القاهرة ـ أ ش أ
ضمن سلسلة (كتاب الهلال) الشهرية صدر عدد أكتوبر بعنوان "رجال من الفولاذ" للدكتور مدحت حسن عبد العزيز الذي يتناول جوانب من بطولات أبناء القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973، وجوانب من كواليس الذين يسميهم "صناع التاريخ الحقيقيين الذين لا يملكون المناصب أو الكراسى الرسمية وكل عطاءاتهم لوجه الله والوطن، لا ينتظرون من أحد جزاء ولا شكورا".
ويتتبع المؤلف بعض أبطال (الكواليس) في حرب 1973، وهم 4 كتائب صاعقة، بقيادة العقيد أحمد أسامة إبراهيم، وقامت بأدوار مجيدة فى المعركة.
أول كتيبة من المجموعة كانت ضمن قوات نثرت - فى بداية الحرب - فى عمق سيناء كبساط، على أن تتقدم قواتنا البرية كما هو مخطط على هذا البساط، وقد تحول هذا البساط من القوات إلى بساط من الجثث لكن بعد أن نفذ رجال المجموعة مهمتهم وعطلوا تقدم احتياطات العدو على المحور الأوسط والمحور الشمالي، وكبدوه أفدح الخسائر.
ثاني كتيبة فى المجموعة شاركت فى الهجوم على أقوى حصون خط بارليف (حصن بودابست، شرق بور فؤاد) وسجلت بطولات فذة، وكبدت العدو خسائر عالية فى الأرواح والآليات.
وخلال معارك الثغرة تم تكليف من تبقى من المجموعة (كتيبتين فقط) بالدفاع عن مدينة الإسماعيلية أمام هجوم فرقة الجنرال الإسرائيلي الدموي إرييل شارون.. ونجح الرجال فى القضاء على سن الحربة الإسرائيلية فى معركة أبو عطوة على مشارف الإسماعيلية يوم وقف إطلاق النار، 22 أكتوبر.
لقد كلفت مجموعة أسامة بمهام من أصعب المهام وأخطرها فى بداية الحرب ونهايتها، وفاقت خسائرها خسائر بقية مجموعات الصاعقة، فكانت هذه المجموعة هى أعظم ما قدمه اللواء أحمد أسامة إبراهيم للوطن.
وتلخص حياة اللواء أحمد أسامة جانبا من التاريخ العسكرى المصرى، فقد شارك فى أغلب الحروب، وتكشف مذكراته كل ذلك إضافة إلى كواليس معارك الثغرة، ومعركة الدفاع عن الإسماعيلية وبطولات وتضحيات مجموعته أثناء الحرب.
ويقول أحمد شامخ مدير تحرير سلسلة "كتاب الهلال" إن مذكرات اللواء أسامة ليست مجموعة من الأوراق، وإنما هى كومة كبيرة من الأجندات السنوية، بعدد سنوات خدمته العسكرية، حيث اعتاد الرجل أن يسجل كل ليلة أحداث اليوم كله، كما يقول المؤلف، بدأب وصبر.
ويضيف شامخ: سيبقى هذا الكتاب ـ الذي صمم غلافه الفنان محمود الشيخ ـ مجرد محاولة بسيطة متواضعة من الكاتب، أتمنى أن تتبعها محاولات أخرى كثيرة، لكشف بطولات رجال قواتنا المسلحة، خلال حرب أكتوبر.
أرسل تعليقك