المسرح الروسيرقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

"المسرح الروسي"رقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - "المسرح الروسي"رقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي

المسرح الروسي
معمر الفار - العرب اليوم


يعتبر مطلع القرن التاسع عشر بداية عصر النهضة المسرحي والدرامي في روسيا، كما هو متعارف عليه تاريخياً، حيث انطلق في مزاحمة الأدب الدرامي العالمي، مستعيناً بالنموذجين الإيطالي والفرنسي، إضافة إلى بعض المساعدات الألماني.

تذكر المصادر جهود أكاديمية كييف لإنشاء مدرسة الدراما بها. حيث كان يجري التمثيل باللغة اللاتينية، ثم أنشئت الأكاديمية السلوفاكية اليونانية اللاتينية في العاصمة موسكو للعناية بشؤون التمثيل والمسرح. حيث قدمت عدة فرق ألمانية، منها فرقة مسرحية ألمانية بقيادة الألماني يوهان كونسيت، عروضاً درامية في موسكو.

مسرح العبيد

ظهر المسرح في العديد من قصور الإقطاعيين والأثرياء يمثله ويقيم مناظره ويصمم ديكوراته وأزياءه، الخدم العبيد. وهذا المسرح ثمرة الإقطاعية الروسية التي كانت سائدة في المجتمع قبل تحرير 23 مليون من العبيد عام 1861م بقرار قيصري. ويشير تاريخ المسرح العالمي، إلى أن العبيد هم من كان يؤلفون الدراما والموسيقى المصاحبة للعرض.

والغريب أن هذه الفرق كانت تقدم عروضاً من الأدب الدرامي العالمي: كالدرون، شكسبير وشيللر وبعض العروض الغنائية والاستعراضية الراقصة، وكان الممثلون العبيد يتعرضون للضرب المبرح من سيدهم حين يخطئون في الأداء التمثيلي.

مرحلة التأسيس

طغى على الروس إحساس عارم بضرورة اللحاق بنهضة المسرح بعد دول أوروبا، وكان لا بد من بدء مرحلة التأسيس، حيث أتى بناء المسارح على رأس الأولويات؛ فافتتح في شارع بيتروفكا بموسكو مسرح بيتروفسكي، ثم مدرسة لفنون التمثيل المسرحي عام 1807 وفي العام التالي 1808 أنشئ مسرح خشبي بتصميم المعماري الروسي كارل إيفانوفتش.

شهد عام 1824 بناء المعماري أوسيب إيفانفيتش للمسرح الصغير. وفي عام 1880م نشأ مسرح بوشكين بجوار تمثاله في شارع تفيرسكايا، وافتتح مسرح فيودور ادامافيتش أيضاً عام 1882 في موسكو ليقدم الكوميديا، الفورفيل، الميلودراما، ويقدم كبار الكلاسيكيات للمؤلفين الروس والفرنسيين. وفي نفس العام افتتح المسرح الخيالي وتبعه إنشاء مسرح إسكوموروا ليقدم كلاسيكيات المسرح الروسي، سلطان الظلام للكاتب الروسي ليو تولستوي أول عروضه.

أبو المسرح

أما بالنسبة للتمثيل باللغة الروسية الأم، فقد بدأها الروسي فيودور غريغوريفيتش فالكوف أول المؤسسين لمسرح قومي روسي، ويسمى أبا المسرح الروسي. وسجل التاريخ المسرحي أيضاً اسم إيفان إيفانفييتش ديمترييفسكي كأول ممثل، ليصبح عضواً في الأكاديمية العلمية الروسية بعد افتتاحه المسرح الكبير «البالشوي».

يمكن اعتبار تاريخ مسرح البالشوي من روايات المغامرات، فما أكثر ما عايشَهُ ورآه؛ ففي عام 1776 شيّد الأمير بيوتر أوراساف أول مسرح روسي في موسكو. إلا أن حريقاً شب في المبنى قبل افتتاحه، ثم شيد من جديد. وفي عام 1805 تعرّض للحريق مجدداً. في عام 1956، وبعد أربعة عقود من ثورة أكتوبر، سمحت الحكومة السوفييتية لأول مرة بسفر فرق مسرح البالشوي في جولة فنية لدول أوروبا البرجوازية.

عصر الدراما

بعد تأسيس المسارح في أغلب المدن والقرى الروسية، جاء دور أدب الدراما، وكان من الطبيعي أن تتقدم الدراما الروسية بحكم احتكاكها بالدراما الأوروبية التي سبقتها. بدأت الدراما الرومانتيكية الروسية طريقاً يختلف عن طريق الرومانتيكية الغربية، مختارة عناصر الفولكلور الشعبي بالشكل والمضمون، متأثرة بالفلاحين الروس وحياتهم.

كاتب الدراما ألكسندر سيرغييفتش غريبويادوف، فجر الرومانتيكية الروسية بكوميديات في العائلة أو الخطيبة المتزوجة، تبعه أعظم الرومانتيكيين الروسي ألكسندر بوشكين المتخصص في التعمق داخل الشخصية المسرحية، وفي التصميم الدراما تورغي للمشاهد والفصول.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يعزا إلى القيصرة دخول دراما شكسبير إلى روسيا عندما أعدت دراما الكوميدية الشهيرة سيدات وندسور المرحات إلى مسرحية روسية حملت اسم سلة الملابس القذرة. وهي السلة التي كان يتخفى فيها بطل المسرحية، أحد شخصيات شكسبير الباهرة، وتظل دراما بوشكين التاريخية «باريس غودونوف» حتى هذه اللحظة شاهداً على القيمة الدرامية التي تتمركز في تأنيب الضمير لدى الإنسان الحي ليعيش بقية حياته مؤرقاً تائهاً.

أما في الأدب الواقعي السيكولوجي في الدراما الروسية فقد فجر ألكسندر نيكولايوفتش أوستروفسكي الأدب الواقعي، حيث كتب 50 مسرحية في ثلاثين عاماً من حياته تحمل شخصياتها العلاقات النفسية بالدرجة الأولى، في دراما الأولى «الغراب للغراب»، حيث يعرّي طبقة التجار وعالمهم الخيالي أمام الجماهير في واقعية جريئة وحوارات جديدة.

كل هذه الحقائق التي سيطرت على مقدرات المجتمع الروسي جعلت كتاب الأدب؛ قصة، رواية، شعراً ودراما يسخرون أقلامهم لصالح إنسان عصرهم، آخذين في الاعتبار النهوض بالأدب الروسي، لاجئين إلى وسائل أدبية وفنية صادقة اخترقت العالم أجمع، عبر رؤى واقعية بحتة بعيدة عن الأحلام وصور الزيف، ناقلين صورة أمينة لمظالم المجتمع، وباحثين عن حلول حقيقية للخروج به إلى المسار الطبيعي والإنساني في الوقت نفسه.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسرح الروسيرقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي المسرح الروسيرقم صعب في إنتاج الإبداع العالمي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab