الكشف عن دودة تتغذى على العظام داخل مياه البحر المتوسط للمرة الأولى
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

"الأوسداكس" تمتصّ الشحوم الطبيعيّة مثل الدهون والشمع

الكشف عن دودة تتغذى على العظام داخل مياه البحر المتوسط للمرة الأولى

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الكشف عن دودة تتغذى على العظام داخل مياه البحر المتوسط للمرة الأولى

أحد المخلوقات الآكلة للعظام "الأوسداكس"
مدريد ـ لينا العاصي

اكتشف العلماء منذ أعوام وجود دودة الزومبي التي تتغذى على عظام الجثث، وكان يُعتقد أنها تعيش في الأعماق الباردة للمحيطات، ولكن عثر عليها للمرة الأولى في المياة الدافئة للبحر الأبيض المتوسط، ويتوقع الباحثون العثور على المزيد منها تحت الماء في وادٍ قريب، ويطلق على الدودة "أوسداكس" وتعني باللاتينية "آكِل العظام"، وسميت هكذا وفقاً لطريقة تغذيتها حيث تقوم بثقب عظام الجثث وتتغذى على الجزيئات مثل الدهون.

وعلى الرغم من معرفة خصائص أكثر من 25 نوعًا من هذه المخلوقات إلا أنه تم وصف ستة أنواع منها فقط، ووصفت خصائص هذه المخلوقات للمرة الأولى منذ 11 عامًا، وتسعى هذه الديدان إلى العثور على عظام جديدة عندما تكون مجرد يرقات وعندما تجدها فإنها تتغذى عليها من أجل البقاء، وتعد اليرقات المجهرية من الإناث المسؤولة عن إيجاد موائل ملائمة جديدة، وتعيش ديدان الزومبي على أي عظام للحيوانات الفقارية مثل الثدييات أو الأسماك أو الزواحف.

الكشف عن دودة تتغذى على العظام داخل مياه البحر المتوسط للمرة الأولى

واكتشفت هذه الأنواع الجديدة، التي لم يتم تسميتها بعد، بواسطة الدكتور سيرجي تابودا، الذي يعمل في متحف التاريخ الطبيعي في لندن وفريق من جامعة برشلونة، ورصد الباحثون الديدان في المياه قبالة سواحل بلانس في إسبانيا وهي المرة الأولى التي توجد فيها في البحر الأبيض المتوسط، وحتى الآن كانت هذه الديدان توجد فقط في المحيط الهادئ والمحيطات الشمال الأطلسية والقطب الجنوبي.

وأضاف الدكتور تابودا "تتغذى الديدان على العظام  الحديثة ما يعني أن المحتوى العضوي في العظام سليم، عندما تجد الديدان العظام فإنها تستقر وتتغذى الإناث مباشرة على المحتوى العضوي في العظام بفضل البكتيريا التكافلية التي تأويها في جذورها، وإذا ما وصلت اليرقة الأنثى فإنها تستقر وتتطور حيث يعيش الحيوان الذكر الصغير داخل أنبوب الأنثى"، وتبدو الذكور مجهرية الحجم في حدود 100 إلى 500 ميكرومتر وتعيش داخل أنابيب تبنيها الإناث، ويقتصر دور الذكور على وظيفة الإنجاب.

الكشف عن دودة تتغذى على العظام داخل مياه البحر المتوسط للمرة الأولى

وتابع تابودا "في رأيي إننا محظوظون للعثور على أول أوسداكس في البحر الأبيض المتوسط أثناء مسح منطقة المياه الضحلة نسبيًا التي تأثرت بشدة بالمياه العميقة في وادي بلانس، وتم الكشف عن بعض من هذه الأنواع بواسطتنا في المحيط الجنوبي، إلا أن درجة حرارة مياه البحر أكثر برودة من أي مكان آخر".

ويبلغ وادي البلانس عمق 100 متر، وتكون درجة حرارة المياه التي عادة ما تتواجد فيها الأوسداكس منخفضة ما بين 1 إلى 15 °C إلا أن درجة حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط الضحلة التي وجدت فيها تتراوح بين 11.8 إلى 22.2 °C، وأضاف الدكتور تابودا "حقيقة العثور على أوسداكس للمرة الأولى في البحر الأبيض المتوسط تثبت أن هذه الكائنات يمكن أن تعيش في المناطق المعتدلة في أعماق ضحلة نسبيًا على الرغم من ارتباطها عادة بالمياه العميقة".

وتتغذى الأوسداكس على الشحوم الطبيعية بما في ذلك الدهون والشمع والدهون التي تذوب في الفيتامينات، وتتحلل الدهون بسرعة أكبر عندما تكون المياه دافئة ما يعطي الديدان وقتًا أقل لتناول الطعام، وبيّنت كوكسيتا أفيلا المشاركة في الدراسة أن "التحلل السريع للدهون في العظام التي عثر عليها في المياه الدافئة يمكن أن يفسر غياب الأوسداكس في البحر الأبيض المتوسط على عمق أقل من 50 مترًا"، وأفاد الدكتور تابودا بأنه "عندما تصل جثة من الفقاريات إلى قاع البحر الأبيض المتوسط وتبقى في الأعماق الضحلة تقوم البكتيريا الحرة بتحليل العظام ومن ثم تتحلل المواد العضوية".

وتوجد الأوسداكس في المياه الضحلة في القارة القطبية الجنوبية؛ بسبب تجانس درجة الحرارة في جميع أنحاء الماء عموديًا، وأوضح تابودا أن "في المياه العميقة يوجد القليل من هذه البكتيريا نتيجة انخفاض درجة حرارة الماء، لكننا وجدنا أن الأوسداكس بجانب البكتيريا تتغذى على المواد العضوية الموجودة في العظام وبالتالي تساعد على تحللها"، وبيَّن الباحثون أن وجود الأوسداكس في هذه الربوع ربما يتصل بالعلاقة بين المياه العميقة والباردة في وادي بلانس، وهي المنطقة التي يعتقد الباحثون أن عددًا أكبر من أنواع الأوسداكس يعيش فيها.

وذكرت الدكتورة أفيلا "نحن بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات حتى نستطيع تحديد ما إذا كانت هذه الأنواع التي لم يتم تسميتها بعد تعيش فقط في المياه الضحلة غرب البحر الأبيض المتوسط أم أنها توجد في مناطق أخرى شرق البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي على سبيل المثال"، واختتم تابودا "مع جمع عينات جديدة من هذه الأنواع في البحر المتوسط لدراسة خصائصها المورفولوجية كان الاختلاف الوحيد الذي استطعنا تحديده في ما يتعلق بالأنواع الأخرى وراثيًا".

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكشف عن دودة تتغذى على العظام داخل مياه البحر المتوسط للمرة الأولى الكشف عن دودة تتغذى على العظام داخل مياه البحر المتوسط للمرة الأولى



GMT 15:54 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بكين تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بانخفاض الحرارة

GMT 15:36 2023 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

ثوران بركان في أيسلندا بعد نشاط زلزالي لأسابيع

GMT 16:59 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

توافق دولي على وقف احترار الأرض في "كوب 28"

GMT 08:07 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 14:38 2023 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرك أكبر جبل جليدي في العالم بعد 30 عاماً من ثباته

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab