راضية النصراوي تؤكد استمرار التعذيب بعد الثورة التونسية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

أوضحت لـ"العرب اليوم" أن المناضل لا ينتظر أي شكر

راضية النصراوي تؤكد استمرار التعذيب بعد الثورة التونسية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - راضية النصراوي تؤكد استمرار التعذيب بعد الثورة التونسية

الحقوقية راضية النصراوي
تونس - حياة الغانمي

أعلنت الحقوقية والسياسية ورئيسة منظمة مناهضة التعذيب راضية النصراوي أنها تعتبر أن من ناضل من أجل بلاده وسجن في سبيل ذلك لا ينتظر جزاءً ولا شكورًا، ويكفيه شرف أنه مناضل وثائر في سبيل الحق وفي سبيل الحرية والحقوق. وقالت إنها تعترف لهؤلاء المناضلين بعذابهم وحرمانهم كما تعترف بأن بن علي لم يُفقرهم فقط بل قطع عنهم الأرزاق، فلم يترك لنا مجالًا لكسب قوتنا. وذكرت كيف كان "البوليس" يرابط أمام مكتبها ويرهب الناس ويمنعهم من توكيلها على قضاياهم، وأن مكتبها كان فارغًا تقريبًا إذ لم يتركوا لها أي عميل وحتى عندما ترافع في قضية سياسية بتطوُّع يهدموا ويكسروا كل ما في مكتبها، وكانت شبه عاطلة عن العمل، وأكدت أنهم كسروا الحواسيب التي في مكتبها 5 مرات آخرها في شهر مايو/أيار من سنة 2010، عندما قبلت الترافع في قضية ضد شقيق ليلى الطرابلسي.

وأكدت في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم" أنه لولا تنازُل شقيقها لها عن مقابل تأجير المنزل ولولا والدتها التي سمحت لها باستغلال المكتب مجانًا لما تمكّنت من الصمود في وجه قلة الحيلة، فهي لا تملك إلا فكرها وثقافتها وقلبها الذي يهيم حبًا في تونس، ولا تملك إلا شهادات طبية للضربات التي تلقتها من بوليس بن علي، ففي الوقت الذي كانت تعاني فيه من الضرب والقهر والتضييق كان غيرها ممن يدعي الآن أنه مناضلًا يُغيّر السيارات ويرتع هنا وهناك.

 وأضافت راضية النصراوي أنها لا تملك ممتلكات في كل مكان، وأن آثار الضرب لا تزال على وجهها ولن تتنازل عن مبادئها مثلما فعل البعض، وكانت دومًا تدافع عن ضحايا القمع في تونس، وقد آلت على نفسها فضح التعذيب الذي كان يسلّط على الموقوفين السياسيين وكذلك موقوفي الحق العام، وكان المطلوب منها أن تشارك النظام في جريمته من خلال صمتها ولكنها رفضت طبعا. وقالت راضية النصراوي إن منظمة مناهضة التعذيب التي تترأسها لم تتهاون في الدفاع عن السلفيين، فمبدؤها الدفاع عن حقوق الإنسان مهما كانت انتماءات الأشخاص.

وروت راضية النصراوي كيف أن ابنتها حملت عن والديها مبادئ النضال وأساليب الدفاع عن حقوق الإنسان حتى أنها كانت تتوجه إلى مساندة كل من يقوم بتحرك احتجاجي في أي مكان مما جعلها عرضة إلى محاولة خطفها في أحد المرات من طرف أعوان الأمن. ومن بين الأساليب التي اختارتها راضية النصراوي للدفاع عن حقوق الناس هي الدخول في إضرابات جوع. وقالت إنها اختارت ذلك الأسلوب، لأن الظرف عندها كان لا يسمح إلا بذلك، فحرية التعبير مضروبة وحرية التظاهر ممنوعة، وكانوا محرومين من كل طرق الاحتجاج، لذلك قامت بإضراب عن الطعام لمدة 38 يومًا، مطالبة بإطلاق سراح زوجها حمة الهمامي، سنة 2002، وأضربت عن الطعام لمدة 58 يومًا أيضًا وبلغت وقتها حدّ الهلاك، إذ كان ذلك في فصل الصيف، وحذّرها البعض من مغبة الدخول في إضراب الجوع، مؤكدين أنه لن يسمع به أحد لكنها كابرت ونفّذت الإضراب، وكان لابنتها الصغرى الدور الأساسي في تحريضها على الإضراب إذ كانت تسأل باستمرار عن أبيها وكان عمرها آنذاك 3 أعوام فقط ، وتسأل عنه وهي التي لم تره قط إذ سجن وهي حامل، وكان لديها رغبة جامحة في رؤيته إذ تمسك بصورته وتقبلها فحز ذلك في نفسها ونفذت لأجلها إضراب الجوع وقد نجحت في إطلاق سراح حمة.

وتعتقد راضية النصراوي أن التعذيب متواصل في تونس بعد الثورة، فقد جاءها عدد كبير من المواطنين الذين يشتكون من التعذيب والتعديّ عليهم، هم من ضحايا التعذيب في قبو وزارة الداخلية قبل غلقه، وبخاصة في عهد حكومة الباجي قائد السبسي، فقد كان التعذيب فظيعًا. وترى محدثتنا أن المحاسبة مسألة أساسية وضرورية، وبالتالي لا يمكن أن نطوي الصفحة مثلما يطالب البعض من دون فهم ما كان يحصل من تعذيب ممنهج في تونس خلال حكم المخلوع، فهناك من عذب بشتى أنواع العذاب، وحتى من قُتل أو بقي معاقًا وترك عائلة من دون عائل. وممارسة التعذيب إذا لم تتم محاسبة المباشرين لها والقائمين عليها فهي ستعود من جديد في أي نظام جديد، والذين يقومون بالتعذيب الآن مازالوا لم يستوعبوا أن التعذيب هو جريمة فظيعة يعاقب عليها القانون، وأنه لا مفر من المحاسبة.

واختتمت الحقوقية النصراوي حديثها، قائلة "إنها لا تخاف الإسلاميين وقد دعت في عدة مرات إلى التحاور معهم ومنحهم الفرصة لطرح آرائهم أمام الرأي العام، وهذا مهم جدًا بعيدًا عن المواجهة والصدام ولكن لا بدّ من محاسبة أي طرف كان من اليسار أو اليمين إذا ارتكب جريمة وتجاوز القانون، أما إذا اقتصر الأمر على التعبير عن الرأي فلا يمكن بأي حال من الأحوال تتبع صاحب رأي ما عدا الدعوة إلى الجريمة والتشجيع على العنصرية أو غيرها، ويجب أن نوفر للجميع الفرصة للتعبير لأنه بالحوار والنقاش يمكن أن نتقدم والحلول الأمنية لا يمكنها أن تكون وسيلة ناجعة لفض المشاكل، وتونس تتسع للجميع".

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راضية النصراوي تؤكد استمرار التعذيب بعد الثورة التونسية راضية النصراوي تؤكد استمرار التعذيب بعد الثورة التونسية



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يشدد على ضرورة وصول الإمدادات إلى الجبهة بشكل أسرع

GMT 08:02 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

بلينكن يعود للشرق الأوسط وسط مخاوف من تصعيد إقليمي

GMT 10:58 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

بوتين يُعلن في خطاب رأس السنة أن بلاده لن نتراجع أبداً

GMT 11:10 2023 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

ولايات تحشد قضائياً لمنع مشاركة ترامب في الانتخابات

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab