القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت استشاريّ التّغذية الشَّاملة شريفة أبو الفتوح لـ" العرب اليوم" أنّه يمكننا محاربة التَّلوُّث البيئيّ بالتغذية، وأشارت إلى أن الملوِّثات البيئيّة عديدة منها ما يدخل الجسم عن طريق الاستنشاق كالدُّخان الذي يأتينا من عوادم السيارات أو دخان شيّ اللحوم على الفحم أو عن طريق الجلد مثل التعرُّض للمنظفات الصناعيّة في المنازل أو ملامسة المبيدات للجسم وأخيرًا يكون عن طريق الفم كتناول الأطعمة المحمّلة بالمبيدات أو الموادّ المضافة (الحافظة) أو اللحوم التي تتغذى على أعلاف مزوّدة بالهرمونات.
وأكّدت أنّ كل هذه الملوثات تسبب أعراضًا كثيرة، بدءًا من احمرار العين، وحساسية الصدر، وطنين الأذن، والغثيان، والإسهال، وأخيرا أمراض الكلى والكبد والسرطان، وذلك عندما تبدأ هذه الأجسام الغريبة بمهاجمة الجسم يبدأ هنا عمل الجهاز المناعي و يحاول الجسم تخليص نفسه من هذه السموم وذلك عن طريق تكوين أجسام مضادة وأعداد إضافية من كرات الدم البيضاء لمواجهة هذه الأجسام الغريبة وهنا يجب تغذية وتقوية جهاز المناعة وأدواته (كرات الدم البيضاء والأجسام المضادة).
وأشارت إلى أنّ ضرر هذه الموادّ أو السموم يعتمد على مدى الفترة التي تتبقى فيها في الجسم فإذا تم التخلُّص منها سريعًا فلن تؤثر على أجهزة الجسم .
وأوضحت د. شريفة أنه من الممكن الاستفادة من التغذية السليمة في تخليص الجسم من السموم وذلك في التنوع الغذائي أي تناول كمّيات متنوعة جدًّا من الأطعمة وعدم تناول كمّيات كثيرة من القليل من الأطعمة التي يحتمل احتواءها على كميات كبيرة من الملوثات، مع تناول مضادات الأكسدة من مصادرها الطبيعية الغذائية و هي تشمل فيتامين A,D,E,C وذلك يكون عن طريق تناول الأغذية التي تحتوي على هذه الفيتامينات مثل الفواكه والخضروات ذات اللون الأصفر لإمداد الجسم بالبتاكاروينين الذي يحول في الجسم إلى فيتامين A والزيوت الطبيعيّة والحبوب لإمداد الجسم بفيتامين E وأخيرًا تناول الفواكه والتي يشتمل أغلبها على فيتامين D,C، مشيرة إلى أنه لا بدّ أن نضيف إلى غذائنا مصدرًا للألياف مثل نخالة القمح، والرّدّة وكذلك التفاح.
الجدير بالذكر أن الأحماض الأمينية الموجودة في الأسماك تمنع تفاعل الحمض النووي D N A مع المواد المسرطنة الموجودة في المبيدات أو السموم البيئيّة، وأيضًا تناول الكثير من الألياف الموجودة في الفاكهة والخضروات وتناول الحبوب بقشرها تضعف قوة المسرطنات وتساعد على إخراجها من الجهاز الهضميّ بسرعة.
وأكدت أنّ تناول منتجات العائلة الصليبيّة مثل البروكلي، القرنبيط، الكرنب، الفجل، واللفت؛ لأن بها مادة ISOTHIOCYONATE وهذه المادة مضادة للسرطان وكذلك INDOLES موادّ مضادّة للسرطانات، وهناك أيضًا مادة الكلورفيل الموجودة في الخضروات الطازجة فهي مع الألياف قد تمنع مجرى الجهاز الهضميّ الموادّ المسببة للسرطان من الدخول إلى الخلايا.
وأشارت إلى أنه قد وجد أن الكالسيوم يرتبط بالأحماض الدهنية الحرّة المهيجة وأحماض الصفراء لتقليل تكاثر الخلايا في بطانة الأمعاء، وأوضحت أنّ الكالسيوم موجود في منتجات الألبان والخضروات الورقية داكنة الخضرة.
وعن الثوم ذكرت د. شريفة أنه السلاح الخفيّ الذي يقضي على البكتريا الخطيرة، لذلك نصحت عند تناول الطعام في الخارج بتناول فصين من الثوم قبل الأكل بنصف ساعة.
أما بالنسبة للمركبات البيئية الأخرى البعيدة عن الغذاء فقد حذر العلماء من المركبات الكيميائيّة الموجودة في البلاستيك والتي لها تأثير على الإستروجين فوجدوا أنه من الأفضل استخدام البرطمانات الزجاجية الفارغة لتخزين بقايا الطعام خاصة الأطعمة الدسمة مثل اللحوم، والزبد ومنتجات الألبان.
وأشارت د. شريفة إلى أنه من الأفضل التخلص من الأوراق الخارجية للخسّ لأنها قد تحتوي على بقايا مبيدات ومن الممكن فركها وغسلها تحت ماء جارٍ.
كما نصحت باستخدام الألواح الخشبية عند تقطيع الخضروات بدلا من البلاستيكيّة لأنه وجد أن البكتريا الموجوده على الألواح الخشبية تموت خلال 3 دقائق بينما لا يموت أيّ منها إذا وجد على البلاستيك ويفضل غسلها دوريًّا بماء أكسجين.
أرسل تعليقك