عمان ـ إيمان أبو قاعود
نفى السياسي الأردني محمد داودية، لـ"العرب اليوم"، وجود ديمقراطية حقيقية في المجتمعات العربية, موضحًا أن وعي الشعب الأردني ومرونة النظام ساهمت في أن يمر الربيع العربي على الأردن بسلام.
وأكّد داودية، أن المجتمع الأردني مجتمع قوي متماسك لا يتأثر بقصة النعرات العنصرية مثل قصة "أردني, فلسطيني" مشيراً إلى أن القصة يثيرها أصحاب النفوس الضعيفة في كثير من الأحيان.
واعتبر أن مرحلة التوريث السياسي في الأردن في طريقها إلى الزوال, وزمرتها أصبحوا "فلول", فلم يعد الناس في عصر الجماهير والانفتاح والديمقراطية يستسيغون فكرة الصعود هذه إلى دفة القيادة وتقرير مصائرهم، مستشهداً بالجملة الشهيرة "مصر كبيرة عليك" التي قذفها الشعب المصري في وجه جمال مبارك، تفعل فعلها.
ولفت إلى أنه لا توجد ديمقراطية في العالم العربي على الإطلاق وحال التطور السياسي والثقافي والاجتماعي في الوطن العربي هو حال "الأواني المستطرقة"، فالأردن متقدم تشريعيَا على الأقطار العربية كافة، باستثناء المغرب، في مجال الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان لكنه بعيد بعد القمر عن التطبيقات الميدانية للديمقراطية الحقة التي تشهد تراجعًا منتظمًا.
وبشان العلاقة بين الإصلاح السياسي وقانون الانتخاب في الأردن، خصوصًا أن أغلب السياسيين يضعون هذا القانون حجر عثرة في طريق الإصلاح في الأردن قال إن قانون الانتخاب هو رافعة كبرى للحياة السياسية والإصلاح السياسي، المعضلة ليست في القانون، فما جدوى أن نحصل على قانون انتخاب مثالي نموذجي , ثم يتم تزوير الانتخابات بفظاظة ودون تستر"، موضحاً أن "مدراء مخابرات أردنيون اعترفوا علناً بتزوير الانتخابات".
وأشار إلى أنه تم "تخسيره" في الانتخابات النيابية الأخيرة، بحسب قوله، "لقد خضت الانتخابات الأخيرة وتم تخسيري إياها وليس ان الحظ لم يحالفني أنا والحظ توأمان. وأحد الأسباب وليس كلها أنني دعوت وليد الكردي، زوج الأميرة بسمة بنت طلال، إلى التوقف عن امتصاص دماء شعبنا والتوقف عن النهب وقلت له زوجناك الأميرة ولم نزوجك المملكة".
وتابع "لقد مر الربيع العربي على الأردن دون دمار أو دماء بسبب رشد الشعب الأردني واعتداله ووسطيته, إضافة إلى مرونة النظام السياسي ومناورته الناجحة لامتصاص غضب الناس وسخطهم ومطالبتهم عبر الحراك بوقف الفساد والنهب والسلب. وأيضًا بسبب قدرة الخلية التي تولت إدارة الصراع ومنع موازين القوى من الفعل واحتواء اليسار والنخب ورشوتها".
وذكر أنه يتوجب اليوم أن يسارع النظام إلى إحداث انفراج كبير وشامل في بنية القوى السياسية والاجتماعية الاقتصادية التي يتوكأ عليها وأن يتوجه إلى العدالة الاجتماعية وأن " يشكم "قوى الفساد والليبرالية المتوحشة" وأن يتخلص نهائيًا من إقصاء الآخر وخاصة القوى الإسلامية المعتدلة كالإخوان المسلمين. فالمعارضة ضرورة وليست ضررًا كما تحاول البطانة وأن تصورها.
وبين أنّ الحركة الوطنية الأردنية في الستينات والسبعينات كانت على صدام مع النظام وكانت ترفع شعار إسقاطه إلى أن أدت الأحداث والتطورات إلى دسترة الحركة السياسية وتحول المعارضة من معارضة حكم إلى معارضة حكومات.
وحول إثارة النعرات في الأردن وتحديداً قصة "أردني, فلسطيني"، أوضح أنّ "المجتمع الأردني فيه تنوع كبير يغنينا ويقوينا ومكونات شعبنا متفقة على العناوين الرئيسة الكبرى، كالنظام السياسي ودور الوحدة الوطنية في منعة بلدنا وتحديد أن العدو الصهيوني هو الخطر الأكبر على كل شعوبنا العربية ولذلك لا تهز بنياننا ووحدتنا الوطنية (فعفطات) المتخلفين أو مطامع النخب الرخيصة المتاجرة بهذا الشعار أو ذاك. ودائمًا نحن مجتمع معافى منصهر واحد موحد لا يلهينا شيء عن مجازر إسرائيل في غزة والضفة المحتلة والقدس".
أرسل تعليقك