لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

فيغا بكت عند رؤية تمثال الحرية في نيويورك للمرة الأولى

لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا

ميرثا بينتيز فيغا هربت من كوبا وسافرت عبر سبع دول للوصول إلى أميركا
واشنطن - رولا عيسى

استطاعت لاجئة كوبية تحقيق حلمها بالسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد رحلة شاقة دامت أكثر من 6000 ميل عبر طرق مختلفة برًا وبحرًا وجوًا، وقد مرت خلالها بسبع دول وتحملها المشاق بعبورها الجبال سيرًا على الأقدام في الظلام، واحتجازها لأشهر طويلة في مخيم لاجئين مع أحد اللصوص المسلحين، والعيش في ظروف إنسانية مزرية.

لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا

وبكت فيغا للمرة الأولى عند رؤية تمثال الحرية، وتحدثت عن تحقيق حلمها الذي يتخلص في كلمة "الحرية"، كما بكت قبل أيام قليلة عندما كانت تسير عبر الحدود المكسيكية وقدمت جواز سفرها الكوبي وأخبرها ضابط الهجرة "مرحبًا بك في أميركا".

وأعطى الكوبيون، الذين استطاعوا الخروج من الدولة الشيوعية، وضع لاجئ تلقائيًا منذ العام 1966، إلا أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عدّل القانون العام 1995 ليمنح هذا الوضع لمن أطلق عليهم "الوافدين على الأقدام" وهم أولئك الذين يصلون الولايات المتحدة بطريقة برية بدلاً من عبور المياه الإقليمية.

وتخلت ميرثا عن وظيفتها معلمة وتركت زوجها سعيًا وراء ما وصفته بالحرية في الولايات المتحدة، وباعا الزوجان كل شيء لتمويل الرحلة للخروج من كوبا والوصول إلى أميركا، وكانت تأمل بحياة الحرية حيث لا يعد التحدث إلى الغرباء جريمة كما يمكنها أن تكسب ما يساعدها على الحياة بدلاً من العيش على الكفاف من الأجور الزهيدة التي فرضت على الشعب الكوبي بسبب الشيوعية.

لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا

وذكرت ميرثا "أريد أن أعمل معلمة ويمكنني تعليم الإنجليزية والإسبانية، أريد أن أساعد الآخرين ولا أريد المال من أي شخص، في كوبا لم يسمح لي بالتحدث لأي أجنبي وربما يتم اعتقالي واتهامي بأني عاهرة، في كوبا لا نستطيع التحدث إلى السياح، منذ كنت في سن الرابعة عشر حلمت بالعيش في أميركا والحصول على الحرية، ودرست اللغة الإنجليزية حتى يمكنني العيش هناك، وعملت مديرة تعليمية في سيينفويغوس التي تبعد 150 ميلاً من هافانا، وحصلت على درجة الماجستير في التعليم، إلا أن وظيفتي كانت محبطة جدًا وحياتي كلها كانت كذلك، أريد فقط الحصول على الحق في التحدث لأي شخص والحصول على بعض الأشياء الجميلة فى الحياة، حلمت أن أذهب للتسوق وأن يكون لدي ما يكفي من المال لشراء المواد الغذائية وغيرها".

وتابعت بقولها: حلمت أن يكون لدي طلاب وكتب وأجهزة كمبيوتر وهي الحاجات الأساسية للدراسة بشكل صحيح، المال الذي يدفع لنا ضئيل جدًا وهدفه فقط استمرار السيطرة علينا، كنت أربح 30 دولار شهريًا، علمًا بأن الحذاء الجيد يتكلف 50 دولارًا، أنا وآلاف الكوبيين دفعنا آلاف الدولارات للمهربين في هافانا لترتيب سفرنا إلى الإكوادور.

واتجهت ميرثا إلى كولومبيا عبر الحافلة ثم سارت على الأقدام مع لاجئين آخرين، وتضمنت الرحلة عبور جبال الأنديز والسير عبر الحدود في الظلام، وواجهت الاعتقال والترحيل إلى كوبا حال ضبطها مسافرة من دون تأشيرات كولومبية، وتم توقيف بعض الكوبيين من قِبل الشرطة الكولومبية وأفادوا بأنه سُمح لهم بالعبور بعد دفع رشاوى، ثم التقت إحدى النساء التي دفعت 650 دولارًا بعد القبض عليها ثلاث مرات مع ابنها الصغير، واستقلت قاربًا من ميناء توريو الكولومبي يشغله مهربو البشر، وبعد الإبحار لمدة سبع ساعات تركوها في منطقة جبال وغابات حتى وصلت إلى بنما سيرًا على الأقدام.

وكشفت لصحيفة "مايل أونلاين" أنها كانت تسير في الظلام مع الآخرين وقيل لهم إن هناك رجال مسلحين سرقوا أموال الكوبيين وجوازات سفرهم، فقضيت بعض الوقت وحدها ليلاً وهي خائفة ولكنها واصلت المشي ولم تتراجع، كانت تنام في غابة مفتوحة وكان الأمر صعب للغاية، ثم تم احتجازها وغيرها من الكوبيين من قبل مسؤولي الهجرة الذين صادروا جوازات سفرهم، إلا أنهم حصلوا عليها مرة أخرى بعد أن أبلغوا المسؤولين أن كوستاريكا منحتهم تأشيرات الدخول إليها.

لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا

ثم سافرت عبر بنما وكوستا ريكا بالحافلة ونامت في مقعد حتى وصلت إلى ليبريا وهي رحلة تمتد لأكثر من 800 ميل، وقضت شهرين في ليبريا من النوم على الأرض مع لاجئين آخرين حيث رفضت نيكاراغوا دخولهم، وأنشأت كوستا ريكا عشرات المخيمات المؤقتة حول الحدود بمساعدة وكالات تطوعية والتي حذرت من حدوث أزمة إنسانية إذا لم يتغير الوضع، وكانت المخيمات مزدحمة باللاجئين حتى أن البعض اضطر للنوم في الشوارع، في حين تم استضافة الآخرين بواسطة العائلات والكنائس في كوستا ريكا.

وعانى الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن من بعض الأمراض حتى طُلب من منظمة الصليب الأحمر التدخل لعلاج المسافرين من أمراض الإسهال والجفاف والقيء والأنفلوانزا، وتعامل الأطباء مع تفشي مرض الجديري بين عشرات الكوبيين والذين تم وضعهم في حجر صحي في كنيسة بالقرب من الحدود مع نيكاراغوا، وفي النهاية تفاوضت الحكومة الكوستاريكية ومنظمات الإغاثة بنجاح مع المكسيك وشركات الطيران لأخذ اللاجئين من ليبيريا إلى لاريدو في المكسيك، إلا أن ما لا يقل عن ألف كوبي ظلوا في مخيمات اللاجئين في كوستاريكا على أمل.

وعبرت ميرثا إلى الولايات المتحدة من خلال حدود تكساس واستقلت حافلة لمدة ثلاثة أيام لتصل إلى نيويورك، وعندما وصلت نظرت إلى ناطحات السحب في مانهاتن وبكت وشعرت أنه لا يزال لديها فرصة، وكتبت قائمة أمنيات حلمت بها في أول يوم لها في نيويورك، لقد أرادت رؤية تمثال الحرية حيث كانت تضع صورته في غرفتها أثناء طفولتها، واتصلت بزوجها "أرماندوا" في كوبا وقالت له "أنا أشعر بالحرية وستشعر بها أنت أيضًا مثلي"، واتجهت لزيارة برج الحرية وبعد مشاهدة نيويورك من الطابق رقم 104 نزلت لحضور التحية التذكارية لضحايا هجمات 11 أيلول وانهارت باكية، فتذكرت أن ابن شقيق صديق وجار لها في وطنها لقي حتفه في هذا الهجوم.

وأظهرت صحيفة "ديلي ميل أونلاين" لميرثا النقوش الخاصة بالضحية خورخي (43 عامًا) وهو أب لطفلين حيث قٌتل في البرج الشمالي، ولمستها بيدها وقالت "عندما غادرت وطني في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي رأيت أقاربه لا يزالون يبكون عليه، لقد تذكرت وفاته وكيف انكسرت قلوبنا، والآن على الأقل يمكنني إخبار أسرته أنني رأيت الإشادة بخورخي نيابة عنهم، بالطبع لن يستطيعوا المجيء إلى هنا لأنهم كوبيين، ولكني أشكر أميركا لمنحي هذه الفرصة لتذكر أحد أبناء كوبا هنا".

كما زارت ميرثا ميدان تايمز ووصفته بأنه مثل قلب العالم، وعلى الرغم من الرحلة الطويلة التي مرت بها إلا أن خافت بعض الشيء من ركوب السلالم المتحركة في محطة حافلات الميناء وبرج الحرية، وذكرت "لم أر هذه السلالم المتحركة من قبل، لم تكن موجودة في كوبا وهي بالنسبة إليّ مخيفة، أنا أعرف أن هناك الكثير من الأشياء لأعتاد عليها في أميركا ولكني سأفعل أي شيء لعيش حياة طيبة في أميركا".

وتعيش الآن مع صديق من كوبا في نيوجيرسي، وأوضحت أن رحلتها إلى أميركا كلفتها نحو 10 آلاف دولار، لكنها قالت إن الحرية تستحث كل سنت أنفقته، بينما يعيش زوجها في كوبا على الأرض بعد أن باعا كل شيء، وأضافت ميرثا "أنا وزوجي سنجتمع معًا مرة أخرى، ربما خلال عامين أو خمسة أعوام، ونتواصل معًا يوميًا ويكتب لي كلمات جميلة ويخبرني أنه يرغب في أن يكون معي، ولكن المشكلة في المال، أنا أحبه وسنجتمع معًا مرة أخرى، ويجب عليّ أن استكمل أوراقي وأحصل على وظيفة في التدريس، ولكني سعيدة جدًا لوجودي هنا، أود احتضان كل شخص أميركي، هذه هي الحياة الجديدة بالنسبة إلي".

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا لاجئة كوبيّة تخوض رحلة شاقة عبر سبع دول للوصول إلى أميركا



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 16:31 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج العذراء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:06 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة رائعة لسارة سلامة في جلسة تصوير جديدة

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كاريلو يكشف عن كواليس البقاء مع "الهلال"

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان الشوربجي يودع ربع نهائي بطولة قطر للاسكواش

GMT 10:08 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد جدة ينهيء الشعب المصري بالصعود إلى كأس العالم

GMT 13:33 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عساف يغني في 5 مدن كندية دعماً لأطفال فلسطين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab