أكَّدت الفنانة المصرية ليلى علوي أنها لم تستقر حتى الآن على عمل سينمائي أو تلفزيوني جديد لتقديمه خلال الفترة المقبلة، وقالت إنها تقرأ بعض النصوص التي تعرض عليها، وتترقب بشغف كبير عرض أحدث أفلامها «التاريخ السري لكوثر»، الذي تراهن عليه لاستعادة التألق والنجاح، وتجسد من خلاله شخصية «داعية دينية متشددة».وتشير ليلى في حوارها مع «الشرق الأوسط» إلى أنها تتمسك بارتداء «قناع الوجه الواقي» عند خروجها من المنزل، وأنها ما تزال حذرة جداً من فيروس «كورونا»، رغم تراجع أعداد الإصابات في مصر، وكشفت أنها انتهت خلال فترة الحظر المنزلي من رسم 9 لوحات فنية، بعدما أعادتها أزمة «وباء كورونا» إلى هواياتها القديمة.
وتقول ليلى عن فترة الحظر المنزلي: «الشهور الماضية علمتنا أشياءً كثيرة جداً، فكل ما كنا نأخذه كأمر مُسلم به أو شيء طبيعي وتلقائي، يجب أن نحمد الله عليه كثيراً، وقد بقيت في البيت مثل كل الناس ولم أغادره، ودفعتني فترة البقاء الطويلة بالمنزل لاستعادة هواياتي القديمة... فمنذ صغري كنت أتمنى أن أدرس (ميكانيكا السيارات) كما أنني كنت أحب الرسم والتلوين، وأهوى تركيب الألوان ومزجها، ومع بداية الحظر قمت بإحضار أوراق وألوان وبدأت الرسم وساعدني الصديق الفنان مجدي صبحي، وشجعني كثيرون، واستطعت إنجاز 9 تابلوهات صغيرة، مما جعلني أخرج شحنة طاقة كانت بداخلي واستمتعت جداً بذلك، كما أنني فعلت كما فعل كل الناس... طبخت كثيراً وزاد وزني أيضاً.
ورغم عشقها للسفر وتعدد رحلاتها إلى أغلب دول العالم، فإنها لا تتطلع لسفر جديد في الوقت الحالي مؤكدة: «لا أحن حالياً للسفر، بل أحتاج لأن أعيش في بيتي حياة طبيعية، وكل ما أتمناه أن أكون آمنة في بيتي، فأنا أتعامل بحذر شديد في كل مرة أخرج منها من البيت».وتترقب النجمة ليلى علوي منذ أكثر من عامين، عرض أحدث أفلامها «التاريخ السري لكوثر» وتوقف تصويره بسبب مشكلات إنتاجية، وقد تحمست ليلى لدورها بشكل خاص، فهي المرة الأولى التي تتعاون فيها مع المخرج محمد أمين، وتجسد في الفيلم شخصية داعية دينية،
وتظهر ليلى في معظم مشاهدها مرتدية الحجاب وتقول عن هذا الفيلم: «منذ أن بدأنا تصويره ومهرجانات دولية عدة تطلب الفيلم والناس متشوقة لتشاهده، وأتمنى أن تنتهي مشكلاته ويعرض لأهميته». مشيرة إلى أنها استمتعت بالعمل مع المخرج محمد أمين، لأنه يهتم بأدق التفاصيل، ويولي اهتماماً كبيراً بالممثل، ويعمل على أن يحصل منه على أفضل أداء، هذا بالإضافة إلى أنني كنت أتابع أعماله الفنية على غرار «ليلة سقوط بغداد»، «بنتين من مصر»، «فبراير الأسود»، بإعجاب شديد، فهو صاحب فكر ورؤية متميزة.
وبسبب «مشوارها السينمائي الكبير»، واعتزازها بأعمالها السابقة، ترفض ليلى علوي، الكثير من الأدوار التي لا تُرضي شغفها، وهي الأدوار التي تهتم بالقضايا الاجتماعية، وتقول: «رغم قراءتي لبعض المعالجات والحلقات الدرامية وسيناريوهات الأفلام، لكن لم يستفزني أي منها فنياً، وجعلني أقول إنني أريد المشاركة فيه، إذ أنه ليس من السهل أن أجد ورقاً مختلفاً تتم الموافقة عليه رقابياً وإنتاجياً وأكون راضية عنه، المسألة ليست بهذه البساطة، قد يكون هناك تقصير مني، في عدم البحث أو الاجتهاد أو الاتفاق مع كاتب للبحث عن فكرة مميزة، ربما أكون تكاسلت طوال الفترة الماضية، بسبب تعرضي لأحداث صعبة، أبرزها وفاة والدتي رحمها الله».
تنسب ليلى كل نجاح في حياتها إلى والدتها الراحلة: «هي صاحبة أول بصمة في حياتي ومهما تحدثت عنها لن أوفيها حقها، كما أن هناك ممثلين ومخرجين أثروا في لأنني منذ صغري مهتمة بالمؤلف والمخرج، وقد قرأت مبكراً لإحسان عبد القدوس بعدما شاهدت أفلاماً عن رواياته، وقرأت لنجيب محفوظ لأنني شاهدت أفلامه وأعجبت بها، ولاشك أن هناك أسماء عديدة تأثرت بها من بينهم عاطف الطيب وحسين كمال، ووحيد حامد، والناقد سامي السلاموني، والفنان يحيى الفخراني، بالتأكيد أثروا في واستفدت منهم كثيراً، وحتى الآن حين أمر بتجربة فنية أستفيد وازداد خبرة».
وتعشق ليلى أفلام الأبيض والأسود المصرية، وتعتبر ثلاث نجمات بها بمثابة القدوة في مشوارها الفني بعدما أحبت التمثيل بسببهن «فاتن حمامة، وشادية، وسعاد حسني»، فقد حفظت أفلامهن في طفولتها، وتشير إلى أن كل منهن تركت بصمة فنية لن تتكرر، بعدما أعطين الفن المصري كثيراً.
وتتحمس ليلى بشكل كبير لتقديم جزء ثاني من فيلم «يا دنيا يا غرامي»، وتقول عنه: «إنه من أهم أفلامنا أنا وإلهام شاهين وهالة صدقي، وهشام سليم وماجدة الخطيب رحمها الله، والمخرج مجدي أحمد علي، وفي العام الماضي كانت هناك فكرة لتقديم جزء ثانٍ منه وجرى استفتاء على (السوشيال ميديا) وحظيت الفكرة بتشجيع كبير من الجمهور، وأتمنى أن يكون السيناريو بنفس قوة ونجاح الجزء الأول الذي نال جوائز عديدة».
كانت ليلى علوي خاضت عدة تجارب مسرحية ناجحة، وكان أول أدوارها على المسرح عبر مسرحية «8 ستات» للمخرج جلال الشرقاوي، ولعبت بطولة مسرحيات مثل «البرنسيسة»، «الجميلة والوحشين»، مؤكدة أنها تتمنى العودة للمسرح، بعد الطفرة الكبيرة التي يشهدها المسرح حالياً من حيث الديكور والإخراج والأفكار المقدمة، بعد سنوات من عدم التجديد، «لذلك أتمنى أن يكون هناك نص يناسبني ويقدم في إطار جديد وعصري».
وتتفاعل ليلى علوي مع وسائل التواصل الاجتماعي، وشاركت أخيراً برأيها في «قضية التحرش» التي شغلت الرأي العام المصري، وتقول «كوني امرأة وفنانة، هذا يمنحني مسؤولية أن يُسمع صوتي، وخلال الفترة الماضية كانت هناك مناقشات واسعة بشأن هذه الظاهرة، هذا بالإضافة إلى أنني قدمت أكثر من عمل تناول هذه الظاهرة، من أهمها فيلم (المغتصبون)، وبعد عرض الفيلم تم إصدار قانون بإعدام المغتصب، وهذه إحدى وظائف الفن المهمة».
قد يهمك أيضـــاً :
ليلى علوي تؤكّد أنّ "المصير" يُلائم كلّ العصور ويوسف شاهين مدرسة
الاشتباه في إصابة زوج ليلى علوي السابق بفيروس كورونا
أرسل تعليقك