استطلاع رأي حول التحدي المستمر بين الكتاب الورقي ونظيره الإلكتروني
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الكثيرون يفضلونه ويقدّمونه على غيره باعتباره أكثر موثوقية

استطلاع رأي حول التحدي المستمر بين الكتاب الورقي ونظيره الإلكتروني

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - استطلاع رأي حول التحدي المستمر بين الكتاب الورقي ونظيره الإلكتروني

الكتاب الورقي و الالكتروني
أبوظبي - العرب اليوم

جدد الزخم الجماهيري، الذي شهده معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي اختتمت دورته الـ51 الأربعاء، السؤال حول واقع الكتاب الورقي في مواجهة نظيره الإلكتروني، خاصة أن المعرض شهد رقما ضخما بحضور قرابة الـ4 ملايين زائر. قال الروائي والشاعر المصري محمد أبوزيد، إن عالم الورق لم ينتهِ بالتأكيد، ولن ينتهي، لكن يمكن القول إن مساحته تقلصت أمام النشر الإلكتروني.وأوضح أن النشر الإلكتروني ساهم في حل أزمة كبيرة، تتلخص في محدودية تداول النشر الورقي، لكنه في نفس الوقت فتح الباب أيضاً لنشر الغث والسمين جنباً إلى جنب، ولهذا فلا زال الكثيرون لا يثقون إلا في النشر الورقي، ويفضلونه ويقدّمونه على غيره، باعتباره أكثر موثوقية.

وأضاف: "عالم النشر الإلكتروني في العالم العربي ما زال قاصراً، سواء كنا نتحدث عن مواقع ثقافية، فعددها محدود جداً، أو دور نشر كتب إلكترونية، وعددها ضئيل جداً أيضا، كما أن أسعارها تفوق أحياناً الكتب المطبوعة، وبالتالي فالمتلقي يلجأ عادة إلى الكتب الإلكترونية المقرصنة".

ومن جهته، قال الروائي العراقي المقيم في السويد برهان الخطيب: "إن الكتاب الورقي يبقى أهلا للثقة أكثر من الإلكتروني، كذلك الكلمة المطبوعة لها قوتها وسحرها".وأضاف: "في الكتاب الإلكتروني يمكن التلاعب في النص من دون أن ينتبه القارئ، فيما يعطي الكتاب الورقي فرصة الاختلاء معه، وتأمله في الراحة، خلاف الإلكتروني القائم على شحنة كهربائية مقلقة".

ومع ذلك، أشار "الخطيب" إلى أننا ينبغي أن ندع الطبيعة ترتاح قليلاً من استهلاك مصادرها، فالكتاب الورقي يلتهم أوراق الغابات، أما الجانب السيئ في اتساع النشر الإلكتروني، فيرتبط بازدياد الثرثرة، وتضليل الإعلام، حيث خلق النشر الإلكتروني "فوضى نعاني منها".

وترى الشاعرة والقاصة المغربية مليكة عزفا، أن صناعة الكتاب الورقي تعرف تراجعاً ملحوظاً في ظل هذا الاكتساح الهائل لثورة الكتاب الإلكتروني.وقالت: "بعض القراء يفضلون تصفح الكتب على الأجهزة الإلكترونية المتعددة نظراً لسهولة اقتنائها وحملها من غير تكلفة، وهذا ربما راجع إلى ضعف قدراتهم الشرائية أو عدم توفر الكتب المرغوبة".وأكدت: "مشكلة العزوف عن القراءة في عصرنا الحالي تعد سبباً رئيسيا في إهمال الكتاب الورقي، فمعظم الناس يعانون من ضيق الوقت ولديهم أولويات أخرى أهم من شراء الكتب بأثمنة مرتفعة في ظل الأزمة الاقتصادية، ناهيك عن أعباء النشر والطباعة وارتفاع سعر الورق، مما يدفع بعض الكتب إلى النشر الإلكتروني، لكن الأخير لا يحمي حقوق المؤلف".وأضافت: "يبقى الكتاب الورقي هو الأصل، ويستحيل الاستغناء عنه، فهو الصديق الحميم الذي تجده معك في أي مكان، وتقرأه بعمق وروحانية، فتترسخ المعلومات في الذهن بامتياز".

ومن جهتها، قالت الشاعرة المغربية دنيا الشدادي: "نعيش ثورة رقمية تعرف تدفقاً هائلاً للمعلومات، وأصبحت الحواسيب والهواتف أهم ناقل لهذه المعلومات، وزاحمت بشكل قوي الوسائل الورقية وأزاحتها عن صدارتها في نقل المعلومة، حتى إن مجلات وجرائد عالمية تخلت عن صيغتها الورقية واكتفت بصيغتها الرقمية".

وتعتقد "الشدادي" أن هذا التحول لم يلغ الكتاب الورقي، فهو لا يزال يحتفظ بقيمته المعرفية التي تكتسب الموثوقية والمصداقية، لأن أغلب المعلومات الرقمية مشكوك في مصداقيتها وصحة مصادرها.وقال الروائي المصري الشاب أحمد إبراهيم الشريف، إن هذا السؤال مزعج جداً، والإجابة عنه لن تكون دقيقة كما نتصور، لأن الحنين والرغبة في المقاومة ستجعلنا نتجاهل كل التغيرات التي تحدث على أرض الواقع، ونقول إن الكتاب الورقى سيستمر متحديا الظروفوأوضح: "لكن في الحقيقة، وبملاحظة بسيطة لسوق النشر، سنجد زيادة مستلزمات الطباعة وعلى رأسها سعر الورق، وذلك مؤشر قوى يكشف أن الكتاب الورقي سيتراجع لصالح الكتاب الإلكتروني، لا محالة".

أحمد إبراهيم الشريف

ومن جانبه، قال القاص المصري إبراهيم عادل: "الكتاب الورقي لم ولن ينتهي، والدليل آلاف الكتب التي تصدر في العالم العربي وعشرات دور النشر التي تنشأ سنوياً".وتابع: "من يتحدث عن نهاية الكتاب الورقي اليوم هو كمن كان يتحدث عن نهاية عصر السينما بمجرد ظهور التلفزيون، والواقع أن الوسائل تختلف وتتنوع وتبقى، لا يقضي أحدها على الآخر أبداً".

أما الكاتب والناشر السعودي صالح السويد، فيري أن الكتاب الورقي أشبه بوجبة مكتملة العناصر، على عكس الإلكتروني، وهو عبارة "وجبة تيك أوي" تخلقها الضرورة، وبالتالي لا يمكن أن ينتهي الكتاب الورقي لأن من يقرأ مستمتعاً بعبق الحبر وتلمس الورق لا يمكن أن يقبل أن يستبدله بآخر إلكتروني.

صالح السويد

ومن جهته، قال عبدالنبي الشراط، مدير دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر في المغرب، إن هذا السؤال طرح عليه في التسعينيات، مع بداية غزو الإنترنت، وكانت إجابته أن الكتاب الورقي لن ينتهي دوره، وسيظل مطلوباً.وأكد: "مع مرور هذه المدة الطويلة، لم يتغير رأيي، ولم يتأثر الكتاب الورقي، وبحكم مهنتي كناشر فإنني ما زلت مقتنعاً بأن الكتاب الورقي يبقى متربعاً على عرشه الأبدي.

عبد النبي الشراط

أما الروائي العراقي المقيم في الدنمارك سلام إبراهيم، فأكد أنه في الغرب لا يزال الكتاب الورقي حياً رغم انتشار الكتب الإلكترونية.

وأضاف: "الكتاب الإلكتروني يوفر الكثير من المال، ومن السهل الوصول إليه، ومع ذلك لا تزال دور النشر تحتفي بالكتاب الورقي وتسوق آلاف النسخ من الكتاب الناجح، فلا دلائل تشير إلى اختفاء الكتاب الورقي".

من جانبه، أكد الناشر المصري محمد عبدالمنعم، أنه في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، ولا توجد منافسة بين النوعين من الكتب سواء الكتاب الرقمي أو الورقي لأن لكل وسيط فائدته ودوره ومميزاته.

وأضاف "عبدالمنعم": "كشفت أحدث الإحصائيات المتخصصة في صناعة النشر، أن القراء الذين قاموا بشراء كتاب واحد على الأقل خلال العام الماضي يمتلكون جهازاً إلكترونياً قارئاً، أو يخططون لامتلاك واحد العام المقبل. مما ينبئ حسب المراقبين، بهيمنة الكتب الإلكترونية على مبيعات صناعة النشر الورقي خلال الأعوام المقبلة".

محمد عبد المنعم دار سما

فيما أشار الناشر المصري عاطف عبيد، إلى أن الروائي جورج استيوارت كتب مقالًا بعنوان "مستقبل الكتاب المطبوع"، وترجمه إلى اللغة العربية عادل الغضبان، ونشره في مجلة الكتاب عام 1949، وفيه تنبَّأ ستيوارت بزوال الكتاب المطبوع بنهاية القرن الـ20، وكان مفتونًا آنذاك بالتطوُّر اللافت الحادث في الوسائط السمعية والبصرية.

وأضاف: "في 1993، عندما نشر بيتر جيمس روايته على اثنين من الأقراص المرنة؛ قال إنه لم يكن مستعداً لردود الفعل العنيفة التي ظهرت تعارض فكرة طرح الرواية بهذا الشكل، وإن هجوم الصحفيين زملائه المعارضين لهذه الفكرة كان شديدًا، حتى إن أحد المراسلين أخذ جهاز كمبيوتر ومولدا كهربائيا إلى الشاطئ لإثبات السخرية من هذا الشكل الجديد من القراءة".

 وتابع "عبيد": "جيمس قال حينها: كنت متهماً بقتل الرواية التي كادت تموت بالفعل بمعدل مقلق من دون مساعدتي".

وأكد "عبيد: "ها نحن الآن نودع العقْدَ الثاني من القرن الواحد العشرين، مع ازدهار تكنولوجيا المطابع وصناعة الورق، ومع استمرار معارض الكتب الورقية دون انقطاع، أو حتى ظهور مؤشرات لذلك، وفي المقابل تظهر مؤشِّرات وأرقام تشير إلى زيادة حجم الكتب الإلكترونية".

قد يهمك أيضا:

باحثون يناقشون مستقبل الكتاب الورقي والإلكتروني في ندوة "نور الكتاب"

اتحاد كتّاب مصر يشيد بحكم "الدستورية" ويؤكّد أنّه انصفه في قضية الضريبة

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استطلاع رأي حول التحدي المستمر بين الكتاب الورقي ونظيره الإلكتروني استطلاع رأي حول التحدي المستمر بين الكتاب الورقي ونظيره الإلكتروني



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:22 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 17:29 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ديكورات داخلية للاحتفال باليوم الوطني السعودي

GMT 05:25 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على "الصيحة" الأكثر رواجاً لتصاميم مطابخ 2019

GMT 13:15 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تامر عاشور ينضمّ إلى نجوم "مزيكا" ويستعدّ لألبومه الجديد

GMT 23:25 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

رسالة خطية من أمير قطر إلى سلطان عمان

GMT 19:43 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

ترامب يترأس جلسة "مجلس الأمن" الأربعاء المقبل

GMT 22:19 2017 السبت ,15 إبريل / نيسان

حساس بصمة الإصبع قد يؤجل إطلاق آيفون 8

GMT 16:33 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عن حرب يصعب أن يربحها أحد ربحاً مطلقاً

GMT 18:50 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تركي آل الشيخ يكشف عن مسابقة "كنز موسم الرياض"

GMT 11:09 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

عمالة إنزكان آيت ملول تخلو من فيروس كورونا

GMT 17:37 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

رانيا يوسف ترقص مع فاتن موسي زوجة مصطفي فهمي في حفل خاص

GMT 06:27 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

"منتخب اليد للشباب" يبدأ معسكره الدولي في فرنسا

GMT 13:47 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

النوم على الجانب الأيمن يمنح الجسم الراحة والسكون

GMT 15:52 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

مطاردة بين شرطي ولص خطف حقيبة في عبدون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab