الفنان المغربي بوشعيب فلكي أسعى بلوحاتي إلى أن أمد شخوصها بإكسير الحياة
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الفنان المغربي بوشعيب فلكي: أسعى بلوحاتي إلى أن أمد شخوصها بإكسير الحياة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الفنان المغربي بوشعيب فلكي: أسعى بلوحاتي إلى أن أمد شخوصها بإكسير الحياة

الدار البيضاء- سعيد بونوار

عرض الفنان التشكيلي المغربي بوشعيب فلكي و الذي يعتبر أحد أشهر الفنانين التشكيليين المغاربة وأكثرهم تواضعًا في معرض "سيدي بليوط"،  أكثر من 120 لوحة تبدو كعرائس في كامل الزينة تنتظر من يخطب ودها ليرحل من عالم "الضجيج" إلى عالم الهدوء، وهي في مجموعها بمثابة إكليل لنصف قرن من الحضور على منصة الرسم الواقعي في المغرب، فالرجل الذي يطل على العقد السابع بحيوية شاب في العشرين، مدين للرسم الذي أطال عمره، وجعله يصنع من اللون زهور فرح يغذي بها ذاته قبل أن يوزعها على الآخرين. هذا و يطالعك فلكي بدرع الحامي لتراث الأجداد بالقول لـ "العرب اليوم": "كل لوحاتي منذ أن بدأت الرسم تحكمها خواص مشتركة، فأنا أرسم المسجد تعبيرًا عن هويتي الإسلامية الحضارية التي لن يقبرها الزمن، وأرسم القصبات والبيوت العتيقة لأمارس دور المؤرخ بالريشة لوقائع قد نفتقدها يوما ما". ويضيف:" تحتفظ ذاكرتي بخزان من الصور الجميلة للحارة العتيقة والفرن الشعبي والحمام وكتاب المسجد، للفقيه الذي يعلمنا تحت الشجرة، للحب والأخوة الإنسانية، لكل ما هو أصيل". ويستطرد: "ربما أسعى بهذه اللوحات إلى أن أمد شخوصها بإكسير الحياة بعد أن طاردهم الموت وحولهم إلى شخوص بلا حركة، أنا أنشد الاستمرارية". فيما يعتبر بوشعيب فلكي الرسام البسيط الذي تزين أعماله كبريات المؤسسات المالية وفيلات المشاهير، كان ومازال قريبًا من نقاد الفن، فهذا الناقد التشكيلي محمد لمسفر يصفه بكونه يتمتع برمانسية وشاعرية: "تحكي بكثير من الحنين، عن الحياة الزاهرة للزمن الماضي، الذي عاشه، منذ طفولته، فهو يتحدر من مدينة الجديدة، التي تغذى من جمالها، وزرقة سمائها وبحرها المتحولة، التي ما فتئت تقلقه وتثير فضوله، في لوحاته انعكاس بكثير من الحنين، لجمالية الأسواق والأزقة والرجال والنساء، في بهائهم، بعيدا عن أي عجائبية منبهرة بالشرق". ويرى عبد النبي داشين أن "قدرته الإبداعية تتمظهر في تحكمه في موضوعاته وتطويعها لكي لايستنسخ ذاته، من نواة واحدة يشكل عددًا لامتناه من الإمكانات التعبيرية، وأيضا في براعته على مزج الألوان التي تصير بدورها موضوعا للتأمل، في صمت الفنان الأصيل يشتغل وكله قلق فني ليتجاوز ذاته / تجربته، في أعماله الأخيرة عرف كيف يجدد بقتل القديم بحثا، عن عالم لايمكن أن تخطئه العين التي لاتملك إلا أن تصرخ بملء انفتاحها على الإحتفال ببهجة الأشكال والألوان". هذا و يمكنك أن تلمح في أعمال بوشعيب المسجد.. القصبة.. البيت العتيق.. والحنين الدامع  إلى الزمن الجميل، و هي ألوان تعكس الفرح المغلف بعبق الماضي، هو أشبه بعطر فاح "أيام زمان" ونثر أريجه إلى واقع اليوم ليؤسس لامتداد في المستقبل. مهما "تطاول البنيان"، معلنا عن قرب الساعة، ومهما تعالت سحابات السواد الصناعي لتمحو بريق الطبيعة، إلا أن الحياة مستمرة باستمرار اللون والريشة والخيال الذي لا يمزق قماش اللوحة في تعبيرها عن أشياء كثيرة، ويكفي أنها تعبر عن دواخل النفوس التواقة إلى إعادة رسم الملامح والوجوه بألوان التأصيل، فالأشجار الباصقة، والبيوت الطينية، والملامح الأصيلة تكاد لا تبرح هدير الزمن المعاصر. ويذكر أن المسافر في معرض الفنان التشكيلي المغربي بوشعيب الفلكي الأخير بالدار البيضاء، يشعر في لحظات ما بتماه غريب مع مضامين اللوحة، يجعلك تغيب عن عوالم مدينة ملوثة إلى فضاءات مدينة فاضلة تؤمن بالشجر والشمس والتربة الفواحة، وأنماط عيش الأجداد، إنها الصورة التي نأمل أن نسترجعها كل يوم دون أن يتحقق الحلم بإرجاع  عقارب الساعة إلى الوراء، تختفي الساعة كما مضت وتبقى العقارب تلدغ كل متمتع بإحساس مرهف.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان المغربي بوشعيب فلكي أسعى بلوحاتي إلى أن أمد شخوصها بإكسير الحياة الفنان المغربي بوشعيب فلكي أسعى بلوحاتي إلى أن أمد شخوصها بإكسير الحياة



GMT 08:20 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور زاهي حواس يؤكد أن الاستعمار سرق آثار مصر بالقوة

GMT 08:18 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

سينمائيون عرب يؤكدون أن السينما السعودية مستقبلها واعد

GMT 15:02 2020 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

قرابة نصف الشباب المغربي يعيشون في منازل خالية من الكتب

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 16:31 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج العذراء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:06 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة رائعة لسارة سلامة في جلسة تصوير جديدة

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كاريلو يكشف عن كواليس البقاء مع "الهلال"

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان الشوربجي يودع ربع نهائي بطولة قطر للاسكواش

GMT 10:08 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد جدة ينهيء الشعب المصري بالصعود إلى كأس العالم

GMT 13:33 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عساف يغني في 5 مدن كندية دعماً لأطفال فلسطين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab