كشف الدكتور إليان غالب عن أمراض اللثة وكيفية علاجها وأسباب التهابها ، مؤكدًا أن اللثة ليست ملتصقة تمامًا بالسن ، إذ يوجد بينهما فراغ بعمق 3 مم يدعى الميزاب Sulcus ، وهي بهذا أشبه ما تكون بمعصم القميص الذي يغطي اليد من دون التصاق.
وقال في حديث خاص إلى "العرب اليوم" إن عدم العناية بالفم يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام على السن ، فوق اللثة فتستقر الجراثيم على البقايا وتتكاثر وتنشط ليتكون ما يعرف باللويحة الجرثومية أو البلاكPlaque ، من هذه اللويحة ستقوم جيوش الجراثيم الجرارة بغزو اللثة المسكينة وإحداث الالتهاب. وبالطبع تختلف ردة فعل الجسم المناعية من شخص لآخر، فبعض الناس أكثر قابلية ولكن في الحالات كافة المسبب هو البلاك الجرثومي ، ما دامت الجراثيم هي السبب فلِمَ لا يستفيد بعض الناس من المضادات الحيوية . وبتناول المضادات تكون قد قضيت فقط على الجراثيم المتغلغلة في اللثة وأهملت المصدر الرئيسي لها وهو البلاك المتراكم على الأسنان في مأمن، و فور أن تتوقف تعود أفواج أخرى من الجراثيم لتغزو اللثة من جديد.
*لمِا لا تقضي المواد المخصصة لغسيل الفم وتنظيفهم على الجراثيم وتنتهي المشكلة؟
المطهرات Washes Mouth ما هو مصمم لمكافحة التسوس فقط ومنها المطهر للفم، المشكلة في الأخيرة أنها قد لا تستطيع اختراق طبقات اللثة وقتل الجراثيم في عمقها، وكذلك لا تتغلغل في عمق الخلايا اللثوية حيث الجراثيم الأكثر أمراضًا.
أما معجون الأسنان فينطبق عليها الأمر نفسه، علمًا أن اغلبها لا يحوي مواد مطهرة للجراثيم، بل فائدتها الرئيسية هي تسهيل عمل الفرشاة ، واحتواؤها على الفلورايد المكافح للتسوس.
*إذا كانت المضادات والمواد المطهرة عديمة الفائدة هنا، فما هو العلاج؟
-العلاج الوحيد هو تقليص سمك البلاك إلى أقصى حد ممكن، ويكون ذلك عند طبيب الأسنان بإجراء تنظيف "تقليح" اللثة Scaling ومن ثم يجب أن يقوم المريض بالعناية المنزلية بفمه بحيث لا تتراكم الصفيحة إلى الحد الأمراضي.
*كيف تتراكم البلاك رغم المواظبة على تنظيف الأسنان ؟
-إن التراخي في العناية الفمية لعدة أيام فقط يسمح لتراكم سمك كاف من البلاك لإحداث التغيرات المرضية ، لحسن الحظ فإن معاودة العناية هنا كفيلة بإعادة الوضع الصحي، ولكن إذا استمر الإهمال فإن سمك البلاك يزداد ليضم أصنافًا أخطر من الجراثيم.
ومع الوقت فان المعادن في اللعاب سوف تتراكم على البلاك لتنتج طبقة متقسية وملتصقة بالسن ومندسة داخل ميزاب اللثة ، هذه الطبقة تدعى الجير أو الكلس Calculus والفرشاة لا تستطيع إزالتها بل يلزم إجراء تنظيف "تقليح" اللثة من أجل ذلك ، المشكلة أن كثيرًا من الناس لا ينتظمون بالتفريش أو يفرشون بشكل سريع جدًا وغير فعال لمنع تراكم البلاك .
*هل تنظيف اللثة مؤلم وهل يحتاج إلى حقنة تخدير؟
-لا في الغالب، وقلما نخدر المريض إلا إذا أصر هو على ذلك! ولعل تنظيف اللثة أحد أبسط الإجراءات السنية وأكثرها روتينية حيث يجرى خلال جلسة واحدة عادة ولمدة نصف ساعة، و يعود المريض لممارسة نشاطاته فور خروجه ، ويندر أن يحتاج مسكن ألم لاحقًا بل إن المرضى يشعرون بالارتياح بسبب زوال الأصباغ عن الأسنان وتحسن المظهر و التخلص من رائحة الفم الناتجة من التراكمات ، أما التكلفة فليست عالية ويستطيع كل إنسان حريض على صحة أسنانه أن يقوم بهذا الأمر .
*هل يؤدي الإكثار من تنظيف اللثة إلى نزع طبقة المينا من الأسنان؟
-هذا الكلام لا أصل له ، لأن ما يزيله التنظيف هو الجير، ولأنه أصفر اللون يحسبه بعض الناس طبقة من السن ، يضاف إلى ذلك أن التنظيف مفيد في كشف الفراغات والتسوسات المستترة تحت التراكمات فيظن البعض خطأ أن هذه العيوب التي بانت الآن هي صنيعة التنظيف!
*ماذا يحدث إذا لم يعالج التهاب اللثة؟
-للأسف ، ولأنه غير مصحوب بالألم فإن كثيرًا من المرضى يهملون علاجه ، المشكلة في ذلك أن التهاب اللثة قد يمتد إلى الأنسجة الرابطة وعظم الفك ما يؤدي إلى تخلخل الأسنان و من ثم فقدانها واحدًا فالآخر ، كما وتنحسر اللثة عن الأسنان Gingival Recession ما يعني انكشاف جذورها، وبدورها تصبح هذه الجذورعرضة للتسوس وحساسية مؤلمة عند التعرض للماء والهواء ، ناهيك عن المظهر الفمي السيئ والرائحة الكريهةHalitosis .
*هل هناك علاقة بين سوء التغذية والتهاب اللثة؟
-رغم أن النقص الشديد في العناصر الغذائية مثل فيتامين ج Vitamin C يؤدي إلى نزيف اللثة وأعراض جسدية أخرى إلا أن هذا النقص شديد الندرة في وقتنا المعاصر ، لذلك يمكن القول أن سوء التغذية ليس من الأسباب المهمة في التهاب اللثة.
*هل هناك علاقة بين التهاب اللثة وأمراض جسدية أخرى؟
-إن الفم السليم هو جزء من الجسد السليم، ومن غير الصحي وجود التهابات جرثومية مزمنة في الفم ، هنالك بعض الأبحاث تشير إلى دور ما لالتهابات اللثة المتقدمة في إحداث تصلب الشرايين Atherosclerosis وأمراض القلب التاجية Coronary Cardiac Diseases مثل الذبحة الصدرية Angina Pectoris أو الجلطة القلبية Myocardial Infarction إلا أن مزيدًا من البحث يلزم لتأكيد هذا أو نفيه ، ولكن من الثابت علميًا أن نزيف اللثة لدى المرضى ذوي صمامات القلب المعطوبة أو الصناعية قد يؤدي إلى التهاب هذه الصمامات الخطير Subacute Infective Endocarditis .
من جهة أخرى فإن مرضى السكري أكثر عرضة لالتهابات اللثة ومضاعفاتها، لذلك يجب عليهم مضاعفة العناية الفمية ، كما أن سرطان الدم الحاد "اللوكيميا"Acute Leukemia عادة ما يصحبه نزف شديد وتضخم في اللثة بل وقد يكون هذان بداية الأعراض.
نعاني في بعض الأحيان من ألام شديدة عندما نقوم بعملية فرش الاسنان فما هو السبب ؟
مع تدهور حالة اللثة الصحية بسبب الإهمال أو تقدم العمر تنحسر اللثة وتنكشف بذلك جذور الأسنان الحساسة ، ملامسة فرشة الأسنان لهذه الجذور أو ملامسة الفرشاة للثة الملتهبة يسبب هذا الألم.
إذا كان الألم نتيجة أمراض اللثة فالعلاج يبدأ بتنظيفها عند طبيب الأسنان واتباع تعليماته ، أما إذا كان الألم نتيجة ملامسة الفرشاة لجذور السن الحساسة فإن استخدام معجون أسنان خاص بالأسنان الحساسة لمدة أسبوع على الأقل كفيل بحل المشكلة.
ما هو الفرق بين أمراض اللثة والتهابات اللثة؟
التهابات اللثة تبدأ بعد 10-20 يومًا من عدم تفريش الأسنان ويصيب اللثة ويجعلها أكثر إحمرارًا و أكثر عرضة للنزيف عند تفريشها أو حتى عند لمسها ، في المراحل الأولى من الإصابة بالتهابات اللثة، تتراكم البكتيريا الموجودة في طبقة البلاك على الأسنان ، وتصيب الغطاء اللحمي و لا تصيب العظم المحيط بالأسنان ، ولهذا السبب تعد التهابات اللثة حالة يمكن علاجها بالكامل ويمكن إرجاع اللثة على ما كانت عليه قبل الالتهاب ، باتباع إرشادات نظافة الفم والأسنان ومراجعة طبيب الأسنان لإزالة البلاك ، في حالة إهمال معالجة التهابات اللثة في مراحلها الأولية ، فإن المشكلة ستتفاقم إلى الأسوأ مدمرة العظم المحيط بالأسنان ومسببة ما يدعى بأمراض اللثة.
وستلاحظ عند الإصابة أن اللثة قد ابتعدت عن الأسنان مكونة جيوبًا أو فراغات بين اللثة والأسنان، مسببة أسنانًا طويلة ، وتتراكم بقايا الأطعمة في هذه الفراغات الصغيرة بين الأسنان واللثة مما يؤدي إلى التهابها ، يقوم جهاز المناعة في جسمك بمكافحة البكتيريا المسببة لالتهابات اللثة ، ولكن سرعان ما يزداد عمق الجيوب التي يتم إهمال تنظيفها ، وتدريجيًا سيعجز جهاز المناعة عن السيطرة على الجيوب العميقة وبالتالي يزداد عمقها إلى أن يصل إلى أسفل جذور الأسنان مما يؤدي إلى حركتها ومن ثم إلى الحاجة إلى خلعها.
كيف يمكن تجنب الإصابة بالتهابات اللثة؟
وتتم معالجة التهابات اللثة عندما تتم السيطرة على تراكم البلاك بالطريقة المناسبة ، يتطلب هذا النوع من العلاج زيارة طبيب الأسنان مرتين على الأقل في العام لينظف أسنانك من البلاك والجير بالإضافة إلى ضرورة عنايتك بأسنانك باستخدام الفرشاة والخيط يوميًا ، وكما تعلم فإن تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون المناسبين يساعدك على التخلص من طبقة البلاك على أسطح الأسنان الخارجية و التي يمكن الوصول لها بالفرشاة العادية ، أما بالنسبة للأماكن التي تعجز فرشة الأسنان عن الوصول لها فعليك تنظيفها بالخيط للتخلص من جزيئات الطعام الدقيقة وطبقة البلاك العالقة بين الأسنان وعلى حدود اللثة.
أرسل تعليقك