القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشفت استشاري التغذيّة الشاملة الدكتورة شريفة أبوالفتوح أنّ أمراض اللّثة لها علاقة وطيدة بالغذاء.
وأوضحت أبوالفتوح، لـالعرب اليوم"، أنّ أمراض اللّثة تعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في الآونة الأخيرة، وتعد من أهم أسباب فقد الأسنان في الأشخاص البالغين، وكلما تقدم العمر كلما ازداد معدل حدوث المرض".
وذكرت أنّ "التهاب اللثة يمثل المرحلة الأولى لمرض ما حول الأسنان، ويحدث نتيجة لظهور قشور رواسب لزجه من البكتريا والمُخاط وفضلات الطعام تلتصق بالأسنان وتتراكم وتسبب التهاب اللثة". واستكملت "ولكن هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى التهاب اللثة، منها التنفس عن طريق الفم، الحشو غير المناسب، التراكيب الصناعية التي قد تسبب تهيج الأنسجة المحيطة باللثة، وأخيرًا الغذاء والذي له علاقة وطيدة بحدوث أمراض اللثة"، فالغذاء المحتوي على أطعمه لينة جدًا تستنفذ مجهودًا كبيرًا من الأسنان واللثة، فتغمر اللثة وتنعم وتنزف بسهولة، وإذا أهملت في علاجها فهي تؤدي إلى تقيح اللثة، ويحدث هذا المرض عادة في حالات التغذية الخاطئة، والاستخدام الخطأ لفرشاة الأسنان، ويرتبط أيضًا بالأمراض المزمنة وأمراض الدم والتدخين والتعاطي المفرط للكحوليات، كما أنه يرتبط أيضًا بنقص فيتامين C أو الفلانونويدات الحيويّة أو الكالسيوم أو الفوليك آسيد أو النياسين".
وأكّدت "أن المشاكل التي تحدث في الفم غالبًا ما تعكس نقصًا أو اضطرابًا ما في الجسم، مثل جفاف الفم وتشققات عند زاويتي الفم نتيجة نقص فيتامين ب 12، ونزيف اللثة يحدث نتيجة نقص فيتامين C، ويشير إحمرار اللسان ونعومته إلى الأنيميا أو نقص الغذاء، كما أنّ التقرحات تحت اللسان قد تكون علامة تحذيريّة مبكرة لسرطان الفم".
أوضحت أنّ "هناك بعض الفيتامينات التي أنصح بها لعلاج مثل هذه الحالات مثل فيتامين C مع بيوفلافونويدات من 2000 إلى 5000 مغم يوميًا، على جرعات مقسمه خلال اليوم ينشطان التئام الأنسجة، وخصوصًا اللثة النازفة والبيوفلافونويدات يعوق تكون البلاك. وفي حالات تقيح اللثة ينصح بتناول مكملات غذائية مثل الكالسيوم 1500 مغم يوميًا، فهو يساعد على منع حدوث تلف العظام حول اللثة والماغنسيوم 750 مغم يوميًا فهو يعمل مع الكالسيوم، و فيتامين أ ضروري لالتئام أنسجه اللثة، ويفضل المستحلب لأنه أكثر أمانًا في الجرعات المرتفعة، وفيتامين د يتم يتناول 400 وحدة يوميًا، وترفع الجرعة تدريجيًا إلى 1000 وحدة، كما أنه من الممكن فتح كبسولة من الفيتامين، وتدلك بها اللثة بالزيت من 2 إلى 3 مرات يوميًا، فهو ضروري لالتئام أنسجة اللثة. أيضا السلينيوم 200 ملغم يوميًا، حيث أنه مضاد قوي للأكسدة، ويعمل مع فيتامين د لمقاومة السرطان، والزنك 50 ملغم يوميًا، حيث أنه ينشط وظائف المناعة، وضروري لمنع حدوث العدوى ولتنشيط الالتئام".
وتشير إلى أنّ "هناك أيضًا الأعشاب فهي علاج قوي لمثل هذه الحالات فمن الممكن دهان اللثة الملتهبة بخل الصبار يخفف من الإحساس بالألم و يلطف الأنسجة، وزيت القرنفل جيد لتخفيف ألم الأسنان مؤقتًا، والايكيناسيا تساعد على مقاومة الالتهاب وتنشيط المناعة. أما عن التغذية المناسبة لمنع حدوث التهابات وأمراض اللثة، فيجب تناول الأغذية المحتوية على الفواكه الطازجة والخضروات ذات الأوراق الخضراء واللحوم والحبوب الكاملة، لإمداد الأسنان واللثة بالفيتامينات اللازمة، ولإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضروريّة لسلامة الأسنان. ويجب تناول فيتامين ج، حيث يمثل أهمية خاصة لمنع حدوث التهاب وتقيح اللثة، كذلك فيتامين أ كما ذكرت سابقًا. مع تناول كميات كبيرة من الأغذية المليئة بالألياف مثل الحبوب الكاملة والبقول والخضروات، مع تجنب السكر والحلويات المتكررة، حيث أنه اثبت أن السكر يكون البلاك، ويهبط قدره كرات الدم البيضاء على مقاومة البكتريا". وتتابع "ويجب تغيير الفرشاة مرة كل شهر، وإذا كان الالتهاب موجودًا، فتغسل الفرشاة قبل الاستخدام، ويمكن قتل الجراثيم عن طريق حفظ الفرشاة في محلول بيركسيد الهيدروجين أو مستخلص بذور الغريب فروت".
و تختتم بأنّ "هناك بعض الحالات يعاني منها المريض من جفاف الفم، وهذا يساعد على تسوس الأسنان، حيث أن اللعاب ضروري لتخليص الفم من البلاك والسكر، وقد يحدث ذلك ارتفاع الضغط والاكتئاب والبرد والحساسية، كما أن مرضى السكر يعانون أيضًا من جفاف الفم وأفضل علاج لجفاف الفم هو ترطيبه بواسطة الغدد اللعابية عن طريق مضغ الجزر أو الكرفس أو اللبان أو قرقشه شرائح الثلج والتنفس من الأنف".
أرسل تعليقك