الجزائر ـ سميرة عوام
رأى الباحث و المختص في الأثاث الجزائري القديم منجي عبد الكريم أن التحف التراثية التي تمثل التاريخ الشعبي للجزائر في طريقها إلى الانقراض، والجيل الحديث لا يعرف عنها شيئًا بعد أن تم تهريب العديد من التحف الفنية خاصة المصنوعة من الفخار والنحاس إلى باريس و دول الجوار مقابل العملة الصعبة.
قال الفنان والحرفي منجي عبد الكريم في حديث إلى "العرب اليوم": "إنه تم تجميع هذه التشكيلات التراثية القديمة و التحف ذات الألوان و الأشكال المختلفة من منازل وبناءات قديمة عدة، و أخرى تقليدية موزعة على مستوى ولايات جزائرية منها قسنطينة وعنابة ،وهران والعاصمة وغيرها من المناطق الأخرى، إلى جانب التنقل إلى الأسواق الشعبية والأحياء القديمة وهي التي ساعدته على تجميع هذه التحف الجميلة والمتنوعة".
وطالب الباحث في التراث القديم منجي عبد الكريم من وزارة السياحة و الثقافة اعتناء بهذا التراث لأنه جزءًا من التاريخ و تقاليد أجدادنا، على وزارة الثقافة أن تحيي يوم وطني خاص بالتراث القديم من أجل تعريف الأجيال بهذا الموروث الثقافي وتحويله إلى الذاكرة الشعبية.
وقال عبد الكريم " إنه تم إنشاء الجمعية حديثة النشأة تتركز مهامها حول الحفاظ على الموروث التقليدي والثقافي للمدن العتيقة في الجزائر، خاصة منها الأواني المنزلية التي كانت تستعملها المرأة الجزائرية في وقت مضى في حياتها اليومية، و من بين الأواني التي صففت من طرف أعضاء الجمعية هي الفرن القديم الذي تعدى عمره أكثر من 200سنة ،والذي يشغل بالفحم و الحطب وهي القطعة التي جلبت أكبر عدد من الزوار إليها حيث أخذوا صور لها من أجل حفظها في الذاكرة الجماعية".
وأضاف "إلى جانب ذلك تم تزيين الجناح بقطع من النحاس منها طاقم خاص بالقهوة و الشاي، علما أن الصينية الجزائرية القديمة كانت لا تخلوا من هذه التحف خاصة منها المصنوعة من النحاس الخالص والتي يعتبرها منجي كريم من أجمل القطع التي تعطي للبيت قوة وتواجد إضافة إلى القدر النحاسي والذي كان يجمع الأهل في المناسبات و الأفراح خاصة في الأعراس".
وتابع " الحقائب اليدوية والتي كانت تستعملها العروس قبل 100سنة المصنوعة من أشجار الزان و السنديان مازالت حاضرة في ذاكرة الأمهات بالإضافة إلى المحبس وهو أجمل قطعة كانت تأخذها العروس الجزائرية ،لغسل أطراف زوجها وهو دليل عن الطاعة و الاحترام.وواصل حديثه " قدمت جمعية حماية التراث الجزائري عدة أفرشة تقليدية منها الزرابي و الحنبل وحتى الصوف أما الألبسة التقليدية فكانت قندورة المجبود العنابية لها تواجد كبير والتي كان وقتها لونها عنابي وهو اللون الموحد الذي كانت تأخذه العروس خلال زفافها إلى أهل زوجها، بالإضافة إلى هذا تم تقديم تشكيلات رائعة من السلال و القناديل منها الكانكي الخاص بأهل القرى والقنديل العادي والذي كان موجود لدى الرجل في المدينة".
أرسل تعليقك