رحيل سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

رحيل سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - رحيل سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق

الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب
الخرطوم - العرب اليوم

غيَّب الموت الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب، في المملكة العربية السعودية، التي ذهب إليها مستشفياً، بيد أن المنية لم تمهله كثيراً، ففارق الحياة، بعد أن ترك وصية لدفنه بمقابر البقيع بالمدينة المنورة.

ويُعدّ رحيل سوار الذهب خسارة فادحة لشعبه ولأمتيه العربية والإسلامية، وللعمل الإنساني الذي كرَّس حياته من أجله؛ إذ عُرف الرجل بدور فاعل في الأوساط الإسلامية والإنسانية قاطبة، واشتهر بين أقرانه في الإقليم بأنه العسكري الوحيد الذي تخلَّى عن «الحكم» طوعاً وسلّمه لحكومة مدنية، وأنه الوحيد الذي أوفى بعهده، في الوقت الذي «يتحايل» فيه رؤساء أفارقة، لتمديد فترات حكمهم.

ونعَتْه الرئاسة السودانية في بيان، مشيدة بعطائه في ساحات العمل الوطني، والدعوي، وإسهاماته الوطنية والإسلامية الكبيرة، «فقد خدم وطنه وشعبه، جندياً مخلصاً في الدفاع عن تراب الوطن، ووحدة أراضيه وسيادته، وقائداً لشعبه، إضافة لعطائه في المجالات السياسية والصحية والاجتماعية، وشتى المجالات، ومشاركته الفاعلة في مسيرة السلام والوفاق الوطني، عبر مؤتمرات الحوار الوطني، ووثيقة الحوار الوطني، والسلام والأمن، وعطائه وتفانيه من أجل البلاد بنكران ذات».

وتولى سوار الذهب، وهو ضابط سابق بالجيش، الرئاسة في السودان في عامي 1985 بعد انتفاضة أبريل (نيسان) الشعبية، التي أطاحت بنظام الرئيس جعفر نميري. وتولى السلطة لفترة انتقالية لمدة عام. وسن سابقة بتخليه عن السلطة طواعية، وتسليمها إلى حكومة مدنية عام 1986، ليتفرغ إلى العمل الإنساني.

وُلد المشير عبد الرحمن سوار الذهب بأم درمان سنة 1935، وانتقل بعدها للعيش في مدينة الأبيض غرب البلاد، مرافقاً لوالده الذي ذهب إلى هناك لينشط في نشر العلم وتحفيظ القرآن.
تلقَّى الراحل تعليمه الابتدائي والثانوي بالأبيض، ليلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية في الخرطوم، ويتخرَّج فيها برتبة ضابط 1955، قبل سنة واحدة من استقلال السودان، وتلقَّى علوماً عسكرية عُليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن. تدرَّج سوار الذهب في السلك العسكري، وتسلم رتبة رئيس هيئة أركان القوات الجيش السوداني، ثم شغل حقيبة وزير الدفاع، ثم حصل على أرفع رتبة عسكرية في الجيوش وهي رتبة «مشير»، التي حصل عليها طوال تاريخ السودان أربعة شخصيات فقط، من بينهم الراحل جعفر النميري، والراحل المشير الزبير محمد صالح (النائب الأول السابق للرئيس)، والمشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية الحالي.

ويعد تسلمه لمقاليد الحكم عقب ثورة أبريل الشعبية 1985 التي أطاحت بالرئيس النميري، إحدى المحطات اللافتة في حياته وتاريخ البلاد.
ووقتها أعلن الرجل الذي كان وقتها قائداً عاماً للقوات المسلحة، «انحياز الجيش للشعب»، وتسلَّمه مقاليد الحكم في البلاد، ما أخرج البلاد من أزمة سياسية كبيرة، وحال دون حدوث انقسام في الجيش السوداني وقتها، بيد أنه تعهّد بإعادة السلطة للحكومة المدنية المنتخبة خلال فترة انتقالية مدتها سنة واحدة.
ومخالفاً للمعهود من الحكام العسكريين في الإقليم، برّ سوار الذهب بوعده، ورفض الاستمرار في الحكم، بعد أن أشرف على انتخابات حرة ونزيهة، قادت إلى اختيار الصادق المهدي رئيسياً للوزراء، ثم اعتزل العمل السياسي وتفرَّغ للعمل التطوعي الإسلامي.

وبحسب بيان الرئاسة فإن الرحل سخَّر كل طاقاته ومكانته وفكره، من أجل العمل الدعوي، وشارك بفكره وخبرته في كثير من المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية، المهتمَّة بالعمل التطوعي والدعوة الإسلامية.
ولعب الراحل دوراً رائداً في دعم التعليم في البلاد، وفي العملين الصحي والاجتماعي، وشغل منصب رئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، التي منحته درجة الدكتوراه الفخرية تقديراً لدوره في إنشائها، ومؤسس كلية شرق النيل الجامعية، وأحد المساهمين في تأسيس جامعة أم درمان الأهلية.

وترأَّس الرجل عدداً من جمعيات أصدقاء المرضى، ونال عضوية بعضها، إضافة إلى ترؤسه للصندوق القومي للسلام في السودان، ورئاسة هيئة جمع الصف الوطني التي تُعنى بإيجاد الحلول للقضايا السودانية، ومن بينها قضية دارفور.

حصل الراحل المشير الذّهب على «جائزة الملك فيصل» 2004، وذلك تقديراً لجهوده خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة «الدعوة الإسلامية في السودان»، والعمل الكبير الذي قامت به بتشييد عدد كبير من المدارس والمساجد والمستشفيات والمستوصفات ومراكز الطفولة وملاجئ الأيتام، وحفر كثير من الآبار ومحطات المياه ليس في السودان وحده بل في قارة أفريقيا.
ووصف رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، الراحل، بأنه كان «سيرة الذهب»، مشيراً إلى أنه «سجَّل سيرة ناصعة» حين أدرك أن النظام المايوي فقد ثقة الشعب، بتجاوبه مع الشعب وقادة القوات المسلحة، وبإقدامه على «خلع الطاغية».

وأشار المهدي في نعيه للراحل بأنه كان وفياً بعهوده، وقال: «عندما التزم مع القوى الوطنية بإدارة البلاد لفترة انتقالية لعام من الزمان، أوفى بعهده خلافاً لما يفعل الآخرون الذين يخلفون كما يتنفَّسون»، ويذكر أن المهدي انتخب رئيساً للوزراء إبان الفترة الانتقالية التي ترأسها الراحل.

وأشاد المهدي بنزاهة فترة حكم وإنسانيته، بقوله: «أثناء فترة رئاسة للفترة الانتقالية لم تَحُم حوله أو حول ذويه، شبهة فساد، وعلى الصعيدين الشخصي والاجتماعي، كان آية في التعبير عن الإنسانيات السودانية، من تواضع وتسامح وتواصل اجتماعي، وفوق ذلك كله، كان تقياً نقياً يمارس الديانة بصورة مطبوعة، ليس فيها متاجرة بالتدين».

ونوه المهدي بتولي الراحل لـ«مبادرة الوفاق الوطني»، ولاتصالها بالقوة السياسية كافة، واستجابتها لدعوته لثقتها فيه، محملاً من سمّاهم «ترابيس النظام»، مسؤولية إجهاض مبادرته، وقال: «شهدنا له بالخيرية وربُّه أعلم منا به، راجين أن يُنزِله مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأحسن عزاء زوجه زهراء وابنيه وبناته وأفراد أسرته، وآل سوار الذهب، وأحسن عزاء وطنه الذي هو في أكثر حاجة إلى أمثاله من الصالحين».

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق رحيل سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب

GMT 12:35 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

5 فوائد مذهلة لتناول عصير البطيخ قبل النوم

GMT 23:13 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

كورت زوما يؤكد أن لاعبي "تشيلسي" خذلوا مورينيو

GMT 12:48 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

سميرة سعيد تعلن عن ألبومها الجديد في 2021
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab