حروب الفانيليا في مدغشقر تؤدي إلى الموت
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

المزارعون يضربون اللصوص بالمناجل والحراب

"حروب الفانيليا" في مدغشقر تؤدي إلى الموت

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - "حروب الفانيليا" في مدغشقر تؤدي إلى الموت

"حروب الفانيليا" في مدغشقر
مدغشقر ـ عادل سلامه

أبدى لصوص الفانيلا من "أنجانا" ثقتهم في قدرتهم على ترويع المزارعين، وقدموا تحذيرًا مسبقًا للغارات مكتوب فيها "سنحضر الليلة"، وكتبوا ايضًا في ورقة دفعت تحت الأبواب في هذه القرية الساحلية النائية في مدغشقر "قم بإعداد ما نريد." ولكن يبدو أنهم بالغوا في تقدير وداعة ضحاياهم، فبعد هجوم واحد في نهاية العام، وجمع حشد من الناس في القرية خمسة رجال من العصابات المزعومة، وجروهم إلى ساحة القرية، ثم ضربوهم بطريقة دامية غوغائية.

وقال أحد مزارعي الفانيليا الذي كان بين حشد من المتفرجين "لقد تم طعنهم حتى الموت بالمناجل والحراب، واعتقد أنه ذلك جيد، فالشرطة لم تفعل شيئا، والآن ستخاف العصابات من السرقة منا. ولدينا حارس خاص بنا الآن، ويقوم شباب المجتمع بدوريات في الليل ". وإن عمليات القتل خارج نطاق القضاء هذه -التي أكدها الكاهن المحلي لصحيفة الغارديان- قد ذهبت دون حل ولم يتم الإبلاغ عنها دوليًا حتى الآن. لكن المدافعين عن البيئة يقولون إنهم يسلطون الضوء على الكيفية التي يرتبط بها ارتفاع أسعار الفانيلا في الأسواق العالمية بجرائم القرى وتدمير الغابات.

حروب الفانيليا في مدغشقر تؤدي إلى الموت

ومدغشقر هي المورد الرئيسي في العالم منذ قرون لنكهة الفانيلا المستخدمة في الآيس كريم والكعك والشوكولاته. وعلى الرغم من سمعتها اللطيفة، فقد أثارت الزيادة في قيمة الفانيلا، التي تجاوزت أكثر من عشرة أضعاف سعرها السابق خلال السنوات الخمس الماضية، غضبًا شديدًا. وقد تم الإبلاغ عن سرقة المحاصيل في معظم المناطق الرئيسية التي تشهد نموًا للفانيلا، وحدثت هناك العشرات من جرائم القتل. وطالبت بعض المجتمعات بحماية الشرطة لهم. وقام آخرون - كما هو الحال في "أنجانا"- بأخذ حقهم بأيديهم.

وعنف الفانيليا هو نتاج لأسواق عالمية سيئة التنظيم، وسياسيين فاسدين محليين، وليست الفانيلا وحدها هي التي تسرق، فهناك ايضاً تجارة خشب الورد غير القانونية التي تذهب إلى الصين. وقال أحد مؤسسي مجموعة مراقبة البيئة "كوفيسيون لامبوغنو"، إنه كشف كيف يتم تهريب خشب الورد من ميناء "ماروانتسيترا "بالتواطؤ مع رجال أعمال محليين يدعمهم سياسيون وطنيون أقوياء. ولم تتم معاقبة أي منهم، ولكن كلوفيس اتهم بالتحريض على الاضطرابات العامة وقضى الأشهر العشرة التالية في السجن. وبفضل غضب دولي من جانب منظمة العفو الدولية وغيرها من جماعات حقوق الإنسان ، تم الإفراج عنه في سبتمبر/ايلول الماضي، لكن الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات لم يُعلق بعد. وقد أبلغ عن تهديدات وإشعال حريق في منزله وتلك علامة على القوى الكبيرة التي يواجهها.

حروب الفانيليا في مدغشقر تؤدي إلى الموت

وأصبحت خشب الورد أكثر سلع الحياة البرية التي يتم الاتجار بها في العالم، حيث بلغت مبيعات مدغشقر وحدها مئات الملايين من الدولارات، وكل ذلك غير قانوني وموجهة إلى الصين. وفي عام 2014 ،حين تم اعتراض شحنة واحدة محملة بـ 30.000 في سنغافورة قادمة من الجزيرة. وجاءت الموافقة على شحن البضائع المهربة، وهي واحدة من أكبر المضبوطات في تاريخ "سايتس" (اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية)، من كبار المسؤولين الحكوميين، وفقا للوثائق المقدمة إلى المحكمة.

ومنذ ذلك الحين، تباطأت التجارة  والعصابات التي كانت تقطر وتبيع في السابق خشب الورد تستخدم الآن شبكاتها لبيع الحيوانات البرية المهددة بالانقراض وغسل الأموال من خلال صناعة الفانيليا. وقد ارتفعت أسعار الفانيليا بسبب تزايد الطلب على النكهات الطبيعية في الدول الغنية. وقال السكان المحليون إن بإمكانهم بيع كيلوغرام مقابل 1500.000 هلري (360 جنيهًا إسترلينيًا) ، أي أكثر من 10 أضعاف السعر الذي كانت عليه قبل بضع سنوات. مع دخل إضافي ، ويقومون ببناء منازل أكبر باستخدام الأخشاب من الغابة.

وكشف المدافعون عن الغابات أن قطع الأشجار يتم بطريقة "خلوية" لتجنب الكشف عن طريق الأقمار الصناعية. لكن التدهور يزداد سوءًا مع وصول تدفق مستمر من الناس إلى محيط المنطقة المحمية. ويلقي هنا باللوم على السلطات. فالمشكلة هنا ليست فقط ارتفاع الطلب على السلع مثل الفانيلا وخشب الورد والمعادن، ولكن نقص الإرادة لمعالجة الفساد وتعزيز المساءلة، وفي مدغشقر اليوم، لا توجد ديمقراطية. وهذا ما يفسر لماذا يشعر البعض بأنهم قادرين على تحقيق العدالة بأيديهم.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب الفانيليا في مدغشقر تؤدي إلى الموت حروب الفانيليا في مدغشقر تؤدي إلى الموت



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد

GMT 04:06 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جزيئات صغيرة من البلاستيك تلوث الشواطئ في نورفولك

GMT 15:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

جوارديولا يُشيد بقدرة مانشستر سيتي على هزيمة توتنهام بهدف

GMT 11:13 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab