القاهرة ـ أ ش أ
ببساطتها المعهودة، تعود سعاد سليمان لتحفر عميقا حيث أوجاع المنسيين ، ومنهم تلك الأم التي تعتقد بتدينها الشعبي أن للملائكة شهوة، وأن الإنسان "لفي خُص"، بحسب نطقها لما ورد في سورة "العصر" التي تحفظها سماعيا، وتصر على أن يكون لها تفسيرها الخاص لمضمونها، كما تفضل أن تتلقى من أولادها في "عيد الأم" هدايا نقدية تعين على المعايش.
في مجموعتها القصصية الجديدة " شهوة الملايكة "، الصادرة حديثا عن دار "روافد"، تستأنف القاصة والروائية سعاد سليمان تجربتها الابداعية المستندة إلى وجع حقيقي يميزها، ونبع شديد الثراء وزاخر بهموم المهمشين رافضة التعالي عليها وحبسها في قمقم المسكوت عنه.
تضم المجموعة 42 قصة تتنوع بين القصة القصيرة جدا "الومضة" والتي لا تزيد احيانا عن سطر أو سطرين، والقصة التي تتعدى الثلاث صفحات، في تجربة جديدة علي مستوي الشكل والمضمون تقدمها سعاد سليمان وفق هندسة اخراجية للكتاب، حيث تقابل القصة القصيرة أخرى طويلة تشتبك معها بشكل أو بأخر مما يدعم القصتين معا.
وتعتبر "شهوة الملايكة" المجموعة القصصية الثالثة للكاتبة سعاد سليمان بعد مجموعتيها "هكذا ببساطة" الصادرة عام 2001، و"الراقص" الصادرة عام 2007، كما صدر لها روايتان هما "غير المباح " 2005"، و"أخر المحظيات" 2014.
ومن جو المجموعة الجديدة، تحديدا من قصة "صبغة شعر".. "بحزم أوقفت يد طبيب التخدير، طلبت مرآة، تحول القلق إلى دهشة، وربما ابتسامة ساخرة، امتص الطبيب الصدمة، وبرقة الآباء ربت على نزقها: بعد العملية سأهديك أجمل مرآة. نظرت في عينيه ببراءة طفلة، وعناد امرأة لا تتنازل بسهولة، حزنت من رؤية شعيرات بيضاء تلوث رأسها، وكان الطلب الغريب الذي ظل "حكيوة" المستشفى شهورا طويلة: أريد صبغة شعر، قالتها بصرامة".
أرسل تعليقك