الرياض - العرب اليوم
أكد الكاتب والمسرحي رجا العتيبي أنه لا يختلف أحد على أهمية المهرجانات، وأن في غيابها غيابا لكل معاني الحراك الثقافي الفاعل، لكن لا جدوى منها إذا حضرت بشكل تقليدي وموضوعات باردة ودخلتها الشللية، إذا كانت كذلك فالحال سيان إن حضرت وإن غابت، لافتاً إلى أن المؤتمرات والندوات والمهرجانات الكبرى حدث فكري ومؤثر، فليس من السهل أن تقوم به مؤسسة ثقافية بلا موارد بشرية ولا مالية ولا إدارية، إنما تحتاج إلى مجلس أعلى يقوده بشر أفذاذ حادو الذكاء يحملون فكرا متطورا، رجال يمكن أن يوصفوا برجال المرحلة، هؤلاء هم مَنْ يضعون استراتيجيات الأحداث الكبرى للمهرجانات والمؤتمرات والندوات بهدف تنافسي أولا وتحويل هذا الحدث إلى صناعة إذا أقيم قاد اتجاهات الثقافة والأدب إلى مناطق جديدة.
تأثير المهرجانات
قال الشاعر والكاتب عادل الحسين إن هناك صنفين من الأدباء، صنف يتأثر بالمهرجانات الأدبية، وصنف لا يتأثر بها سواء وجدت المهرجانات أم لم توجد.
الصنف الأول يتأثر بالمهرجانات الأدبية؛ لأن هذه المهرجانات تبعث في روحه التنافس وتحفز قريحته الأدبية، فتجد هذا الصنف من الأدباء ينشط في هذه الأجواء ويكثر نتاجه، وهناك مجموعة من الأدباء في هذا الصنف يحبون الظهور إعلاميا واجتماعيا، لذلك تعتبر المهرجانات الأدبية بالنسبة لهم فرصة كبيرة لعرض نتاجهم الأدبي على المهتمين، أما الصنف الآخر الذي لا يحب الظهور أمام الأجهزة الإعلامية ولا يتأثر نتاجه الأدبي بالمهرجانات الأدبية، فلا يرى فيها ضرورة ملحة للارتقاء بالكلمة، فالأديب المبدع سوف يبدع أدبيا بها أو من دونها.
اقرأ ايضا :
المؤسسات الثقافية ترفد المشهد الإبداعي بأسماء جديدة تنهض بالحراك الثقافي
وسيلة للتواصل
وأكد الكاتب والممثل المسرحي عبدالله الجفال أن المهرجانات الأدبية هي ينابيع خصبة يستمد منها المثقف أهمية التواصل مع أقرانه إن كان على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي، ومن هذا المنحى، فإن غيابها عن المشهد الثقافي سوف يقود المثقف إلى الانكفاء على نفسه، دون مماحكة فكرية في أروقة هذه المهرجانات الأدبية، وفي كل مهرجان، عادة ما تخرج توصيات مستقبلية تستمد رؤيتها من خلال المشاركات الأدبية وتقييمها، واستهدافا لحياة مستقبلية واعدة بتطور واجهاتها الأدبية على المستوى المحلي، لذلك فإن غيابها يؤثر تأثيرا سلبيا على الأدباء والمثقفين، بحيث يطغى الجهد الفردي الذي ينساب من برجه العاجي المتطفل على الحياة الاجتماعية، فأينما وجدت المهرجانات، ولد التفاعل الجدلي بين المثقفين باختلاف الأجيال، التي يمثلونها، ويخلق لحمة من التواصل الأدبي عبر الأجيال.
للمهرجانات الأدبية دور كبير في تطور المشهد الثقافي في أي مجتمع، خاصة إذا كان المجتمع محبا وعاشقا للأدب والثقافة ويمتلك الكثير من المثقفين البارزين والحاضرين سواء على المستوى المحلي أو العربي أو حتى العالمي، وأكد عدد من المثقفين الدور الكبير للمهرجانات الأدبية في الحراك الثقافي، خصوصا إذا كانت هناك برامج متجددة بعيدة عن التقليدية، خاصة أننا نشهد تطورا على المستوى الوطني من تطورات ثقافية وفكرية واجتماعية.
قد يهمك ايضا :
المتاحف والمعارض الفنية تتحوَّل تجاه الفنانين والمشاهير لجذب الزوَّار
أنويزور النيجيري الذي وضع الفن "غير الغربي" في المُقدِّمة
أرسل تعليقك