الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

تعدّ محنة سكان "المَكس" علامة تحذير مُبكّرة

الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ

منازل الصيادين في الإسكندرية
الإسكندرية ـ سعيد غمراوي

يُواجه مجتمع الصيادين الفقراء في الإسكندرية هدم منازلهم وفقدان مواردهم بفضل ارتفاع منسوب مياه البحار، فعلى ضفاف قناة المكس بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية، يقوم رجل بتفكيك شباك الصيد في قاربه المصنوع باللون الفيروزي، بينما كان هناك صوت مطرقة يطرق على الطوب على الأرض المائية, وهناك آخرون يطلون من نوافذهم على إحدى ضواحي القناة، ويحدقون في أكوام من الأنقاض المتنامية لما كان في السابق صف من المنازل على الضفة المقابلة, والساكنون السابقون وكذلك أولئك الذين يتطلعون إليه هم نذير الآلاف الذين سيضطرون إلى مغادرة منازلهم بسبب تغيّر المناخ.
الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ

تقول عبير محمد عبدالسلام إنها لا تتذكر بالضبط متى ارتفعت مياه القناة لأول مرة فوق ارتفاع نافذة منزلها الأمامي، وتدفقت إلى منزلها "إنها ستصل إلى قمة فخذي"، كما تقول "كما أن الأبخرة السوداء ترتفع من المصنع البترولي المجاور", ولسنوات، كان الفيضان حدثا معتادا، والآن تعرف عبير ردة فعلها في حال الطوارئ عن ظهر قلب.

وتقول: "في البداية سأرسل شخصا لإيقاف تشغيل المضخات"، مشيرةً إلى محطة الضخ القريبة المصممة لمنع الفيضان على طريق ساحلي مجاور، وهو طريق يقوده مصريون أثرياء في طريقهم إلى منازلهم الصيفية, "ثم نبني حصنا داخل منزلنا باستخدام قطع الأثاث".

وشكلت الصفوف الثلاث من منازل الأسمنت المنهارة في المكس العمود الفقري لمجتمع الصيد الذي يبلغ عدده 1000 شخص, لكن منذ مارس/ آذار، أجبرت السلطات المحلية نصف السكان على الخروج من منازلهم واستيطان كتل أبنية قاتمة تطل على القناة التي كانوا يعتمدون عليها في حياتهم, بينما أولئك الذين ما زالوا ينتظرون هدم منازلهم باتوا يحدقون في أنقاض الضفة المقابلة كتذكير لما ينتظرهم.

الإسكندرية مدينة على خط المواجهة

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا سيدمر شواطئها بالكامل، في حين أن الأراضي المنخفضة في الإسكندرية -التي تطورت عليها مدينة الإسكندرية في الأصل- معرضة للغمر والتشبع بالمياه وزيادة الفيضانات والملوحة في ظل مستوى البحر المتسارع, وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إنه من المتوقع أن ترتفع مستويات البحار العالمية بمقدار 68 سنتيمترا بحلول عام 2050، مما يؤدي إلى إغراق أجزاء من الإسكندرية والانتقال إلى المياه الجوفية, كما سيؤدي إلى انهيار المباني ويجعل المياه المالحة تتوغل إلى الأراضي الزراعية الحيوية في منطقة دلتا النيل القريبة، مما يؤدي إلى تدمير سبل العيش وإجبار المزيد من النزوح الداخلي.

وتعدّ محنة سكان المكس علامة تحذير مبكرة, وهي الموجة الأولى من الآلاف التي ستضطر إلى الانتقال بسبب آثار تغير المناخ على المنطقة، ولا سيما بحيرة مريوط القريبة.

يقول عالم المناخ السكندري محمد الراعي: "هناك العديد من المناطق حول البحيرة التي تقع على عمق 3 أمتار على الأقل تحت مستوى سطح البحر.. سيكون عليهم هجرة تلك المناطق ونقل الناس, في هذه المناطق المنخفضة، سيكون هناك مئات الآلاف من الأشخاص المتضررين من الفيضانات", وتقدر جريدة الرأي أن الحكومة ستضطر إلى نقل السكان في أقل من 10 أعوام.

ويشكل هؤلاء النازحون جزءا من مشكلة عالمية متنامية, وتقدر الأمم المتحدة أنه منذ العام 2009، تم تشريد شخص واحد كل ثانية بسبب كارثة مرتبطة بتغير المناخ.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ



GMT 15:54 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بكين تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بانخفاض الحرارة

GMT 15:36 2023 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

ثوران بركان في أيسلندا بعد نشاط زلزالي لأسابيع

GMT 16:59 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

توافق دولي على وقف احترار الأرض في "كوب 28"

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد

GMT 04:06 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جزيئات صغيرة من البلاستيك تلوث الشواطئ في نورفولك

GMT 15:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

جوارديولا يُشيد بقدرة مانشستر سيتي على هزيمة توتنهام بهدف

GMT 11:13 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab