يافوز بايدر يُوضّح أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

كشف أنَّه هارب من أردوغان واستهجن الهجوم على الصحافة في تركيا

يافوز بايدر يُوضّح أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - يافوز بايدر يُوضّح أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله

عامل يُغطّي غرافيتي ضد أردوغان بالقرب من مقر جريدة أوزغور غونديم الموالية للأكراد
اسطنبول ـ عادل سلامة

استيقظت صباح الثلاثاء على تنبيه تحذيري من هاتفي وكان هذا هو الروتين في هذه الأيام في ظل استمرار محنة الصحافيين في تركيا، وكان التنبيه التحذيري رسالة نصية من بواب العقار حيث شقتي في إسطنبول وجاء فيها "سيد يافوز دخلت الشرطة شقتك منذ فترة قصيرة بمساعدة صانع الأقفال ولم يتلفوا أو يأخذوا أي شيء أثناء البحث لكنهم تحدثوا عن أمر اعتقال لك"، شعرت بالارتياح قليلا أن المداهمة تمت بالشكل الصحيح على الأقل، واتصلت بزوجتي التي كانت في ساحل بحر إيجه واستيقظت لتوها، ويمكنك تصور شعورها تجاه اقتحام خصوصيتنا، وأدرك تماما أن نتيجة محاولة الانقلاب الفاشلة هي إحباط ما تبقى من الصحافة الكريمة في تركيا، وعندما شاهدت استهداف "شاهين الباي" (72 عامًا) وهو أحد أقوى كتاب الأعمدة الليبراليين في تركيا والصحافية المخضرمة "لالي كامل" التي أرسلت للسجن بسبب مهنتها  أدركت أنه يوما ما سيأتي دوري.

يافوز بايدر يُوضّح أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله

في الأيام التي سبقت الحملة كانت هناك علامات واضحة على التصعيد الوحشي للهجمات ضد حريتنا والتنوع، وبعد الاغلاق الأخير لصحيفة أوزغور غونديم المؤيدة للأكراد واعتقال المثقفين مثل الكاتب أسلي أردوغان داهمت الشرطة صحيفة كردية أخرى هي "أزدية ويلات" في ديار بكر، والقت القبض على 27 موظفًا كرديًا، كما أعتُقل 36 عاملًا في محطة TRT وأرسلوا إلى السجن، وكنا قد بدأنا الأسبوع بضغط هائل علينا يوجه رساله لكل شخص في هذه الصناعة مفادها " كن حذرا"، وماذا بإمكاننا أن نفعل إذا تخلى عنا الساسة الأوروبيون؟، وعلمت صباح الثلاثاء أن مراد أكسوي كان من بين المعتقلين، وهو مُعلق في الصحف المطبوعة والتليفزيون ذو ميول اشتراكية ديمقراطية ولم يخف جذوره العلوية مطلقا، ولا يعد مراد صحفي فقط لكنه أصبح مستشارا صحفيا مؤخرا لزعيم حزب الشعب الجمهوري كامل قليتش دار أوغلو، وفي نفس الصباح الباكر علمت أنه تمت مداهمة منزل علي يورتاغول والذي لا يبعد كثيرا عن موطن إقامتي بالقرب من مضيق البسفور، وكان علي كاتب عمود مثلي في النسخة الإنجليزية من جريدة زمان اليومية حتى تم الإستيلاء عليها وإغلاقها في الربيع الماضي، وكان علي مستشار محترم في البرلمان الأوروبي للشؤون التركية منذ عقود، وعضو في الحركة الخضراء الهولندية.

وقرأت قريبا تقريرًا جديدًا عن اعتقال 35 صحافيًا في ذلك اليوم، وصدرت قائمة جديدة من "أعداء العامة" واحتوت على اسمي، وبحلول مساء الثلاثاء علمنا أن تسعة أسماء على الأقل من القائمة تم اقتيادهم إلى الاحتجاز، ما يعني قضاء حتى 30 يومًا تحت الحبس التعسفي وفقا لأنظمة الطوارئ، ولكن لماذا يحدث كل ذلك؟، وفي هذا المساء لم تساعد جهودي مع المحامي الخاص بي على فهم لماذا يحدث كل ذلك، ولم يكن لدي أدنى فكرة حتى وقت كتابة هذه السطور بما أنا متهم به، لأن المحامي أخبرني " كل الملفات في هذا الاجتياح مُصنفة".

ربما يبدو الأمر وكأنه لغز للقارئ لكننا جميعا الأن نعرف ما هذا النمط المدمر من استهداف الوسائل الصحفية، واتضح ذلك في وقت مبكر منذ احتجاجات حديقة "غيزي"، وكان منطق الحملة سهل ومباشر، حيث تحرص الحكومة التركية الخاضعة لحكم صارم من قبل أردوغان على ملء جدول الأعمال بما تراهم "أعداء الداخل" الذين وصفتهم بالإرهابيين، ووصفت أجزاء كبيرة من وسائل الاعلام التركية بهذا النحو لمجرد النظر إليها باعتبارها تابعة لحركة غولن، ويكاد يُنظر إلى مجمل وسائل الاعلام الكردية التي تخدم مصالح حزب العمال الكردستاني بهذه الطريقة، ولا يتعلق الأمر بما تغطيه أو تعلق عليه ولكن بالمنظمة الإعلامية التي تعمل معها، وطالما كنت شخصا ناقدا لسياسات أردوغان فأنت شخص غير مرغوب فيه، وربما يتم إطلاق النار عليك، ولكن إذا أصررت على الصحافة المستقلة فينتهي بك الطريق إلى المحكمة أو إلقاء القبض عليك.

وتم إبلاغ منصة الصحافة المستقلة (P24) اعتبارا من يوم السبت أن 108 من الزملاء  في السجن، وارتفع العدد في ظل عمليات الاعتقال الأخيرة إلى ما يزيد عن 150 شخص، وغني عن القول أن قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم يأتون على قمة أعداء الصحافة بشكل أعلى من الديكتاتوريات مجتمعة، إلا أن الكثير في الغرب يعتقدون أن هذه المحنة جزء من احتفالات الديمقراطية عقب محاولة الانقلاب الدموية، وأشعر حاليا بالعجز عن الكلام  وشعور مرير للغاية لأنني مجبرًا على منفى اختياري في أوروبا بعيدًا عن بلدي الحبيب الممزق.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يافوز بايدر يُوضّح أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله يافوز بايدر يُوضّح أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab