العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة "داعش" على الموصل

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة "داعش" على الموصل

سيطرة "داعش" على الموصل
بغداد - خالد الشاهين

يغادر عالم الصواريخ السابق عزام منزله في الموصل كل يوم في الصباح الباكر، ليركب الحافلات، أو يذهب  سيرًا على الأقدام فهو لم يعد قادرًا على تحمل كلفة البنزين، ويذهب لبيت والدته أو يقوم بزيارة أخته. وفي بعض الأحيان يبحث عن كيروسين رخيص، أو يحاول الحصول على الكتب المهربة أو السجائر. وقد يخرج  بلا هدف مسافراً إلى مدينة أًخرى . وفي المساء، يقول إنه يجلس في مكتبه الخشبي القديم ، يدون في دفترة الملاحظات التي حدثت خلال يومه. ومعظم ما يكتبه هو: سعر الطماطم ، مشاجرة مع زوجته واحياناً يكتب أيضاً ملاحظاته على الأحداث البارزة التي تحدث في الموصل."العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل

وكتب العالم العراقي في مذكراته في أغسطس/آب 2014  :"يجب أن أعيش هذه اللحظة وأدوّنها.. نحن نعيش كسجناء نقضي أحكاماً بالسجن لفترة طويلة.. قسم منا سينهي فترة هذا الحكم بقراءة عشرات الكتب وقسم آخر سيتدمرون ويتحطمون".

وعندما توقف عن كتابة المذكرات كان قد أنهى كتابة خمسة مجلدات مليئة بالمذكرات.. إنها مذكرات يومية بخط اليد عن مدينة خاضعة لاحتلال داعش يمكن اعتبارها وثيقة حول كيف كان تنظيم داعش يحاول الإبقاء على اسمه من خلال إدارة المدينة. وبحسب المذكرات فإن الأيام الأولى من حزيران/يونيو عام 2014، حظي المسلحون بترحيب واسع في الموصل.. كانوا لطيفين مع أهالي المدينة عكس سوء معاملة الجنود الذين كانوا يسيطرون على المدينة قبل اجتياح داعش، حيث قاموا بحراسة الأبنية العامة وأزالوا الحواجز الخرسانية التي كانت تخنق المدينة.العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل

وكتب العالم العراقي في مذكرته قائلا "لم تعد هناك سيارات مفخخة ولا مواجهات عسكرية ولا عبوات ناسفة.. أخيراً عاد السلام للموصل". ولكن كان هناك غموض يتعلق بهويتهم. هل كانوا ثوار عشائر سُنية أم ضباطاً من جيش صدام السابق، أو عناصر تابعين إلى القاعدة؟ . هذه المجاميع المختلفة كانت تشكل حقيقة على أرض الواقع منذ الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003 . وعلى مدار السنين حاولت هذه المجاميع بسط نفوذها في الموصل بحثاً عن شرعية في شن حرب شوارع وحشية ضد الأميركان وضد الحكومات العراقية اللاحقة أيضاً.

وقال "عزام" في الواقع إن قسماً منهم كان بالأصل يحاول التصرف كنوع من "حكومة الظل"، على سبيل المثال فرض"جباية الضرائب"على الأنشطة التجارية واقتطاع نسبة من المبالغ من أي عقد مشروع بلدي، حيث أن أي شخص يرفض دفع الضريبة غالباً ما يختطف ثم يطلق النار عليه , وتحدث "عزام" وهو مهندس كهرباء في مديرية الطاقة قائلا"كنا نقوم بتسديد نسبة مئوية عن أي عقد خلال العشر سنوات الماضية بمقدار 8%".

وأوضح المهندس، أن "مديرنا كان يتلقى مكالمة هاتفية منهم قبل توقيع أي عقد وهم يحددون من يفوز بالعقد ومن يعيّن في الوظيفة، ولا أحد يجرؤ على عدم طاعتهم.. وأي شخص لا يسدد يتعرض للاختطاف".

وأشار مهندس الكهرباء، إلى أن "كل دوائر الحكومة في الموصل كانت مخترقة وفيها أتباع من التنظيم حتى مديرية الشرطة وبعد سقوط الموصل ظهروا"، وبعد يومين من سقوط الموصل جاء أحد زملاء عزام في الدائرة إلى العمل مرتدياً الزي الأفغاني، وكشف عن نفسه على أنه المشرف الجديد الممثل عن تنظيم داعش في المديرية.

وبعد أسبوع من سيطرته على المدينة، أصدر تنظيم داعش بيانه الأول الموسوم بعنوان (وثيقة المدينة) كتبت بأسلوب لغوي قديم محشو بعبارات إسلامية استخدمت قبل ألف عام هنّأ أهالي الموصل على"انتصاراتهم الإلهية". ومنع التنظيم الإرهابي خلال البيان "تدخين السجائر والمتاجرة بها وأصر على ملازمة المرأة لبيتها"، ولكنّ الناس استمروا بالتدخين في الشوارع وانتعشت مقاهي "النارجيلة" وقسم من النساء خرجن من دون خمار وكثير من العائلات التي فرّت من الموصل عادت، وكانت "وثيقة المدينة" هي الخطوة الأولى لداعش، إذ أن التنظيم لم يكشف عن أنيابه خلال الأيام الأولى، بل واصل تعسفه بشكل تدريجي على مدار شهرين تقريباً عبر سلسلة من الإجراءات والمراسيم.العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل

وكانت كل خطوة جديدة منه تؤثر على طائفة معينة من المجتمع والأطياف العرقية في الموصل حيث بدأت حدة الحقد عليه تتصاعد بين الأهالي. وبعد إجبار المسيحيين على اتخاذ أحد الخيارات الثلاثة "المغادرة، الفدية، القتل" بدأ البحث في وثائق السجل العقاري لتعيين الدور والأراضي والمحال التجارية التابعة للطائفة المسيحية.

وبعد أسبوع من ذلك بدأوا بكتابة حرف "ن" على بيوت المسيحيين وممتلكاتهم وهو الحرف الأول من كلمة نصارى أي المسيحيين، وبعد أسبوع صدرقرار بفرض لبس النقاب على النساء ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء ، ثم عادت الحواجز الاسمنتية من جديد وتحولت الموصل تحت حكم داعش إلى سجن كبير.

 

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل العالم العراقي عزام يكشف عن كيفية سيطرة داعش على الموصل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 16:31 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج العذراء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:06 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة رائعة لسارة سلامة في جلسة تصوير جديدة

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كاريلو يكشف عن كواليس البقاء مع "الهلال"

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان الشوربجي يودع ربع نهائي بطولة قطر للاسكواش

GMT 10:08 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد جدة ينهيء الشعب المصري بالصعود إلى كأس العالم

GMT 13:33 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عساف يغني في 5 مدن كندية دعماً لأطفال فلسطين

GMT 11:59 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 18:43 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

طريقة ترتيب السفرة في الدعوات الرسمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab