يطوق آلاف الجنود العراقيين مدينة تكريت في انتظار بدء الهجوم على مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي أعلن الخميس قبوله مبايعة بوكو حرام ووعد بتحقيق انتصارات.
وبعد اقل من اسبوع من اعلان الاسلاميين المتطرفين النيجيريين مبايعتهم تنظيم الدولة الاسلامية، اعلن هذا الاخير قبول البيعة، "مبشرا" بتوسع "خلافته" الى غرب افريقيا.
واعلن التنظيم المتطرف قبوله مبايعة الجماعة النيجيرية، وذلك في تسجيل صوتي بث الخميس على الانترنت وقدم على انه كلمة للمتحدث باسمه ابو محمد العدناني الشامي.
وجاء في التسجيل "نبشركم اليوم بامتداد الخلافة الى غرب افريقيا، فقد قبل الخليفة حفظه الله بيعة اخواننا في جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)" التي كانت اعلنت في بداية آذار/مارس مبايعتها التنظيم المتطرف.
وفي التسجيل الذي مدته 28 دقيقة دعا العدناني المسلمين "الى الهجرة الى اخوتنا في غرب افريقيا"، وقلل من اهمية الخسائر التي تكبدها تنظيمه في الاسابيع الاخيرة في العراق.
وكانت "الدولة الاسلامية" التي سيطرت على مناطق واسعة من اراضي العراق منذ حزيران/يونيو 2014 اضافة الى مناطق واسعة في سوريا، اعلنت قيام "الخلافة" في هذه المناطق. وبدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن منذ آب/اغسطس غارات في العراق ضد التنظيم المتطرف دعما لحملة برية للجيش العراقي وميليشيات شيعية ادت الى استعادة مناطق من الاسلاميين المتطرفين بعد اسابيع من التقهقر.
لكن المتحدث باسم التنظيم قال في تسجيله الصوتي الخميس "ان الانتصارات التي يتحدث عنها الصليبيون والروافض (الشيعة) في فضائياتهم ليست سوى انتصارات وهمية مزيفة لا تعدو استرجاع بعض المناطق والقرى في حرب كر وفر" في العراق. واضاف "ان دولة الخلافة صامدة بفضل الله وتزداد قوة وصلابة يوما بعد يوم ولا زالت منتصرة".
وتابع في محاولة على ما يبدو للتخفيف من الخسائر "الحرب سجال والايام دول وان المجاهدين في سبيل الله قد يخسرون معركة او مدينة او منطقة ولكنهم لا يهزمون ابدا .. وتكون لهم الغلبة في النهاية. فاثبتوا يا جند الخلافة".
ميدانيا، واضل نحو 30 الف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وابناء عشائر سنية العملية العسكرية التي بدأوها في الثاني من آذار/مارس لاستعادة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ومناطق محيطة بها. واستعادت هذه القوات تباعا بلدات ومناطق محيطة، قبل ان تدخل الاربعاء حي القادسية في شمال تكريت (110 كلم شمال بغداد) الواقعة عند ضفاف نهر دجلة.
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في زيارة ميدانية لمحافظة صلاح الدين الخميس ان القوات "شرعت في الصفحة الثانية" من الخطة.
واضاف "الوقت حقيقة ليس مهما امام الخسائر التي قد تتكبدها القوات. نحن حريصون جدا على ان تكون خسائرنا اقل ما يمكن، والوقت بيدنا. نحن اصحاب المبادرة".
ولم تقدم السلطات حصيلة لخسائرها منذ بدء العملية، وهي الهجوم الاكبر ضد التنظيم منذ سيطرته على مناطق واسعة في البلاد في حزيران/يونيو.
الا ان العديد من الجثث تنقل بشكل شبه يومي من مناطق القتال نحو بغداد او مدينة النجف (جنوب) حيث يدفن غالبية المقاتلين من الشيعة.
ويستخدم التنظيم الجهادي في تصديه للهجوم تكتيك العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة وعمليات القنص.
وقال اللواء الركن في الشرطة بهاء العزاوي لوكالة فرانس برس "لا نريد ان نتسرع لاننا نريد تفادي وقوع خسائر"، وذلك خلال جولة في قرية البو عجيل، والواقعة قبالة تكريت.
واضاف "تكريت مطوقة من كل الجهات".
وباتت البلدات والمناطق الواقعة شرق النهر، بيد القوات العراقية، وبينها العلم والبو عجيل والدور. ويمكن في البلدة مشاهدة شعارات لتنظيم الدولة الاسلامية على الجدران، وقد كتبت فوقها عبارات مؤيدة للفصائل الشيعية.
وتقع تكريت على الضفة الغربية للنهر، ويتعين على الوحدات الهندسية تحضير جسور عائمة لعبور النهر بعد قيام التنظيم بتفجير الجسور لاعاقة تقدمها. ويقع اقرب جسر قرب سامراء (50 كلم جنوب تكريت).
وتتمتع تكريت ذات الغالبية السنية، باهمية رمزية واستراتيجية. فهي مسقط راس الرئيس الاسبق صدام حسين، وفيها ثقل لحزب البعث المنحل الذي يعتقد ان بعض قادته في المدينة تعاونوا مع التنظيم الجهادي في هجوم حزيران/يونيو.
كما تقع على الطريق بين بغداد والموصل (شمال)، اولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم قبل اشهر.
ويرى محللون ان معركة تكريت اختبار لقدرة القوات النظامية والمسلحين الموالين لها على شن عملية عسكرية لاستعادة الموصل، ثاني كبرى مدن العراق، والتي شهدت انهيارا لقوات الامن خلال هجوم حزيران/يونيو.
واستعادت القوات خلال الاسابيع الماضية بعض الزخم، بدعم من ضربات جوية لتحالف تقوده واشنطن، ودعم تسليحي واستشاري من طهران.
ولم يشارك طيران التحالف في معركة تكريت، في مقابل دور ايراني بارز من خلال وجود قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني في صلاح الدين، بحسب صور نشرتها وسائل اعلام ايرانية، والدور الواسع للفصائل الشيعية المدعومة من طهران.
واكد العبيدي الخميس مشاركة ابناء عشائر سنية من تكريت في المعارك.
وقال "التقيت بعدد من المقاتلين، كان عددهم يتجاوز 250 هم جميعا من ابناء مدينة تكريت وكانوا ملتحمين مع اخوانهم من الحشد الشعبي من ابناء المحافظات الاخرى"، في اشارة الى المقاتلين الشيعة.
واضاف الوزير، وهو سني من الموصل، "هذه حالة مفرحة (...) وترسل رسائل ايجابية جدا الى الشعب العراقي وترفع من معنويات القوات الامنية".
كما نوه رئيس الوزراء حيدر العبادي بقتال سنة وشيعة جنبا الى جنب.
وقال في خطاب في الجامعة التكنولوجية ببغداد "افضل الانتصارات التي حققناها اليوم هو وحدتنا من اجل الوطن (...) ودحر الارهاب"، مضيفا "بوحدتنا نحقق الانتصار، وهذا المثال الرائع اليوم في صلاح الدين، وفي الانبار" في غرب البلاد، المحافظة التي يسيطر الجهاديون على معظمها.
وشن تنظيم الدولة الاربعاء هجوما كبيرا في مدينة الرمادي، مركز الانبار، شمل تفجير 12 عربة مفخخة، سبع منها على الاقل يقودها انتحاريون.
وتتحقق السلطات الاسترالية من صحة معلومات عن كون مراهق استرالي، كان وُضع تحت الرقابة والغي جواز سفره، احد هؤلاء.
واظهرت صور تداولتها حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، وتحمل توقيع "ولاية الانبار"، صورا لشخص يبدو يافعا، قدم على انه "ابو عبدالله الاسترالي"، وهو في المقعد الامامي لسيارة بيضاء رباعية الدفع، قبل ان ينطلق بها "للاغارة على مقر اللواء الثامن".
وافادت تقارير اعلامية استرالية ان المراهق هو جايك بيلاردي (18 عاما) من ملبورن، وهو ما اشارت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب الى ان حكومتها تسعى "بشكل مستقل" للتأكد منه.
واليوم، نشر التنظيم شريطا مصورا يظهر قيامه بذبح ثمانية اشخاص في "ولاية الفرات" التابعة له، والتي تشمل مناطق حدودية بين سوريا والعراق.
واتهم التنظيم بعضا من هؤلاء بالانتساب الى "لواء احرار الشام" السوري الذي حمل السلاح ضده، والبعض الآخر بتقديم معلومات "استخبارية" للقوات العراقية والتعاون معها. وبحسب ما قال التنظيم في الشريط، يقيم هؤلاء اما في مدينة القائم العراقية واما في البوكمال السورية.
وغالبا ما يلجأ التنظيم الذي نفذ عمليات ذبح وحرق وقتل جماعي لأسراه، الى نشر اشرطة صادمة يقول الخبراء ان هدفها ترهيب من يرغب بقتاله.
واثارت معركة تكريت مخاوف من عمليات انتقام بحق السكان السنة الذين تتهم الفصائل بعضهم بالمشاركة في عمليات قتل جماعية بحق شيعة. وابرز هذه العمليات "مجزرة سبايكر"، وهي قاعدة عسكرية شمال تكريت، خطف منها مئات المجندين الشيعة واعدموا في حزيران/يونيو.
وقال العبادي اليوم ان "هناك من المندسين من يحاول ان يسيىء الى انتصاراتنا بارتكاب جرائم وارتكاب تجاوزات خطيرة على امن المواطنين وعلى ممتلكاتهم، ولذلك وجهنا بأوامر صارمة" بحمايتهم، مضيفا "الحشد الشعبي اليوم هي مؤسسة عراقية ضمن منظومة الامن الوطني العراقي".
وحذرت منظمة العفو الدولية التي انتقدت في تقارير سابقة ممارسات الفصائل الشيعية بحق السنة في المناطق المستعادة، انه من المبكر القول ان عملية تكريت كانت "انظف" من غيرها.
وقالت المستشارة في المنظمة دوناتيلا روفيرا "حتى الآن ما زال الوصول الى مناطق القتال مقيدا والمعلومات عن الاساءات قد تتطلب وقتا للظهور".
وفي سوريا المجاورة قتل اكثر من 50 متمردا وجنديا في معارك ضارية قرب تلة استراتيجية في محافظة اللاذقية (غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتمكن المقاتلون الاكراد من وقف تقدم التنظيم المتطرف في مدينة راس العين (شمال) الكردية، بحسب المصدر ذاته.
وجددت واشنطن الخميس رغبتها في رؤية الرئيس بشار الاسد يستقيل، مشيدة ببطولة السوريين الذين يكافحون الاستبداد
أرسل تعليقك