الرياض - السعودية اليوم
لا تحتاج السعودية لتأكيد ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية؛ باعتبارها قضية العرب الأولى؛ إذ تبنت السعودية دعم هذه القضية على مرّ العقود الماضية، وأكدت السعودية خلالها لمن يهمه الأمر أنها لا تغيّر من هذه الثوابت قيد أنملة حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة، وبناء دولته وعاصمتها القدس.
ورغم ذلك كررت السعودية على مسامع الجميع هذه الثوابت، وأكدت على لسان وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، أن مواقف السعودية الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تتغير لمجرد السماح بعبور أجواء السعودية للرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كل الدول، في إشارة إلى الطائرات الإسرائيلية. مضيفًا بأن "السعودية تقدر جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية".
وأكد حديث الوزير حقائق مهمة وراسخة لمن يريد أن يدرك الحقائق المجردة من أي توابع أو تلميحات، قد يكون فيها مبالغات، وبعيدة عن الواقع. أولى هذه الحقائق أنه من الخطأ الربط بين مواقف السعودية تجاه الأشقاء الفلسطينيين -وهي ثوابت قديمة وراسخة، ويعلمها القاصي والداني- والسماح للرحلات الجوية بعبور أراضي السعودية في اتجاه دولة الإمارات أو العكس. حديث الوزير يتماشى مع الواقع والمنطق، مع الوضع في الاعتبار العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم كافة، فما بالنا وهذه العلاقات بين الدول الشقيقة والجارة، كدولة الإمارات العربية المتحدة.
نظرة السعودية
ونظرت السعودية للأمر على أنه رغبة من دولة الإمارات العربية، التي طلبت بشكل رسمي ومباشر من السعودية مرور الطائرات المتجه إليها. وبناء عليه تمت الموافقة على طلب الأشقاء الإماراتيين. هذه الموافقة لا يمكن تحميلها بأكثر مما تستحق، ولا يمكن إدخال أي إيحاءات أو تلميحات أخرى عليها، كما أن هذه الموافقة لا ترمي إلى توجهات سياسية أو تغييرات في ثوابت السعودية، وهي لا تتخطى بأي حال من الأحوال أية أمور أو التزامات أخرى في المستقبل.
ولطالما أعلنت السعودية أنها لا تتنازل عن حق الشعب الفلسطيني، وترفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي، حتى ينال الشعب الفلسطيني أراضيه مكتملة. وعندما تمرّ طائرات أيًّا كان نوعها أو جنسيتها فوق الأراضي السعودية فهذا لا يعني أن السعودية تنوي تغيير هذه الثوابت أو إعادة صياغتها؛ فهذا غير وارد بالمرة.
عدم الربط
عدم الربط بين قرار السعودية عبور الطائرات مجالها الدولي، وثوابت البلاد تجاه القضية الفلسطينية ومستقبلها السياسي، يؤكده طبيعة تعامل السعودية مع طلبات عبور أجوائها. هذه الطبيعة تحددها منطلقات قانونية وإجرائية، بعيدة عن أية اعتبارات سياسية، من منطلق احترامها لالتزاماتها مع المنظمات الدولية ذات الصلة بعيدًا عن أية محاولات لتصوير ذلك على نحو غير صحيح. ولا تخرج الحالة الإماراتية عن هذا السياق؛ إذ يجب التنبيه على أن الإمارات دولة شقيقة وجارة، وترتبط بعلاقات أخوية مع السعودية؛ ولذلك لم تتردد الأخيرة في الموافقة على الطلب نزولاً عند رغبة الأشقاء الإماراتيين بالسماح للطيران التجاري بالعبور عبر أجوائها. ومثل هذه الطلبات حال ورودها تخضع للتقييم والمراجعة قبل صدور الموافقة عليها.
وإن فتح السعودية مجالها الجوي أمام الطائرات التجارية القادمة إلى الإمارات، أو المغادرة منها، يأتي تجسيدًا للعلاقات المتميزة التي تربط بين الرياض وأبوظبي، والتعاون الثنائي المميز في المجالات كافة.
قد يهمك ايضا :
المملكة السعودية تتجه لتسخير "الذكاء الصناعي" لمحاربة "التستر التجاري"
دعوة لإنشاء هيئة القطاع غير الربحي واستحداث نظام أوقاف سعودي
أرسل تعليقك