دمشق - جورج الشامي
صدر مؤخراً كتاب جديد باللغة الإنجليزية بعنوان "انتفاضة سورية وتفتيت بلاد الشام" للكاتب إيميل الحكيم، الباحث والخبير في الأمن الإقليميّ في المعهد الدوليّ للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا.
يحلّل الكتاب الانتفاضة السوريّة منذ بدايتها السلمية، التي بدأت بتفاؤل الشعب وأمله بغد أفضل إلى بلوغها ما يشبه مرحلة الحرب الأهليّة، التي كانت نتيجتها تدمير البلاد، وانهيار سورية وتحوّلها إلى ساحة لتصفية الحسابات الداخلية والدولية.
يقدّم الكاتب بعض المفاتيح والمقترحات لإنهاء الحرب السوريّة، آخذاً بعين الاعتبار مصالح الأطراف التي لا تعدّ ولا تحصى داخل سورية .
يقول الحكيم في مقدّمته: "بغضّ النظر عن مصير آل الأسد، فإنّ سورية كما عرفها العالم في العقود الأربع الأخيرة لم تعد موجودة. وإنّ الانتفاضة التي بدأت في مارس/ آذار 2011، ولا تزال نتائجها غير واضحة وضعت نهاية لاستقرار دام أكثر من أربعين عاماً تحت حكم استبداديّ".
ويضيف: "في الحقيقة، إنّ النظام الحاكم الأقلّويّ أبقى التنوّع الطائفيّ والسياسيّ والإثنيّ في البلاد تحت السيطرة عبر القمع، والمحسوبيّات، والإيديولوجيّة البعثيّة العلمانيّة المؤيّدة للقوميّة العربيّة، وهي حقيقة تأكّدت بوضوح بأساليب لم يسبق لها مثيل". ويجد أنّه من الاستحالة بمكان أن يتمكّن آل الأسد من احتواء هذا المدّ الشعبيّ أو تغيير اتجاهه.
يبحث الحكيم في كتابه عن كيفية بناء دولة سورية وتكوين مجتمع سياسيّ مدنيّ في ظلّ كلّ هذه الانقسامات الحاصلة في الساحة، وخاصّة أنّه من الصعب التكهّن بالنتائج، والشكل الذي يمكن أن يأخذه الصراع القائم، مركّزاً على قدرة النظام على الصمود والتصعيد، وتردّد القوى العظمى وحساباتها.
ويرى أنّه على الأرجح لا يمكن لسورية أن تستعيد استقرارها ووحدتها الوطنيّة على المدى المتوسط، خاصّة أنّ العنف قاد إلى مقتل أكثر من 70 ألف منذ أوائل 2013، فضلاً عن أزمة اللاجئين في دول الجوار، والخسائر الاقتصاديّة الهائلة.
أرسل تعليقك