الرياض – العرب اليوم
عندما وصلت فرح إلى أرض شيكاغو كانت تراودها غايتين، الأولى والأهم أن تجد ضالتها أباها الذي لا تعرف عنه شيئاً، ولم تره في حياتها؛ والغاية الثانية هي أن تكمل دراستها الجامعية.
- وهناك في البلد الجديد وفي زحمة البحث عن الأب الغائب قسراً عن عائلته كما تقول أحداث الرواية تلتقي فرح بعمر صدفة في أحد المقاهي، فكان لها الصديق والحبيب معاً بدَّدَ مخاوفها وأصبح الوطن لقلبها، واحتضن غربة أيامها الفائتة.. وساعدها في البحث عن ضالتها (يا صدفة أيامي.. يا فرح عمري يا عمر).
- على الرغم من اعتماد الكاتبة على المصادفات العرضية لتخليص نفسها من العقدة والحبكة وصولاً إلى الحل، وتسويغ الحكاية، إلاَّ أنها استطاعت أن تجعل القارئ يظل متلهفاً لمعرفة ما ستنتهي إليه الحال ببطلة الرواية التي تروي قصتها، فينظر القارئ إلى الأحداث التي تروى من قبيل التوقع، أو الاستباق، وذلك حين جعلتها الكاتبة وسائط فنية لتجنب الرتابة، وزيادة التشويق والسؤال: هل ستلتقي فرح بوالدها أم أن الأقدار ستعاندها؛ وتعود إلى أرض الوطن من دون أن تحقق أبسط أمنياتها وأحلامها؟ وماذا عن عمر هل ستتركه للسبب نفسه الذي أجبر أباها على تركها ووالدتها معاً؟
- من أجواء الرواية نقرأ: "... لماذا تركتها؟ ولماذا لم تكن بيننا؟
شرح لي أبي القصة كاملة وهي: أن عائلة أبي مصابة بمرض وراثي.. وتزوج أمي ولم تعلم أمي ولا أسرتها بذلك إلا بعد ما حملت أمي بي.. المرض لا تظهر أعراضه إلا في وقت متأخر.. لذا كان خائفاً من مصارحته لأمي.. ولما علم بحملها قرر أن يقول لها لأن احتمال أن يكون الجنين حاملاً لهذه الجينات.. انفصلا قبل ولادتي بأشهر عدة بطلب من أمي وأسرتها.. استغرب أن أمي لم تقل لي هذا.. كانت حريصة فقط بأن تظهر والدي بصورة سيئة بسبب حقدها عليه. ولدتني أمي ولم يعلم أبي بذلك لأنها لم تخبره.. منعه والدها من أن يراني أو حتى يسأل عني.. يرون أن لا حق له في ذلك بعدما أخفى الأمر عنهم..".
أرسل تعليقك