احتواءعاصفةوزير الخارجية الأميركي اللبنانيون ينجحون في احتواءعاصفةوزير الخارجية الأميركي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab