كورونا يُعيد للذاكرة أوبئة الماضي ويفرض واقعًا مغايرًا على الجيل الجديد
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

حضرت في الأعمال الأدبية بفروعها المختلفة منذ العصر اليوناني

"كورونا" يُعيد للذاكرة أوبئة الماضي ويفرض واقعًا مغايرًا على الجيل الجديد

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - "كورونا" يُعيد للذاكرة أوبئة الماضي ويفرض واقعًا مغايرًا على الجيل الجديد

فيروس كورونا
لندن - العرب اليوم

لكل شيء تداعياته، الحروب، والأوبئة، والكوارث الطبيعية، وكلها تنعكس على كافة نواحي الحياة ومجالاتها، فلسنوات طويلة ظل الجيل الحالي يقرأ عن الأوبئة السابقة ويرى المشاهد التي تجعله يشعر بالقشعريرة خلال القراءة، وربما لم يتوقع البعض أن تعاد تلك المشاهد ويعيشها بنفسه في الوقت الراهن، وهو ما أحدثته أزمة كورونا.

وحضرت الأوبئة في الأعمال الأدبية بفروعها المختلفة منذ العصر اليوناني، التي رسخت العلاقة السببية بين الطاعون والخطيئة في بعض الأعمال، مثل الإلياذة، حين يأسر أجاممنون بنت قسيس للإله أبولو، فيتفشى الطاعون في جيش اليونان".

كذلك جسد الكاتب الإنجليزي دانييل ديفو (1660-1731)، مؤلف روبنسون كروزو، الطاعون في روايته "صحيفة يوم الطاعون" وتطرق فيها للطاعون الذي تفشى في لندن سنة 1665، فيصف فيها مشاهد الخوف والذعر التي انتابت الجميع إثر تفشي الطاعون، ومن أبرز الأعمال التي تناولت الأوبئة أيضا، روايتي "الخطيبان" و"تاريخ عمود العار"، للروائي الإيطالي أليساندرو مانزوني (1785-1873)، حول الطاعون.

الحب في زمن الكوليرا

رواية للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل، نُشرت لأول مرة باللغة الإسبانية في عام 1985.

وتحولت إلى فيلم باللغة الإنجليزية في عام 2007، حيث استطاع فيها غارسيا من خلال الأحداث التي تدور في سفينة نهرية حيث يدعو (فلورنتينو أريثا) حبيبته لرحلة نهرية على سفينة تمتلكها شركته فتوافق، ووظف الوباء، من خلال حيلة ما وهي رفع العلم الأصفر، في إشارة إلى الوباء، وأنه زمن الكوليرا الأمر الذي يجبر الجميع على مغادرة السفينة، ورما حجزت بعض السفن فعليا في عرض البحر في زمن كورونا في أكثر من دولة.

الطاعون القرمزي

- وهي رواية كتبها جاك لندن ونشرت في عام 1912م، لكنها خيالية تروي قصة ما بعد نهاية العالم.

- إيبولا 76، وهي رواية للروائي السوداني أمير تاج السر وهي  أكثر واقعية، بأمكنة حقيقة وتاريخ حقيقي.

الطاعون

وهي رواية لألبير كامو "1913-1960" والذي اعتبر الأوبئة شعاراً للشر في هذه الرواية، التي نشرت في عام 1947 يصف الطاعون وأعراضه والعجز التام عن محاربته في وهران الجزائرية،  والنص الأدبي هو محصلة لتفاعلات الكاتب مع المحيط التاريخي والاجتماعي الذي يتحرك ويكتب فيه وتغذي تجارب الكاتب وذكرياته وعلاقته الاجتماعية ونزعاته الفكرية والفنية ذلك.

والتساؤلات المطروحة الآن في زمن كورونا هو ما يتعلق بالكتابة عن زمن كورونا والتناول الأدبي للأزمة الراهنة، وما إن كانت ستدفع الأدباء لكتابة الآنية أم التمهل، وتأثيرها على المنتج الأدبي بشكل عام.

كورونا والعولمة

في البداية يقول الكاتب السعودي هاشم الجحدلي،إنه لا يمكن مقارنة ما يحدث الآن بسبب فيروس كورونا من شلل عارم لكل أشكال الحياة، مع ما حدث سابقا أثناء الأوبئة التي داهمت العالم، موضحًا أن فيروس كورونا حقق العولمة بشكل جذري،  وأن المظاهر تحولت إلى شبه نسخ متطابقة في كل مدن العالم تقريبا.

تأثير وتأثر

وفيما يتعلق بتعامل الكتاب مع العزلة يرى الجحدلي أن الأمر يختلف من كاتب لآخر، وأن الكاتب المعتاد على هذه الأجواء من السهل عليه التكيف مع الأجواء العامة المستجدة، أو على الأدق أقل تأثرا من تداعياتها، أما الكاتب المعتاد على نمط الحياة العامة، والتواصل مع الناس والشوارع والمقاهي، فأنه بالتأكيد سيقع تحت دائرة الضجر.

ويرى أنه من مساويء الضجر أنه يفتت الزمن ويجعل كل شيء غير قابل للاستعمال، فالأفكار تتوالى ولكن التنفيذ يؤجل، ولكن بالتأكيد سوف نجد حالات نادرة تستغل هذه الفرصة التاريخية لإنجاز بعض المشاريع المؤجلة أما قراءة أو كتابة أو ترجمة، مشيرًا إلى أن العالم في لحظة تاريخية ربما لن تتكرر على العقود القادمة، ولكن سيكون كل شيء بعدها مختلفا على عدة مستويات اقتصادية وصحية واجتماعية ثقافية.

يتحدث الروائي والمسرحي العراقي ناهض الرمضاني عن الإجازة والتفرغ للكتابة والتأمل حلم كل كاتب، لكن الرمضاني يعاود طرح رؤية أخرى في حديثه لـ"سبوتنيك"، بقوله: "الإجازة الإجبارية والمنع القهري من الحركة أمر مختلف تماما عن التفرغ للكتابة. حيث أن جو الرعب الذي يعيشه العالم يصعب على الكاتب التركيز ومحاولة إنجاز شيء جديد.

وفيما يتعلق بآنية الكتابة يقول: "الكتابة عن الوباء ومحاولة إنجاز نص إبداعي قائم على هذه الفكرة فهو أمر لا أفكر فيه ولا يمكنني استيعابه، وربما كان هذا الإحساس شخصي جدا، ومتعلق بتكويني الداخلي، فأنا أذكر على سبيل المثال كتابين لم أتمكن من إكمال قراءتهما، وهذا نادرا مايحدث معي، الرواية الأولى هي الطاعون لألبير كامو وأذكر أنني قرأت ثلث الكتاب وتركته".

وتابع الرمضاني "ثم عدت إليه ثانية بعد سنوات وتركته أيضا، ولم يبق في ذاكرتي منه الأن إلا وصف الجرذان الميتة في مدينة وهران"، وعن الرواية الثانية و هي رواية العمى لخوزيه ساراماجو، قال "رغم انبهاري بالرمزية العالية للرواية، إلا أنني وجدت نفسي فجأة وقد عزفت عن استكمال القراءة حينما ازداد انتشار الوباء بين شخصياتها.

وتابع: "أخيرا لابد أن أذكر شيئا قد يبدو غريبا، هذه الأزمة ذكرتني وبقوة بسلسلة رسوم متحركة بعنوان "عدنان ولينا" أخرجها المبدع الياباني ميازاكي عام 1978، مقتبسة عن رواية المد الهائل لالكسندر كي 1970، متساءلا عن أسباب التداعي وما إن كان لها بالحرب العالمية التي ستغير الحياة والتوازنات على الكوكب، وتخيل الكاتب حدوثها عام 2008، أو ربما لأن الشخصيات في هذه الرواية كانت تسعى بكل جهودها للوصول الى أرض الأمل".

تحول دراماتيكي

في ذات الإطار تقول الروائية العراقية منال الربيعي، إن المرحلة الحالية تعد نقطة تحول دراماتيكي على كل مستويات العمل الإبداعي، إذا ما استثنينا المجالات الاقتصادية والسياسية، بل النظام العالمي الجديد، نظرا لما  طرحته الأزمة من علامات استفهام جدّية حول مفاهيم تتعلق بالتقدم والتطور الأوروبي والعالمي، على حساب ما يسمى بالعالم الثالث، وتحديدا مفهوم الرعاية الصحية والتطور الطبي.

آثار الحجر على النتاج الأدبي

وفيما يتعلق بالمجال الثقافي والكتابة الأدبية، ترى الربيعي، أن الكتاب بحاجة لمزيد من الوقت والمراقبة عن كثب، حتى يتمكنوا من تقييم الآثار التي ترتبت على إرغام الناس البقاء في بيوتهم، فيما يشبه العزل الإجباري، خاصة أنها  تجربة إنسانية صعبة، ستترك آثارا كبيرة على النتاج الأدبي لهذه المرحلة المفصلية من التاريخ الحديث.

وتابعت: "فيما يتعلق بخيار البعض الكتابة في هذه الظروف - ولو أنني لست من هذا الصنف -فإنها قطعًا ستخضع للكثير من الضغوط الشخصية، والعامة في ظل الكم الهائل من دفق المعلومات المتناقضة أحيانا وهذا برأي قد يؤثر على جودة النص وتماسكه"، واستطردت: "التاريخ يحدد له حوالي نصف قرن، كي يتم تحليله أو أرشفته، ونحن نعيش حاليا في أزمة عالمية حتى الآن، لا أحد يعلم مداها ولا حتى أسرارها".

جزر معزولة

فيما قال الشاعرة والكاتبة التونسية ريم قمري: "أعتقد أن جائحة كورونا، و التي لم نكن نتوقع في البداية أن تأخذ هذه الأبعاد، و أن تتحول إلى وباء عالمي، فرض علينا حجرا صحيا عالمي الأبعاد، حولنا إلى ما يشبه جزر معزولة عن بعضها، وعزز الحياة الافتراضية، بشكل كبير كمخرج وحيد لنا، لنبقي على قيد التواصل، ونحس بأننا أحياء بشكل ما، وهو ما يشترك فيه الإنسان العادي مع الكاتب والشاعر والمبدع أيضا.

تساؤلات

وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، "السؤال الذي يطرح اليوم بإلحاح شديد خاصة على الكاتب والمثقف، هو هل نحن اليوم بصدد عيش تجربة حياتية مختلفة؟، لم تمر بها الإنسانية منذ أكثر من 100 سنة، وهل هذه التجربة ستمنحنا كذوات كاتبة، محكومة بحساسيتها المفرطة تجاه الأشياء، فرصة لاستغلال هذا الحجر الإجباري و تحويله إلى عزل إيجابي ومثمر؟".

وترى قمري أن التجربة الوبائية الاستثنائية لن تمر مرور الكرام، بل ستحفر عمقا داخلنا وستترك آثارا ستنعكس لاحقا في انتاجاتنا الأدبية شعرا و قصة ورواية، خاصة أن صدمة العزل التى نعيشها اليوم ربما ستنجر عنها أشكال أدبية وطرق تعبير جديدة ومختلف.

لا شيء يكتمل

وتابعت: "ربما الأن وفي هذه اللحظة الراهنة نحن عاجزون عن التعبير عن هذا بشكل دقيق، لأننا ببساطة لانزال داخل الدائرة، و حجرنا يشوبه انتظار قلق وربما خوف، لكن بنهاية الحجر ستبرز آثار هذه الفترة بقوة، في جل الأعمال الأدبية والفنية، لأن الكتابة لا تكون داخل الحدث أدبية وفنية بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، على الوقت أن يمر لنكتب عن كل هذا، واليوم نحن فقط نملك استثمار وقت الحجر في القراءة والكتابة على الهامش، والامتلاء بهذه التجربة الفريدة والقاسية في ذات الوقت، كأننا نخزن الكلمات للغد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزارة الثقافة بغزة تختم أعمال مسابقة "القراءة مقاومة" لدعم الأجيال الشابة

"المعهد" الأعلى مبيعًا في " نيويورك تايمز" للأسبوع الثاني

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يُعيد للذاكرة أوبئة الماضي ويفرض واقعًا مغايرًا على الجيل الجديد كورونا يُعيد للذاكرة أوبئة الماضي ويفرض واقعًا مغايرًا على الجيل الجديد



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 11:30 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

فريق الجيش السوري يكشف حجم إصابة الواكد والخولي

GMT 21:19 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الطرق لحماية البشرة وإزالة الماكياج بمواد طبيعية

GMT 03:50 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

جولة داخل أول مسجد عائم في البحر الأحمر

GMT 08:21 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

عرض فيراري "625 Targa Florio" في المزاد العلني

GMT 00:18 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "مصر محتاجانا" الأسبوع

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يسهل مهمة برشلونة في ضم فيليب كوتينيو

GMT 03:59 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

الفنانة التشكيلية رشا مرسي تحول الإسكارف إلى حلي للفتيات

GMT 05:30 2015 الأربعاء ,25 آذار/ مارس

كشف الفنان

GMT 05:00 2013 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

BBC تحتفل بمرور 75 عامًا على أول بث باللغة العربية

GMT 21:22 2015 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

"مريم حسين" تتعرض لانتقادات بسبب نشرها لصورة مسيئة

GMT 09:56 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

أفكار بسيطية للحصول على مظهر جديد لغرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab