التشكيلي كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري في لوحاته الساحرة
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

بمعرض يستعيد أعماله في "غاليري الباب" في القاهرة

التشكيلي كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري في لوحاته الساحرة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - التشكيلي كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري في لوحاته الساحرة

النيل رمز الحضارة والرخاء في لوحات يكنور
القاهرة ـ كمال المرصفي

الإبداع التشكيلي يرسم ملامح ثقافة الفنان وهويته، وأول ما ستعرفه عن الفنان كمال يكنور فور رؤية أعماله هو هويته المصرية التي تنبض بها لوحاته فيما تخبرك تفاصيلها عن انتمائه وتمسكه بالتراث الأصيل، وفي المعرض الذي يستعيد أعمال يكنور (1925 - 2000)، ويحتضنه «غاليري الباب» بدار الأوبرا المصرية، استطاعت الأعمال أن تعكس تجربة متميزة لا تزال جماليات خامات صاحبها وإمكانياتها ومدخراتها التعبيرية ساطعة بها.

ويضم المعرض أكثر من 40 لوحة تنتمي للمدرسة التعبيرية، فالفنان هنا مهموم بالسطح التصويري، مؤكداً انفعالاته بالمادة كاشفاً عن تضاريس اللوحة في عجينة اللون وهنا نستحضر مقولة فان غوخ: «أنا اليوم أخوض صراعاً على قماشة الرسم».

ورغم تميز أعمال يكنور بالبساطة حيث تعالج مشاهد للحياة اليومية الريفية البسيطة فإنه يقدمها بطلاء كثيف وألوان تنقل حيويتها. يُعنى يكنور عناية خاصة بالطاقة التكوينية للوحة، فهو يتلاعب باللون والملمس مقدماً للمتلق شكلا نحتياً في إطار اللوحة، عبر استثمار مكثف للملمس دون تنحيه عناصر اللوحة الأخرى. ويمنحنا الملمس في أعماله إحساسا بالحركة المتسقة مع التباينات اللونية في فضاء اللوحة من ناحية، وبفعل إيقاع الضوء عليه من ناحية أخرى.

وعبر تقنية التجسيم البصري، يستعين كمال يكنور بمفردات البيئة المصرية معولاً على دلالاتها الحسية في مخاطبة المتلقي كلغة بصرية خاصة، مما يمنح فضاء اللوحة عمقاً وحميمية، ففي إحدى اللوحات سنجد السيدات بملابس تشبه عرائس المولد التي تعود للعصور الفاطمية مطعمة بموتيفات إسلامية وأشكال هرمية مع رموز كالحصان (القوة والشجاعة والفروسية العربية)، أو القط (القوى الخارقة، التفاؤل والتشاؤم)، أو النخيل (الأصالة والعروبة).

أمّا المرأة لدى كمال يكنور فهي تمثل تجليات لعروس المولد «التميمة الشعبية» للبهجة والسعادة، لذا سنجده يستنسخ نساءه الريفيات عنها، فهو يقدم لنا بنية إيحائية تتعامل مع حاسة البصر.

كما يُمكن للمتلقي تتبع ضربات فرشاة يكنور المحملة باللون وما تحدثه من تموجات ونتوءات تشبه النحت البارز ويسهم سمك الطبقات اللونية في إعطاء أبعاد ثلاثية لمسطح اللوحة كاسياً إياها بطابع حداثي معاصر.

في بعض اللوحات سنجده يبرز كتابة لفظ الجلالة وبعض العبارات الدينية في لوحات تستلهم موتيفات العمارة الإسلامية في المساجد محلقاً باللوحة في أفاق صوفية، وهنا لم يلجأ إلى كثافة اللون، ولكن إلى تدرجات خفيفة من الألوان الترابية بمسحة نحاسية. كذلك سنجد لوحات مستوحاة من تراث السيرة الهلالية عمد فيها إلى تجسيد قوة الأسطورة الشعبية. وعبر لوحتين متجاورتين يقدم الفنان مشاهد مستوحاة من الحياة اليومية المصرية حينما كانت قراءة الفنجان تقليداً متبعاً في معظم البيوت المصرية، ففي اللوحة الأولى وظف الضوء بشكل بارع مكثفاً فيها لحظة الترقب التي تجمع سيدتين إحداهما من المدينة بملابس عصرية تنتظر بشغف ما يبعث على التفاؤل من القارئة التي تبثها أنباء عن حياة وردية، بينما في اللوحة الأخرى تبدو علامات التشاؤم والحزن في عيون السيدة التي تجالس قارئة الكف.

وفي لوحات أخرى يجسد تقاليد الزفاف الريفية مستوحياً السير الشعبية مثل «حسن ونعيمة»، كما يظهر النيل رمز الرخاء والحضارة في لوحة أخرى يتوسطها صياد يجوبه بقارب شراعي بينما تنتظره على الضفة نساء الريف بأزيائهن التراثية المميزة التي كانت ترمز للهوية المصرية لتذكرنا فرشاة كمال يكنور بأهمية هذه الأزياء التي طمستها العولمة.

ويعطينا المعرض فكرة عن تصدي هذا الفنان لفكرة علاقة الفنان بتراثه وهويته وتصديه لتيارات عالمية ألمت بالفن التشكيلي في العالم في حقبتي الستينات والسبعينات محافظاً على علاقات جمالية مع التراث المصري محصنة بإحساس فريد بالأصالة.

يشار إلى أنّ كمال يكنور تخرّج في معهد ليوناردو دافنشي في التصوير عام 1952. وحصل منه أيضاً على دبلوم الديكور 1956. من ثمّ في الإعلان عام 1960. وله مقتنيات في دار الأوبرا المصرية ومتحف الفن المصري الحديث ووزارة الثقافة المصرية واستاد القاهرة، ومبنى هيئة السكة الحديد العريق في القاهرة. وساهم الراحل في تأسيس نقابة الفنانين التشكيليين وأسس جمعية فناني الغوري، ونظّم عدة معارض في روما وباريس ولندن وطوكيو وأميركا والعراق ورومانيا.

قد يهمك أيضًا

علي بني صدر يعتمد على الحركة المستمرة في أعمال تنبض بالحيوية

توقيع ديوان "الرحلة 508" في غاليري ضي

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التشكيلي كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري في لوحاته الساحرة التشكيلي كمال يكنور يتغنى بروح التراث المصري في لوحاته الساحرة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab