كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

كينيا تُحارب الفساد "بالصلوات" مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - كينيا تُحارب الفساد "بالصلوات" مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين

الصحافي الكيني جوزيف وارونغو
نيروبي - العرب اليوم

يبحث الصحافي الكيني جوزيف وارونغو، ضمن سلسلة بعنوان "خطابات الصحافيين الأفارقة"، استراتيجية جديدة يطرحها جهاز مكافحة الفساد في كينيا تهدف إلى الاستعانة بتعاليم الكتاب المقدَّس، بهدف محاربة لصوص الأموال العامة.

ويقول وارونغو "إن الإنسان يشعر بشدة محنته عندما لا يجد غير الصلاة ملاذا أمامه للتغلب على الشدائد، هذا هو الوضع الراهن الذي تعاني منه كينيا، حيثُ إن البلاد تغرق في ديون كبيرة معظمها بسبب سوء إدارة الأموال العامة، ويلتهم الفساد حياتنا ونحن أحياء، فضلا عن انتشار فضائح جديدة يوما بعد يوم، أصبح لا يوجد قداسة أو حرمة لأي شيء في البلاد، حتى الماء اللازم لحياتنا".

تفاقم الأوضاع والمشكلات

وتشير أنباء إلى أن عصابات في بعض المناطق في العاصمة نيروبي، تربطها سلطات بذوي النفوذ في حكومة المدينة، يقطعون سرا إمدادات المياه عن جميع المناطق السكنية، ويفضي هذا النقص المفتعل للإمدادات إلى تحقيق استفادة من خلال بيع المياه إلى السكان عن طريق شركات شحن مياه يمتلكها هؤلاء.

ويُعد هذا هو سبب الاستعانة بـ "استراتيجية" الصلاة، لكن مشكلة المياه ليست هي السبب الوحيد؛ حيث يبدو أن مفوضية الأخلاق ومكافحة الفساد، الجهاز الرسمي المعني بمحاربة الفساد في البلاد، غارقة في الكثير من المشكلات.

وسعت المفوضية من قبل إلى مواجهة المشكلات بطرق كثيرة، لكن يبدو أنها لم تفلح، وتشير دراسة استقصائية وطنية حديثة، أجرتها المفوضية ونشرتها مطلع الشهر الجاري، إلى أن المشكلة تتفاقم بالفعل.

وأظهرت نتائج الدراسة زيادة نسبة أولئك الذين يدفعون الرشاوي للحصول على خدمات حكومية إلى 62 في المائة، من 46 في المئة قبل عامين.

ويُقال أن خدمة استخراج شهادات الميلاد تعد من بين أكثر الخدمات التي تسجل دفع رشاوي للحصول عليها.

وقال نائب الرئيس الكيني وليام روتو "إن خطة الحزب الحاكم تعتمد على تعاليم الكتاب المقدس"، فالأم الكينية تقضي تسعة أشهر هي فترة الحمل ثم تعاني آلام المخاض حين تضع مولودها، لكن الألم يظل قائما رغم ذلك، نظرا لأنه من الصعب على الأرجح تقديم إثبات رسمي بأنها أنجبت، حتى تضع "أموالا"، وهي بمثابة ولادة طفل آخر.

كما تواجه كينيا مشكلة أخرى عندما تأتي للإبلاغ عن واقعة رشوة.

"الخوف من الإبلاغ عن فساد"

وتشير دراسة المفوضية إلى أن جهاز الشرطة يُصنف على رأس الإدارات الحكومية والأجهزة التي يُعتقد أنها الأكثر عرضة للفساد؛ لذا لا يمكنك استعادة إمدادات المياه نظرا لأن من يقفون وراء ذلك على صلة جيدة بأصحاب النفوذ، وليس من المرجح أن يقدم جهاز الشرطة مساعدة ما لم تعطهم "شيئا يسد حاجتهم".

وقد نفد صبر مفوضية الأخلاق ومكافحة الفساد، لكونها ترغب في التحرك، لكن الكينيين لا يفعلون شيئا.

سبب جذب كينيا الشباب من جميع أنحاء العالم

وتشير الدراسة إلى أن 61 في المئة من الذين شملتهم، لم يفعلوا أي شئ لدعم مكافحة الفساد وترويج معايير أخلاقية قوية في البلاد، لماذا؟ لأنهم يخافون.

وتقول الدراسة "إن أغلب الكينيين لا يبلغون عن فساد أو سلوكيات غير أخلاقية تساعد في فتح تحقيقات، لأنهم يخشون من تعرضهم لمضايقات محتملة أو ثأر"؛ لذا لجأت مفوضية مكافحة الفساد إلى سلاح جديد هو "الكتاب المقدس" لترويج أفكار تساعد في التصدي لهذا التهديد.

وطرحت المفوضية مؤخرًا دليلا لدراسة الكتاب المقدس يهدف إلى تعزيز جهودها الرامية إلى مكافحة الفساد، على أمل أن يسفر ذلك عن تعديل سلوكيات منتشرة في هذا البلد الذي يفترض أنه يخشى الله.

ويدير المفوضية ذاتها إليود وابوكالا، أسقف أنجيلي متقاعد، وهو رجل دين يعرف كتابه المقدس جيدا، وتقول المفوضية "إن دليل دراسة الكتاب المقدس يهدف إلى مساعدة الكينيين في التفاعل مع الكتاب المقدس واكتشاف موقف الله من الفساد، ومعرفة إرشاده من أجل حياة خالية من الفساد".

ويبدو أن الرئيس أوهورو كينياتا ونائبه وليام روتو كان لديهما دراسة خاصة بالكتاب المقدس قبل ست سنوات عندما فازا في الانتخابات، وقالا إن سياستهما تنتهج الكتاب المقدس.

وعمد روتو مؤخرا إلى تذكير الجميع بأن بيان حزب "اليوبيل" الحاكم تأسس على تعاليم الكتاب المقدس، وقال :"الالتزام بالوفاء بكل ما تعهدنا به يأتي من منطلق أننا نعمل من أجل الله وليس البشر".

الوضع بالنسبة لغير المسيحيين في كينيا

وقال روتو "أنا شخصيا لست ضد الكتاب المقدس، وأقرأ الكتاب بصفة دورية وأعرف جيدا بعض الشخصيات الوارد ذكرها فيه كانت غارقة في الفساد، كيهوذا الاسخريوطي، تلميذ المسيح الذي خانه من أجل المال ثم انتحر بعد ذلك"؛ لكن تبرز بعض الأسئلة التي يرغب الكينيون في أن تظل عالقة في ذهن الأسقف.

أسباب ضحك السجناء في كينيا

أولًا، تعد الكثير من القيادات البارزة المتهمة بالفساد من مرتادي الكنيسة ويقرأون الكتاب المقدس.

ثانيا، بعض الأموال المسروقة من المال العام تذهب إلى الكنيسة في شكل "عطاء" أو "ضريبة".

ثالثا، أي دليل للدراسة يوصي به الأسقف أو يقترحه لغير المسيحيين؟

وأضاف روتو "أظن حاليا أن بعض "وسطاء المناقصات"، وهم عصابات سيئة السمعة تقدم الرشوة في أنشطة المناقصات الحكومية، مشغولون بالتآمر لتقديم عروض لشراء وتوزيع نسخة مجانية من الكتاب المقدس لجميع الكينيين. ولا يوجد لدى مفوضية مكافحة الفساد حاليا أي خطط كهذه".

ودأب الكثير من الكينيين على الصلاة من أجل بلادهم والخروج من مأزقها الذي يحاوطها من كل جانب، ويصلي الكينيون من أجل أن تظفر مفوضية مكافحة الفساد في معركتها الروحية، وتقدم أدوات دنيوية ملموسة لمحاربة الفاسدين على الأرض.

ويوجد مثل كيني شهير يقول "عندما تعرج البقرة المرشدة، لن يصل القطيع إلى مكان المياه"، أو بمعنى آخر تغيير المفاهيم ينبغي أن يبدأ من القمة.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين كينيا تُحارب الفساد بالصلوات مع تفاقم المشكلات وعجز المواطنين



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"

GMT 23:45 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

تعرف على حكم قراءة الفاتحة في "صلاة الجماعة"

GMT 22:30 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يبرر تواصل ليوناردو بونوتشي مع كونتي

GMT 00:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

حقيبة اليد تضيف المزيد من الأناقة للرجل في 2018

GMT 02:50 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ياسين الصالحي يتمسك بالطرق القانونية للانتقال إلى "الكويت"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab