شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

مع انطلاق المفاوضات مجددًا بين زعيمي شطري الجزيرة

شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن

شواطئ فاروشا المهجورة
نيقوسيا ـ كارلا أبو شقرا

يأمل السكان السابقون لشواطئ فاروشا المهجورة، قرب فاماغوستا، أن تعود كما كانت منذ أربعين عامًا قبلة للسياح في قبرص، خصوصًا مع انطلاق مفاوضات السلام مجددًا الجمعة بين زعيمي شطري الجزيرة المقسمة.

وتمتد الأسلاك الشائكة على كيلومترات عدة، ويمنع الجيش التركي الوصول إلى "ريفييرا قبرص" أو "سان تروبيه القبرصية" السابقة الشهيرة بمياهها الفيروزية ورمالها البيضاء.

وتطغى البيوت المهدمة والمباني المهددة بالانهيار على المشهد، والخراب نفسه في كل مكان، محطة الوقود ليست سوى هيكل من الخردة الصدئة، الوضع مهمل جدا، الأعشاب تغطي الطرقات، وتغزو واجهات المباني السكنية التي كانت توصف يوما بالفاخرة.

كانت فاروشا، الحي الأكبر في فاماغوستا حيث كان يسكن 45 ألف شخص، تعتبر "لؤلؤة" قبرص، صوفيا لورين كانت تملك منزلا هناك، والسياح، خصوصا من الدول الاسكندينافية، كانوا يتسابقون للاستمتاع بشواطئها ومياهها البلورية.

لكن في عام 1974 غزت القوات التركية الثلث الشمالي لقبرص بعد انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بهدف ضم قبرص إلى اليونان، ما تسبب في هروب القبارصة اليونانيين إلى الجنوب،  أما منازلهم التي تركوها في "جمهورية شمال قبرص التركية" فاحتلت تدريجيا من قبل القبارصة الأتراك أو الأتراك، وأغلق الجيش التركي فاروشا بالكامل وشيد حولها سورا، مانعا أي كان من الوصول إليها.

وشكلت خسارة فاروشا صدمة للقبارصة اليونانيين، ويتذكر جورج فيالاس الذي كان يبلغ من العمر 18 عامًا في 1974 قائلا "لقد كانت أفضل سنواتي، سنوات الحرية"، وأضاف: "كنا حقا شبابا مرحا، لدي ذكريات لأصدقاء يتنقلون بين الملاهي الليلية كل أحلامنا تلاشت" بالغزو التركي.

اميلي ماركيديس فقدت منزل الطفولة أيضا، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المدينة عن "مطاردتها"، تقول هذه الخمسينية انه إلى جانب الشواطئ الرائعة والحياة الثقافية "ما كان مميزا جدا في فاروشا وجود أشجار البرتقال والياسمين في كل مكان".

واقتناعا منها بأن المدينة ستعود إلى سكانها يوما ما، قدمت مشروعا عام 2006 للأمم المتحدة بدأ يتبلور قبل عامين بتحريض من ابنتها فاسيا، وتستند فكرة المشروع على تحويل فاماغوستا إلى مدينة بيئية بمجرد التوصل إلى اتفاق بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك لإعادة فتح فاروشا.

 ويعمل معماريون ومهندسون واقتصاديون ودعاة حماية البيئة، الذين يسكنون على جانبي "الحدود" معا على هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم مدينة فاماغوستا البيئية.

ووفقا لماركيديس: "سيتم هدم معظم المباني؛ لأنها معرضة للانهيار"، لكن الكيلومترات الست المربعة التي تمتد عليها فاروشا، تشكل "فرصة فريدة" لإنشاء "مدينة ذكية"، عبر الاستفادة من موارد الجزيرة، كالشمس، أو شبكة السكك الحديد الموجودة في فاماغوستا.

والفكرة تكمن أيضًا في تجنب أخطاء التخطيط التي ارتكبتها قبرص، خصوصًا في فاروشا، حيث كانت تحرم المباني من الشمس منذ منتصف النهار، وإذا اتخذ قرار إعادة فتح فاروشا، فإنَّ الجدل والنقاش مستقبلا سيكون حول ماذا يجب إزالته؟ من سيملك ماذا؟ ومن سيمول إعادة الإعمار، المالكون؟ أو تركيا التي تعتبر مسؤولة عن تدهور المكان؟ أم المستثمرون؟

وإذا كان تقييم تكلفة إعادة البناء قبل أن يتم السماح للخبراء بدخول فاروشا "صعبا للغاية"، فإنَّ الخبيرة الاقتصادية فيونا مولن تؤكد أنَّ التقديرات تشير إلى مبالغ حجمها خمسة مليارات يورو لإعادة إعمار فاروشا وحدها، وتصل إلى حوالي 15 مليار يورو لمشاريع التنمية الضخمة.

ورغم القلق الناجم عن إمكانية التغيير في فاماغوستا، فإنَّ غالبية الناس التي تعبت من العيش قرب مدينة ميتة والحرمان من دخول أجمل شواطئ المدينة، تأمل في إعادة فتح فاروشا؛ ولكن بحسب فيالاس، حتى لو حصل الاتفاق، فسيستغرق الأمر ما لا يقل عن خمسة إلى سبعة أعوام لإعادة الإعمار.

 

       

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab