حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الطرد الجماعي يهدِّد مصير أكثر الأعضاء ضعفًا

حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل

قرود النمس
واشنطن -رولا عيسى

تعيش قرود النمس في مجموعات عائلية متماسكة ولكن تلك الحياة الوردية تتحول سريعًا إلى حرب شرسة عندما يولد عددًا كبيرًا جدًا من النسل، لدرجة أنها تخوض المعارك أيامًا طويلة لطرد أضعف أعضائها، ويطارد الآباء أبناءهم ويهاجم الأشقاء الأكبر سنًا الأخوة الأصغر.

وتعتبر قرود النمس من الثدييات الاجتماعية الصغيرة وتعيش في حشائش السافانا الأفريقية في مجموعات عائلية لمدة تصل إلى 40 عامًا، وهي معروفة بكونها حيوانات متعاونة وتحمي ذرية بعضها البعض، وتدافع عن فريقها ضد الحيوانات المفترسة أو عائلة أخرى من فصيلها ذاته، وجاء في بحث جديد أعدّه الدكتور جيسون جيلكريست من جامعة نابير ومجموعة من الباحثين في جامعة أكتسر وليفيربول جون مورز، أن لهذه الحيوانات جانب مظلم أيضًا.

حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل

صورة 1 تعيش قرود النمس في عائلات لفترة تصل إلى 40 عامًا

وأوضح الدكتور جيسون بقوله: ليست الحياة وردية للغاية بين عائلات النمس، فالمنافسة بين الأقارب يمكن أن تسبب الطرد الجماعي، ويحدث القتال في العادة عندما يولد عددًا كبيرًا جدًا من النسل، ما يعني أن الأشقاء الأصغر سنًا يمكن أن يقوضوا نجاح الأفراد الأكبر سنًا في المجموعة، ويمكن أن تتحول عائلة سعيدة في بضعة أيام إلى ساحة معركة فوضوية بين الأقارب، ويتم حل الصراع في نهاية المطاف على يد كبار السن والأفراد المهيمنين على الجماعة بطرد الأصغر سنًا.

وتنطوي هذه الحرب الأهليّة على معارك من الصياح ومطاردة الأباء للأبناء والتصارع معهم، ومهاجمة الأشقاء الأكبر سنًا لأشقائهم الصغار، ويأخذ الأمر عدة أيام من الاضطهاد قبل طرد الأفراد الصغار أو فرارهم، وتابع الباحث "يصبح التوتر بين أفراد العائلة واضحاً ويمكن أن يكون دمويًا ومدمرًا".

ولا يعتبر الطرد السلوك الوحيد الذي تستخدمه الجماعة لتخفيف عبء المنافسة الإنجابية بل يشمل الأمر قتل الأطفال، وإجهاض الإناث الحامل في فترات التوتر لتقليل فرصة تعرضهن للطرد، واسترسل "يحب علينا الحرص على عدم الحكم على مثل هذا السلوك في السياق البشري، فالطرد والإجهاض والقتل أمور لا تستخدم كثيرًا فعادة ما تتفرق الجماعة بنجاح، ويؤدي هذا الأمر إلى إنعاش جينات هذه الحيوانات بفضل انخفاض زواج الأقارب".

حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل

صورة 2 يحدث القتال بسبب خوف الكبار من أن يقوض الصغار نجاحهم

ويعود سبب اكتشاف الباحثون هذه السلوكيات إلى عقود من المراقبة، وأكد دكتور جيلكريست أنه عندما وصلت الملكة إليزابيث أوغندا للمرة الأولى العام 1996 لمراقبة النمس لم يكن يتصور أن الكثير من العلماء سيواصلون مراقبتها على مدى عقدين لاحقين، ويدرس الباحثون الكثير من الأجيال الشابة من المجموعات الأصلية لحيوان النمس، وأضاف "يوفر رصد تاريخ حياة أجيال متعددة من الأفراد داخل المجموعات نظرة رائعة على البيئة التطورية للأنواع، ويعرفنا كيف تتصرف الحيوانات ولماذا، ولعل الجانب الأروع من هذه المجتمعات هي حالة التعاون ضد التهديد الخارجي، والتي توضح المودة في أيام العدوان، ففي بعض الأحيان يمكن أن يتحول أفضل صديق لك إلى أسوأ عدو، وهذا ما تعلمناه من هذه الحيوانات".

واختتم جيسون بقوله: أريد أن أتقاعد من حقل البحث الميداني ولكني سأبقى نشيطًا في مجال علم البيانات وأترك العمل للزملاء والباحثين الشباب، فكان لوقت طويل موضوع عملي الأبحاث الميدانية على وظائف ذات الحوافر في جنوب أفريقيا وغيرها من الحيوانات البرية مثل وحيد القرن والشمبانزي وفأر الليمور العناكب الاجتماعية.

حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل

تنتهي الحرب الأهلية في عائلة النمس إلى طرد الصغار

وأشار بحث سابق إلى أن قرود النمس تساعد الخنازير على التخلص من القراد المزعج، فالخنزير يستلقي ويسمح لها بتنظيفه من الطفيليات العالقة على جسمه، وقال مؤلف البحث، الدكتور أندي بلومبتر "يعتبر هذا التعاون بين الثدييات المختلفة نادرًا، ويوضح التفاعل والثقة الكبيرة بين المشاركين فيه، ويجعلنا نتساءل عما يحدث بين الأنواع المختلفة ولا نستطيع أن نراه؛ لأنها تخاف أن تظهره أمامنا، فالخنازير البرية تدهشني دائمًا، ولكن ليس هناك الكثير من العلماء المهتمين بدراستها، بالرغم من أنها ذكية ولطيفة وتلعب دورًا مهمًا لمساعدة الكثير من الأنواع الأخرى.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل حروب جماعيّة شرسة بين عائلات قرود النمس بسبب تزايُد النسل



GMT 15:54 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بكين تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بانخفاض الحرارة

GMT 15:36 2023 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

ثوران بركان في أيسلندا بعد نشاط زلزالي لأسابيع

GMT 16:59 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

توافق دولي على وقف احترار الأرض في "كوب 28"

GMT 08:07 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 14:38 2023 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرك أكبر جبل جليدي في العالم بعد 30 عاماً من ثباته

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:47 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

ارتفاع إجمالي وفيات "كورونا" في الطائف إلى 135

GMT 09:00 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

"فلوكس فاجن" تكشف جديدها في معرض جنيف للسيارات

GMT 19:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

مجموعة من أفضل 10 برفانات جذابة للرجال لعام 2021

GMT 18:12 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

البنطلون الجلد اختيار عصري لموسم ربيع وصيف 2019

GMT 20:41 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نادي الهلال يعاود تدريباته عقب الفوز على النفط العراقي

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ ستائر مطبخ عصرية تليق بمنزلك والديكور الخاص به

GMT 09:45 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجلد والتطريز وطباعة القماش موضة خريف 2014

GMT 20:04 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد السراح يطالب اتحاد الكرة بتوضيح الحقائق

GMT 01:55 2015 الأربعاء ,29 تموز / يوليو

الهدال يثبط الأورام ويقوي جهاز المناعة

GMT 07:21 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

قضايا محكمة الأسرة في مصر ما بين جناة وضحايا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab