مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

احتمالية خسارة الآلاف من الأرواح البشرية

مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل

سد الموصل
بغداد - نجلاء قباني

أعلن المهندسون العراقيون الذين شاركوا في بناء سد الموصل قبل 30 عامًا تحذيرهم من انهيار السد محذّرين من ارتفاع عدد القتلى حينها، وأشار المهندسون إلى تراكم الضغط على هيكل السد مع ذوبان ثلج الشتاء وتدفق المياه إلى الخزان ما جعله يصل إلى سعته القصوى، وأن بوابات السد التي تستخدم لتخفيف هذا الضغط مغلقة ومكدسة. وأفاد المهندسون العراقيون بأن مع استبدال الآلات أو تجميع قوى عاملة لأكثر من عام بعد سيطرة تنظيم "داعش" على السيد يعني زيادة التصدع في الصخور المسامية تحت السد ما يجعل الأمر أكثر خطورة، ويتم توقيع عقد مع شركة إيطالية لإجراء إصلاحات عاجلة ولكن لا تزال المفاوضات مستمرة مع بغداد وراء الكواليس.
 
وحذر المهندسون من أن خسائر الأرواح المحتملة جراء انهيار السد تزيد عن 500 ألف شخص فضلا عن احتمالية وفاة العديد من الناس من الذعر نتيجة ضرب فيضان بارتفاع 20 مترا لمدينة الموصل مع اتجاه الفيضان إلى الأسفل في وادي دجلة عبر تكريت وسامراء وصولا إلى بغداد، ووصف أحد المهندسين العراقيين الذى يعيش حاليا في أوروبا سياسة الطوارئ للحكومة العراقية عند اخبار السكان المحليين بالتحرك بمقدار ستة كيلو بعيدا عن ضفاف النهر بأنها مثيرة للسخرية.
 
وأضاف كبير مهندسي السد نصرت أدامو، أن الهيكل يمكن أن يُبقي فقط في حالة العمل على مدار الساعة على ملئ الثقوب في الصخور المسامية لحجر الأساس وهى عملية تعرف  بالحشو، إلا أن هذا المستوى من الصيانة والذى يعود تاريخه إلى ما بعد بناء السد في 1984 انهار بعد سيطرة "داعش" على المنطقة، وذكر أدامو في مقابلة هاتفية معه من السويد حيث يعمل كمستشار، "كان لدينا 300 شخص يعملون على مدار 24 ساعة في ثلاث نوبات إلا أن عدد قليل منهم عاد حاليا وهناك حاليا حوالى 30 شخص فقط، لقد تعرضت آلات الحقن للنهب ولم يعد هناك إمدادات بالأسمنت ، إنهم لا يستطيعوا فعل شيء والوضع يذهب من سيء إلى أسوء".
 
ويصبح حجر الأساس في السد أضعف مع تراكم ضغط المياه وتدفقها إلى الخزان كما أن البوابات التى تستخدم لتخفيف الضغط من خلال السماح بتدفق المياه عالقة بالفعل، وأضاف أدامو "هذه البوابات مغلقة وهي تعمل معا فعند إغلاق واحدة يجب إغلاق الثانية وإلا سيحدث تدفق غير متماثل ما يؤدى إلى تسريع التآكل".
 
وأعرب المهندس نذير الأنصاري ممن شاركوا في بناء السد عن قلقه إزاء ارتفاع منسوب المياي في الخزان، مضيفا "حقيقة تعثر البوابات السفلية أمر مقلق، وفى أبريل ومايو يكون ناك الكثير من الثلوج الذائبة ما يجلب الكثير من الماء في الخزان، ووصل منسوب المياه حاليا إلى 308 مترا ولم يعد السد كما كان في السابق حيث زادت الكهوف أسفله ولا أعتقد أنه سيتحمل هذا الضغط، وإذا انهار السد ستصل المياه إلى الموصل خلال أربع ساعات وإلى بغداد خلال 45 ساعة، ويعتقد البعض بقتل نصف مليون شخص ولكن أتصور زيادة عدد القتلى في ظل عدم وجود خطة إخلاء جيدة".
 
وأوضح الأنصاري أن الاستجابة السياسية للحكومة ودعوة السكان المحليين للتحرك ستة كيلو ميتر على الأقل من نهر دجلة مثيرة للسخرية، كما أن السفارة الأمريكية في بغداد حثت المواطنين الأمريكيين على مغادرة المنطقة، مضيفا، "ماذا يفعل الملايين من الناس عند الابتعاد عن النهر بمقدار 6 كيلو حيث لا يوجد أي دعم لمساعدتهم على العيش".
 
وانطلق سد الموصل لأول مرة في الخمسينات ولكن تم تأجيل بناءه بسبب إشكالية جيولوجية في نهر دجلة حيث يذوب حجر الأساس في الماء، وبنى في النهاية بواسطة نظام صدام حسين وكان يعد مشروعا مهيبا في حينها، وفى ذلك الحين كان الأنصاري مستشار علمي في وزارة الري، وأضاف الأنصاري، "ذهبت لزيارة الموقع ورأيت نوع الحجر المستخدم وهو الجبس والأنهيدريت وهي قابلة للذوبان، وأعرب عن قلقه للمدير العام، لكنه قال: "لا تقلق سنرعى كل ذلك".
 
وأشار المستشارون الأجانب على مدى الأعوام الماضية إلى نقاط الضعف في التكوينات الصخرية في السد إلا أن الحكومة العراقية أكدت أنها ستحل المشكلة عن طريق الحشو، وتم الدفع بقرار المضي قدما في البناء بواسطة أحد نواب الرئيس وهو طه ياسين رمضان، وبيّن الأنصاري " كان رمضان حريص على بناء الشد وأراد أن يظهر لصدام أنه يفعل شيء مذهل وجاء من الموصل ولذلك أراد عمل شيء يحقق مزيد من فرص العمل في الموصل، وأدى ذلك إلى تسريع قرار بناء السد". وتم تصميم السد بواسطة شركة سويسرية وتم بناءه بواسطة مجموعة المانية إيطالية عام 1984، وبدأ تسرب المياه في عام 1986 وأصبح واضحا أن القضايا الجيولوجية كانت أسوء مما توقع المستشارون، وتطلب السد صيانة مستمرة منذ ذلك الحين لملء الكهوف التي تجوفها المياه الجارية من حجر الأساس، وتم استخدام 95 طن من أنواع مختلفة من الجص على مدار عمر السد.
 
وذكر الأنصاري، "ما يقوم به الحشو هو إطالة عمر السد وليس هناك حل دائم إلا بناء سد أخر"، وبدأ بناء هيكل ثاني لسد بادوش على بعد 20 كيلو من المصب لمنع وقوع كارثة فى حالة انهيار سد الموصل، ولكن توقف العمل في سد بادوس منذ فترة التسعينات بسبب ضغط العقوبات ما أدرى إلى اكتمال البناء فقط بنسبه 40%. وعُقد مؤتمر دولي في روما في أبريل/ نيسان لبحث سبل منع وقوع كارثة إلا أن الوقت أصبح متأخر جدا، وأضاف أدامو "لا أحد يعلم متى سينهار السد، ربما عام من الأن وربما ينهار غدا".

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل



GMT 15:54 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بكين تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بانخفاض الحرارة

GMT 15:36 2023 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

ثوران بركان في أيسلندا بعد نشاط زلزالي لأسابيع

GMT 16:59 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

توافق دولي على وقف احترار الأرض في "كوب 28"

GMT 08:07 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 14:38 2023 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرك أكبر جبل جليدي في العالم بعد 30 عاماً من ثباته

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 11:28 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 11:49 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 02:29 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

إعادة مسلسل الدم والنار للفيشاوي على "قناة الحكايات"

GMT 06:40 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

تعرّف على حظك وتوقعات الأبراج الخميس 4 نيسان

GMT 19:32 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

الصفاء يتعادل مع الراسينغ خلال أخر مباراة من الدورى

GMT 12:38 2017 الثلاثاء ,29 آب / أغسطس

المراهقون أفسدوا الكرة

GMT 15:29 2023 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواصلة ارتفاع اسعار النفط بسبب هجمات البحر الأحمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab