معرض في دبي يصور معاناة لاجئين تقطعت بهم السبل
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

معرض في دبي يصور معاناة لاجئين تقطعت بهم السبل

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - معرض في دبي يصور معاناة لاجئين تقطعت بهم السبل

زائران يتأملان صورا للفنانة الاردنية تانيا حبجوقة في معرض "اذا رحلت الى أين أذهب؟"
دبي - أ.ف.ب

بصوت يشوبه الترقب واللهفة، تسأل طفلة سورية لاجئة في رسالة صوتية والدها الذي هاجر الى اوروبا وانقطعت اخباره لمدة، "يا ابي، انت وين (اين انت)؟ بتركيا او بالسويد؟ وين انت؟".

الرسالة جزء من فيلم قصير للاردنية تانيا حبجوقة بعنوان "سوريا من خلال الواتساب"، يًعرض الى جانب اعمال للسوري عمر امام والفرنسية المغربية الراحلة ليلى علاوي، ضمن معرض في دبي بعنوان "اذا رحلت الى أين أذهب؟". ويروي المعرض المستمر حتى السابع من نيسان/ابريل، عبر صور وافلام قصيرة، معاناة اللاجئين لاسيما السوريين الذين تقطعت اوصالهم جراء نزاع شرد الملايين منهم بين المخيمات ودروب الهجرة.

تجمع حبجوقة بين صور وتسجيلات عبر "واتساب"، تطبيق المحادثة الفورية عبر الهواتف الخليوية، والذي بات من وسائل الاتصال النادرة بين العائلات السورية. ويمزج الشريط بين صور منها لطفل جالس في مخيم للاجئين بالاردن حاملا بين يديه هاتفا خليويا، وطفلة تدرس ليلا والى جانبها ضوء صغير خافت، مع صور لعائلات في المخيم، او رجال غادروا الى اوروبا وارسلوا لعائلاتهم لقطات بينها "سيلفي" لرجل يلوح لافراد عائلته.

اما التسجيلات، فيتبادل فيها الآباء والابناء احاديث عادية باتت بحكم البعد القسري والانقطاع عن الاتصال، اكثر عاطفة. ومنها طفلة تطلب من والدها ان يبتاع لها "فستانا ابيض وزهريا ورماديا"، وآخر يبكي وهو ينادي "بابا، بابا". اما الآباء، فيقول احدهم لزوجته بصوت خافت انه يحن "لاقعد (اجلس) معاك، اجي (آتي في) الصبحية واسويلك (أعد لك) القهوة".

وتقول حبجوقة لوكالة فرانس برس "بعض الاطفال كانوا يسألون آباءهم عن احوالهم (...) لانه كان ثمة اوقات طويلة لم يتمكنوا فيها من تأمين اتصال بالانترنت ولم يعرفوا عنهم شيئا".

تضيف "بالنسبة للامهات والاطفال، الاكثر رعبا كان الانقطاع عن التواصل (مع الآباء) من لحظة مغادرتهم تركيا وعبورهم في القوارب، وفي بعض الاحيان كان الامر يتطلب وقتا قبل ان يصبح في امكانهم ارسال رسالة للقول انهم بخير".

خلال الآونة الاخيرة، اندفع عشرات آلاف اللاجئين، معظمهم سوريون، نحو اوروبا في رحلة محفوفة بالمخاطر من تركيا الى اليونان على متن قوارب صغيرة غير آمنة، ما ادى الى مقتل المئات منهم. وفي حين اختارت عائلات بكاملها المغامرة، عمد عدد من الذكور الى المخاطرة بمفردهم، وتركوا عائلاتهم في مخيمات تنقصها مقومات الحياة الكريمة.

ويضم شريط حبجوقة صورا من مخيمات الاردن ضمن مشروع بعنوان "بكرا في المشمش"، وهو قول مأثور يشير الى الانتظار غير المثمر. وتضم اللقطات صورا لامهات وابناء نظراتهم خاوية، يقفن على باب الخيم او يظهرون اصابات تعرضوا لها جراء النزاع الدامي في سوريا، والذي اودى باكثر من 270 الف شخص منذ عام 2011.

وتقول حبجوقة ان الرسائل كانت التجسيد الاقسى للمعاناة.

وتوضح "قصة (اللاجئين) صورت مرارا وتكرارا (...) لكن من خلال الرسائل، كانت المرة الاولى التي اشعر بالقصة في الصميم، وافهم بشكل كامل ماذا يحصل"، مشيرة الى ان هذه الرسائل اتاحت لها "ملامسة الحميمية وكمية الذكريات المتدفقة من خلال الهواتف الذكية".

- التأقلم مع الظروف الصعبة -

ويقول مدير غاليري "ايست وينغ" حيث يقام المعرض ايلي ضومط "هذه قصة اليوم، هذه قصة كل الايام"، مضيفا ان هدفه هو البحث في "كيف يمكننا المساهمة بطريقة او بأخرى بما يجري (...) هذا ليس خطابا سياسيا، لكننا في سياق خطاب انساني".

اضافة الى حبجوقة، يشارك المخرج السوري عمر امام من خلال مشروعه "عيش، حب، لاجىء" الذي يركز على الحال النفسية للاجئين، من خلال صور بالابيض والاسود لسوريين يحاولون التأقلم مع ظروف النزوح. ومن هؤلاء لاجئة تجلس الى طاولة وضعت عليها صحون فارغة، والى جانبها شخص يحمل صحنا عليه حشائش.

وكتب اسفل الصورة "لم يكن متوافرا سوى الحشيش، لكنني لم اكن قادرة على ابتلاعه. الا انني ارغمت نفسي على القيام بذلك امام الاطفال ليتقبلوه كطعام"، في اشارة الى اضطرار العديد من السوريين لتناول الحشيش نتيجة الحصار.

كما يقدم امام فيلما قصيرا بعنوان "تسعة ونصف" يعرض فيه لحياة طفلة لم يتبق لها سوى صورة تذكارية مع والديها.

ويقول "اردت ان اجسد اشخاصا حقيقيين يحاولون العيش وتخطي المشاكل الذهنية. شخصياتي ليست اللاجئين الذين تراهم في الاخبار (...) اقدم تحليلا بديلا لجمهور مهتم بان يعرف اكثر عن العالم السوريالي للسوريين".

وتواصلت فرانس برس مع امام عبر البريد الالكتروني لعدم نيله تـأشيرة لدخول الامارات.

ويتابع المخرج الذي غادر سوريا عام 2012، "تشارك المعرفة ليس ترفا للمثقفين، هو حاجة اساسية لحماية انفسنا من الجهلة والارهابيين. هذا ليس خيالا، انا كنت على وشك ان أفقد حياتي في دمشق، في حين ان ليلى فقدتها فعلا".

ويقام المعرض تكريما لليلى علاوي التي قتلت في كانون الثاني/يناير في هجوم نفذه جهاديون على فندق في بوركينا فاسو.

ويعرض شريط قصير لعلاوي بعنوان "معابر"، تروي فيه الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الافارقة من مناطق جنوب الصحراء الكبرى الى اوروبا. ويضم شهادات منها لسيدة غادرت بلادها "لان الوضع كان صعبا (...) لا يوجد عمل. لدي اربعة اولاد، واحفاد ايضا. تركتهم مع والدتي"، وشاب يريد عبور البحر والوصول الى اسبانيا.

ويعكس المعرض حال اليأس والترقب التي يعانيها اللاجئون، والتي كثيرا ما تكون بلا أمل.

وتقول حبجوقة "ثمة شعور بانعدام الامل (...) في حالة الاشخاص الذي صورتهم، لم يكن ثمة نهاية سعيدة".

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض في دبي يصور معاناة لاجئين تقطعت بهم السبل معرض في دبي يصور معاناة لاجئين تقطعت بهم السبل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab