أعلن استشاري الأشعة التداخلية والعلاج بالقسطرة الشريانيية في المملكة المتحدة الدكتور سمير عبد الغفار، عن اكتشافه لعلاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية، مؤكدًا أنَّ يُعتبر أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال.
وأكد عبد الغفار في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "الطب حاليًا يتجه إلى العلاجات والعمليات الأكثر دقة والأقل ضررًا على صحة المريض وأصبحت الأشعة التداخلية أحد أعمدة هذا التقدم الطبي الآن التي تقدم الكثير من هذه العمليات.
وأضاف أنَّ "أحد علاجات الأشعة التداخلية هو الحقن الشرياني لعلاج تضخم البروستاتا، والذي يعتبر نقلة تقنية كبيرة وبديلًا آمنًا وفعالًا من الجراحة بنسبة شفاء مرتفعة للغاية كما أثبتت الدراسات الطبية الحديثة"، موضحًا "البروستاتا هي غدة موجودة أسفل المثانة في حجم ثمرة الليمون الصغيرة ويمر من خلالها مجرى البول (الماسورة)، وتتضخم البروستاتا مع تقدم العمر وهو تضخم حميد مرتبط بالنشاط الهرموني الذكري، وتبدأ الغدة في الضغط على مجرى البول مما يؤدي لحدوث الأعراض المرضية".
وأشار إلى أنَّ "أهم هذه الأعراض هي تكرار التبول عن الحد الطبيعي وبالأخص أثناء الليل، ويمكن أيضًا حدوث صعوبة في التبول أو تقطع في عملية التبول يصل عند إهمال الحالة إلى احتباس في البول يستدعي تركيب قسطرة داخل المثانة، وعلى مدى فترات طويلة كانت هناك جراحة استئصال البروستاتا بالكامل ثم تطورت إلى استئصال جزئي من خلال المنظار وهي العملية الأكثر انتشارًا حاليًا لعلاج هذا التضخم الحميد".
وفسّر عبد الغفار "لكن مشكلة جراحة المناظير والتي تعتمد على الكحت المتكرر لأجزاء البروستاتا المتضخمة حول مجرى البول هي حدوث نزيف دموي بعد الجراحة يصاحبه أيضًا بصورة كبيرة التهابات حادة في المثانة ومجرى البول، وتعتبر العملية غير مناسبة للرجال ممن يود الاحتفاظ بقدرته الإنجابية والتي تتأثر بشده بعد الجراحة بسبب حدوث ارتجاع للسائل المنوي أثناء القذف داخل المثانة عند الجماع".
وأضاف "كما أنَّ المرضى كبار العمر، أثناء تعاطيهم أدوية السيولة يُعد أيضًا عائقًا كبيرًا أمام الجراحة في بعض الأحيان؛ نظرا إلى كل هذه المشاكل والمعيقات اتجهت الجراحة لكي الجزء الداخلي من البروستاتا بالليزر أو الحقن الموضعي وهي طرق جيدة في السيطرة على الأعراض ولكن يعيبها عدم قدرتها على التعامل مع الأحجام الكبيرة للبروستاتا وكثرة رجوع الأعراض بعد العلاج والتي قد تحتاج لتكرار العملية مرات عدة"
واستطرد "منذ أكثر من عشرين عامًا بدأت طرق علاج الأورام وبالأخص في مجال أورام الكبد عن طريق الحقن المباشر بالقسطرة الشريانية وسد الشرايين المغذية للأورام بحبيبات طبية دقيقة، وقد أثبتت هذه الطرق فاعلية ونجاحًا كبيرًا شجَّع على تطبيقها في أورام أخرى في الجسم وبالأخص في علاج الأورام الليفية في الرحم".
وتابع "منذ خمسة أعوام تقريبًا بدأت أيضًا استخدام هذه التقنية الحديثة بنجاح في علاج تضخم غدة البروستاتا، ويعتمد السد الشرياني للأورام على حقن حبيبات طبية دقيقة من خلال قسطرة شريانية مثل قسطرة القلب تصل تحت توجيه الأشعة إلى الشرايين المغذية للجزء المتضخم في غدة البروستاتا وتقوم بسد تدفق الدماء لهذا الجزء مع الحفاظ على الجزء الخارجي والأهم للغدة".
وأكد الدكتور عبد الغفار، أنَّ نسبة نجاح هذه العملية في علاج مشاكل البروستاتا تصل حاليًا إلى ٩٠ ٪ وهي نسبة مرتفعة للغاية ونادرًا ما تحتاج للإعادة مثل بعض التدخلات الجراحية، موضحًا أنَّ هذه التقنية الحديثة تتميّز بالأمان التام وفرص حدوث مضاعفات بسيطة منخفضة للغاية مقارنة بالأساليب الجراحية.
واستأنف "لذلك يمكن أن يخرج المريض في اليوم نفسه من القسطرة ويتوقع أن يشعر بتحسن كبير في الأعراض في غضون أسبوعين وبالذات في حالات الاحتباس الحاد للبول، وفي حالة وجود قسطرة بول بسبب الاحتباس الحاد يمكن عادة التخلص في غضون أسبوعين من عمل القسطرة مما يؤتي بمردود ممتاز على نفسية المريض وبالأخص من كبار السن".
وبيّن الطبيب المتخصص أنَّ "أغلب مرضى تضخم البروستاتا يستطيعون الاستفادة من العلاج عن طريق الحقن بالقسطرة حيث إنها آمنة وتجنب المريض مضاعفات النزيف والالتهابات ويمكن عملها حتى لمرضى القلب دون تعرضه لمخاطر الجراحة العامة أو التخدير الكلي أو آلام ما بعد الجراحة، وأحد أهم مميزات العلاج بالقسطرة، وهي أحد عمليات الأشعة التداخلية، عدم التأثير على القدرة الجنسية أو الانتصاب لدى الرجل وكذلك احتفاظه بقدرته على الإنجاب".
موضحًا "السبب في ذلك يرجع إلى عدم حدوث إصابة مباشرة وعدم حدوث ارتجاع للسائل المنوي كما يحدث مع الجراحة وبعض النتائج الأولية تظهر تحسن بسيط في القدرة الجنسية لدى الرجال، وعلاج تضخم البروستاتا الآن أصبح أسهل وآمن بكثير وبالذات للمرض من ذوي الأعمار الصغيرة نسبيا ويرجع هذا التطور الطبي إلى الأشعة التداخلية واحد عملياتها الدقيقة والآمنة وهي القسطرة الشريانية لعلاج البروستاتا".
أرسل تعليقك