مصطفى بسطامي يطلق أول رواية عن مفقودي الحَرب الأهلية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

بيّن لـ"العرب اليوم" أنها تتناول ملفًا مسكوتًا عنه رسميًا

مصطفى بسطامي يطلق أول رواية عن مفقودي الحَرب الأهلية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - مصطفى بسطامي يطلق أول رواية عن مفقودي الحَرب الأهلية

رواية عن مفقودي الحَرب الأهلية
الجزائر - ربيعة خريس

صدر للإعلامي والكاتب الجزائري مصطفى بسطامي في الصالون الدولي للكتاب في قصر المعارض، الطبعة 22 ، في الجزائر العاصمة أوّل رواية باللغة العربية تتناول قضية المفقودين الذين اِختفوا أو اِختطفوا خلال الحرب الأهلية في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، والتي جاءت تحت عنوان :"نسريني، بكسر الذاكرة وضمّ القلب".

وتنطلق أحداث الرواية الصادرة عن دار آفاق كوم للنشر والتوزيع عندما يلتقي الشاب يونس بزميلة له في الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة اسمها نسرين سنة 2007، فيعجب بها ويُحاول التقرب منها، لكنه يكتشف أنها فتاة "مُثخنة بجِراح ماضي قريب" ، حيث اِختطِف أخوها خلال الحرب الأهلية التي اندلعت بين الإسلاميين والنظام إثر تغيير المسار الانتخابي سنة 1992، واستمرت قرابة عشر سنوات، أطلق عليها اسم "العشرية السوداء".

ورغم أنّ يونس ونسرين أمضيا فترة الطفولة في زمن ومكان واحدين، وهما الجزائر العاصمة سنوات التسعينيات، إلا أنهما لم يعيشا نفس الأحداث، ففيما فقدت نسرين الوالد والأخ، فإن يونس لم يخرج طيلة تلك السنوات من البيت، بعد أن قرر والده وهو ضابط في الأمن حمايته من الأحداث الدامية التي عاشها الوطن، خاصة وأن والدة يونس توفيت خلال تفجير مطار هواري بومدين في بداية العشرية، واِستقدم الوالد لابنه مربية ترعاه وتدرسه ما يتلقاه أقرانه في الطور التعليمي الابتدائي.

وعليه كان اللقاء بنسرين بالنسبة ليونس ليس مجرد تعرف على فتاة أُعجِب بها وأحبها، ولكنه اِكتشاف لتلك المرحلة الصعبة من تاريخ الجزائر، مجسدة في الألم الذي كابدته ولا تزال نسرين.

ويُحاول الكاتب بسطامي من خلال الرواية نقل معاناة الضحايا "المُزدوجة"، بداية بفقدان ذويهم خلال العشرية، ثم في رحلة البحث عنهم طيلة السنوات التي تلت نهاية الصراع الدموي.

ويُنتظر أن تلقى الرواية اِهتماما واقبالا واسعين، كونها تطرقت إلى فتح ملف مسكوت عنه رسميا، خاصّة وأنها توصف بـ"الجريئة" لأنها تنقل بعض التجاوزات التي حصلت خلال تلك الفترة والتي اِستهدفت الشعب الأعزل في القرى والمداشر وحتى المدن، على غرار العاصمة الجزائر، من خلال التفجيرات والمذابح.

كما يُحاول الكاتب من خلال الرِواية نقل معاناة الجزائريين في الأحياء الشعبية، على غرار "صالومييه" و"الحراش" و"القبة" وغيرها، بطريقة سردية ومشوقة في نفس الوقت.

ويتطرق الكاتب أيضا إلى قضايا موازية على غرار ظاهرة "الحرقة" التي تُخلِف بشكل مستمر "مفقودين" آخرين، بعضهم توفوا بعدما اِلتهمهم البحر، وبعضهم الآخر يتواجدون في بعض المعتقلات ولا تزال إلى الآن عائلات مفقودي الحرب ومفقودي "الحرقة" تحتج معا في شوارع الجزائر العاصمة للمطالبة بفتح تحقيق في القضية.

وفي تصريحه إلى "العرب اليوم" قال الكاتب مصطفى بسطامي بأن التطرّق إلى ملف المفقودين وتجسيده في رواية جاء محاولة منه لإسماع صوت ونقل معاناة هذه الفئة التي لا تزال، ورغم مُضِيّ قرابة العشرين سنة من نهاية الحرب، تبحث عن حقيقة اِختطاف ذويها وتطالب بفتح تحقيق لمعرفة مصيرهم فقط.

وأضاف بسطامي أنه "لا شيء أقسى من أن يجهل الوالدان مصير ابنهما، وفيما إذا كان حيا موجودا في أحد المعتقلات، أو ميتا اغتيل في تلك الفترة أو بعدها"، كما قال المُتحدث الذي يشتغل حاليا صحافيا محررا بجريدة "الخبر" الجزائرية بأن وقائع الرواية مستمدة من قضية موجودة، ولكن الأشخاص والأحداث تبقى من خياله.

وبشأن عنوان الرواية قال محدثنا بأنه يُجسد الصّراع بين ألم الماضي متمثلا في ذاكرة الفتاة نسرين، وألم الحاضر كون الشاب يونس تعلق بها وصار يناديها بـ"نسريني".

ويُذكر أن الأحداث الدامية في الجزائر كانت شرارتها انتفاضة الشباب في الخامس اكتوبر 1988 فيما أطلَقَ عليه بعض المختصين والمتابعين داخل وخارج الجزائر بـ"الربيع العربي المُبكر"، والذي تلاه قرار السلطات بإحداث إصلاحات على غرار فتح التعددية السياسية والإعلامية، والتي كان من آثارها ترشح الحزب الإسلامي الجبهة الإسلامية للإنقاذ "الفيس" وفوزه في الانتخابات، قبل أن تقوم السلطة بإلغائها عبر اِستقالة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد فيما يُطلق عليه  بـ "الانقلاب الأبيض"، وهو القرار الذي جعل الطرفان : الاسلاميين والنظام، ينتقلان من الصّراع السياسي إلى الصراع المسلح، وكان الضحية الأولى هو الشعب الذي عاش سنوات دامية قدر فيها عدد الضحايا، حسب منظمات حقوقية بـ400 ألف، أما المفقودين فقدرت بعض الهيئات عددهم بـ10 آلاف، لا يزال مصيرهم مجهولا.      

وبالنسبة للكاتب، فهو من مواليد 20 مارس/أذار 1985 بالعاصمة الجزائر. حاصل على ليسانس في الآداب واللغات الأجنبية سنة 2008، اِشتغل الكاتب منذ سبتمبر 2008 صحافيا مُحررا في العديد من المؤسسات الإعلامية، وهي: يومية "أخبار اليوم"، أسبوعيات: "المشوار الأسبوعي"، "أخبار الأسبوع" ، كما كانت له مساهمات في "الشروق العربي"، "الجميلة" ، قبل أن يلتحق بيومية "الجزائر"، ثم ينتقل إلى مؤسسة "النهار الجديد". وهو يعمل منذ مارس 2014 في يومية "الخبر"، وتنقل الكاتب خلال هذه الفترة بين مختلف الأقسام: الثقافي، الفني، المجتمع، التحقيقات، المحلي، السياسي، الوطني. وللمُؤلِف كتابين سابقين، وهما شهود وشهداء (حقائق جديدة عن الثورة المجيدة)، الصادر سنة 2013، وجهاد الثوار في برج الكيفان وباب الزوار، الصادر سنة 2016.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى بسطامي يطلق أول رواية عن مفقودي الحَرب الأهلية مصطفى بسطامي يطلق أول رواية عن مفقودي الحَرب الأهلية



GMT 02:44 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

لوحة للرسام كرو نيفينسون للبيع بسعر مليون إسترليني

GMT 03:55 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أرشيف أعمال "بابلو بيكاسو" داخل متحف القلعة في أنتيبس

GMT 04:15 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنان أميركي ينحت "ثمار القرع" بأشكال شخصيات أفلام شهيرة

GMT 00:44 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف كيف هيمنت الإمبراطورية الرومانية على مصر

GMT 02:27 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على معبد رمسيس الثاني المفقود في الجيزة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"

GMT 23:45 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

تعرف على حكم قراءة الفاتحة في "صلاة الجماعة"

GMT 22:30 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يبرر تواصل ليوناردو بونوتشي مع كونتي

GMT 00:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

حقيبة اليد تضيف المزيد من الأناقة للرجل في 2018

GMT 02:50 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ياسين الصالحي يتمسك بالطرق القانونية للانتقال إلى "الكويت"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab