افتتح وكيل وزارة التربية والتعليم العالي محمد أبو زيد، اليوم الأربعاء، فعاليات منتدى الرياضيات الخامس، الذي نظمته الهيئة الفلسطينية للرياضيات (رفاه) بدعم من بنك القدس، في قاعة
وزارة التربية برام الله.
وتناول أبو زيد في كلمته أربعة محاور رئيسة حول أهمية الرياضيات، وتطوير تعليم وتعلم الرياضيات، والشراكة مع المؤسسات، ومنتديات الرياضيات.
كما تحدث مدير عام (رفاه) د. عبد الجابر هودلي، عن مفهوم وأهمية وأهداف منتديات الرياضيات، شاكراً الداعمين في وزارة التربية والتعليم العالي، وجامعة القدس المفتوحة، واتحاد المعلمين، وبنك القدس.
بدورها تحدثت الباحثة نادية جبر عن بحثها المتعلق بمدى معرفة أثر تدريب معلمي الرياضيات للصف السابع الأساسي على استخدام أسلوب المهمات التعليمية والأسئلة المفتوحة ضمن
ورشات عمل في حل المشكلات في تدريس وحدتي الهندسة والقياس على تعلم الطلبة في حصص الرياضيات، وفي توجههم نحو المادة.
وأظهرت النتائج أن هناك زيادة في مشاركة الطلبة وتفاعلهم في حصة الرياضيات؛ وذلك من خلال الملاحظة الصفية، أما المقابلات مع الطلبة، فقد أظهرت أن توجهاتهم الإيجابية نحو مادة
الرياضيات قد زادت، وكذلك أظهرت النتائج من خلال المقابلات مع المعلمين أن استراتيجيات التدريس عند المعلمين بدأت تتغير باستخدام المهمات التعليمية في تدريس الهندسة والقياس، إذ
بدأ المعلمون بالتخفيف من إلقاء المحاضرات في معظم الوقت خلال الدرس.
ثم تحدث الباحث د. محمد مطر عن مجموعة من المحاور ذات العلاقة بتطوير مناهج الرياضيات وفق مدخل المعايير، حيث قدم تعريفا للمعايير بأنها محددات لما يجب ان يعرفه الطلبة وما
يستطيعون عمله، وهي مرتبطة بمستويات المنهاج الثلاثة: المنهاج المقصود والمطبق والمكتسب، وتحدث عن ضرورة ربط معايير الرياضيات بمؤشرات، ومستويات اتقان ومن ثم علامات قطع معيارية وأخيراً قياسات للتعلم منوها لأهمية الاستفادة من التجارب العالمية كتجربة المعايير المشتركة في الولايات المتحدة وكيف يتم تطوير المعايير هناك بعرضها على المجلس
الوطني لمعلمي الرياضيات ومن ثم على معلمي الرياضيات في كل ولاية شريكة ومناقشتها من الخبراء في لقاءات متخصصة ومن ثم عرضها للرأي العام (عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي) على أن تجرب لأكثر من سنة.
وحول تجربة فلسطين في تطوير مناهج الرياضيات السابقة نوه د. مطر الى أن وثيقة الخطوط العريضة بقيت دون نشر، في حين بقيت معايير الرياضيات مجرد جمل خبرية غير مربوطة
بمؤشرات او مستويات اتقان او علامات قطع، وهي الحالة في معظم الدول العربية.
وتحدث عن معالم بارزة يجب اعتمادها عند اعداد مناهج الرياضيات وفق مدخل المعايير ومن أبرز هذه المعالم: التركيز اكثر على مواضيع اقل، والتعمق في المفهوم على حساب عرض
عديد المفاهيم، والتواصل الرأسي والأفقي للمحتوى مع التكامل مع المواضيع الأخرى، وضرورة تركيز محتوى المنهاج على مجالات المعرف المختلفة بدءا بالوعي المفاهيمي وصولا للاستدلال.
وتطرق في حديثه عن تجربة فلسطين الجديدة في تطوير معايير منهاج الرياضيات وخطوطه العريضة للصفوف من 1 الى 10 بدعم فني ومادي من وكالة 'جايكا'، وطبيعة عمل الفريق الوطني في جناحي الوطن وإيجابيات التواصل بين أعضاء الفريق، ودافعيتهم للعمل على مدى 17 لقاء مركزياً.
وأوصى المشاركون بضرورة الاستمرار في عقد منتديات الرياضيات لتطرح مواضيع جديدة ذات قيمة رياضية، واستخدام اكثر من طريقة تدريس بما يجعل الرياضيات مادة شيقة، وعرض
وثائق المنهاج الجديدة على الرأي العام ومناقشتها مع المختصين قبل اعتمادها، وتشكيل فريق مراجعة متخصص للوثائق المنهاجية وبالتحديد للكتب المدرسية قبل إرسالها للمطابع تجنبا
لتكرار الأخطاء التي كانت ترد في تلك الكتب، والتركيز على 'الرياضيات المهمة'، والمرتبطة بالحياة وحاجات المتعلم لتصبح رياضيات ذات معنى، والبدء بتطوير مستويات اتقان وعلامات
قطع معيارية وطنية بالاعتماد على أداء الطلبة في الاختبارات الوطنية والدولية، والإفادة من الدراسات التي تجري في الجامعات ومن قبل الباحثين لرفد عمليات تطوير تعليم وتعلم
الرياضيات ومناهجها وفق مؤشرات علمية، وتنظيم حملات توعية مجتمعية واخرى بين الطلبة بأهمية الرياضيات لتعلم المباحث الاخرى وأهميتها في النهضة العلمية للبلد، وتضمين مرحلة
رياض الأطفال في عمل لجان تطوير المناهج، وإشراك المعلمين في أنشطة تطوير المناهج لتجربتهم العريضة في العمل الميداني ولمعرفتهم بحاجات الطلبة، واستخدام المهمات التعليمية في
تعليم الرياضيات، وخاصة في الهندسة والقياس، والبحث عن أساليب جديدة في تدريس الرياضيات في كل وقت.
أرسل تعليقك