كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران، عن كيفية التصدي لرطوبة وارتفاع درجة الحرارة في رمضان، قائلًا "موجة حارة منذ بداية رمضان وارتفاع نسبة الرطوبة لـ90%، وتسبب الرطوبة زيادة في الملوثات البيولوجية مثل حشرة الفراش والبكتيريا و الفيروسات و الفطريات و العفونات الجوية و الغبار مما يضر الجسم خاصة الجهاز التنفسي، و معاناة مرضى حساسية الأنف و حساسية الصدر و حساسية الجلد، وعالميا المناطق ذات الرطوبة النسبية أقل من 50 % أقل في معدلات الربو، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن كل زيادة بنسبة 10% في الرطوبة النسبية داخل المنازل ترتبط بزيادة قدرها 2.7% في انتشار الربو.
وأضاف بدران في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، استنشاق مرضى الربو هواءً حارًا عالي الرطوبة يسبب زيادة فوريه مؤقته في مقاومة المجاري الهوائية لسريان الهواء,و ضيق الشعب الهوائية و الكحة و زياده في إفراز المخاط . وتنعش الرطوبة حشرة الفراش المسبب الأول للحساسية داخل البيوت , و لذلك تزداد أعداد حشرة الفراش بزيادة الرطوبة, لتصل لأعلى معدلاتها عند وصول الرطوبة النسبية إلى 80 % , و تقل أعدادها عند انخفاض الرطوبة النسبية للنصف,تزيد مستويات الرطوبة العالية من نسب الفطريات التي تزيد من الربو أيضا, عندما تكون الرطوبة أكبر من 50 % تزداد كمية حشرة الفراش في الهواء, و عند انخفاض شدة الرطوبة لأقل من 50% تموت حشرة الفراش, ونادرا ما تتواجد حشرة الفراش في المناطق الجافة.
وتابع "لا داعى لرش المياه أمام المباني و المحلات في الشوارع، حتى لا تزداد نسبة الرطوبة في الغلاف الجوي, ويجب تهوية المنازل خاصة المطابخ والحمامات و أماكن العمل و الأماكن المغلقه يوميا. لتهويه تفيد في تجديد الهواء و خفض الرطوبة و درجة الحرارة الداخلية للمبنى و الإقلال من الملوثات خاصة ملوثات هواء المنازل و أماكن العمل . فتح النوافذ الأكثر فعالية لإزالة الرطوبة الداخلية ببساطة هو أرخص طرق التهوية . يفضل استخدام شفاطات الهواء في المطابخ والحمامات والمخازن, و استخدام المرواح , و يراعي تصميم فتحات للتهوية عند تعذر وجود شبابيك, مع تنظيف الجدران وطلائها بشكل دوري حتى لا تتجمع عليها الفطريات و العفونات، و صيانة مواسير مياه الشرب والمجاري وإصلاح شقوق المباني بشكل عام لمنع تسرب المياه للجدران و الأرضيات والأسقف , و تجفيف أرضية المطابخ و الحمامات دوما . ويراعى تهويه الحمامات، عدم ترك الملابس فيها , و عدم تجفيف الملابس في داخل المنزل.
وواصل "مع الجو الحار في رمضان يعانى أغلب الصائمين من العطش ، والماء هو المكون الرئيسي للخلايا و الأنسجة و الأعضاء , و الجسم لا يمكن أن ينتج ما يكفي من المياه , أو الحصول على ما يكفي من المياه عن طريق الغذاء فقط . الماء هام للمناعة , و للتخلص من البلغم و الإفرازات المخاطية , و للهضم و امتصاص الطعام , و لإخراج السموم من الجسم , و لتنظيم درجة حرارة الجسم , و لقيام الدم بوظائفه , و لامتصاص الصدمات خلال المجهود , ولكفاءة الأجهزة التناسلية . ومن الأسباب المهمة للعطش في رمضان : مرض السكر النوع الأول , و الجفاف , و العرق الشديد , و فقدان السوائل مع التوتر أو المجهود , و تناول الوجبات الدسمة , و زيادة تناول البهارات , و تناول الطرشي والمخلل , و التدخين. ويعاني مرضى السكر النوع الأول من ارتفاع السكر الذي يسبب حملا زائدا على الكلى، وبالتالي يظهر السكر بكميات كبيرة في البول، ويسحب معه كميات كبيرة من الماء، فيسبب العطش الزائد المصاحب للتبول المتكرر . ومع ارتفاع درجة الحرارة والتعرق في صيف رمضان ربما تزداد حالات الجفاف . المعدل اليومي للعرق هو 10 مليليتر لكل كغم من وزن الجسم ولكن مع الحر الشديد ربما يصل هذا الى 2.5 لتر في ساعه واحده ! فقدان الماء من الجسم وعدم تعويضه يسبب الجفاف في الصيف، خاصة أن الماء المفقود يصاحبه فقدان الأملاح المعدنية الهامة مثل البوتاسيوم و الصوديوم مما يؤثر بالسلب على وظائف الجسم خاصة الكليتين و الدماغ و القلب
ويعتبر الجفاف من أكثر المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفرد خلال موجة حر شديدة، إذ يسبب الصداع والتشوش والكسل والخمول و النعاس ومشاكل في التنفس واضطراب في معدل دقات القلب. تعكر قلة الماء المزاج وتسبب الاكتئاب، فالمخ يحتاج الماء دوماً و تحتوي خلايا المخ 85 % ماء , و قلة السوائل تسبب قلة جريان الدم في المخ، وبالتالي أكسجين أقل و طاقة أقل , مما يفسر التعب والإعياء و الشعور بالاكتئاب و العصبية و ضيق الأفق . و لهذا قلة السوائل تجعلنا أكثر عرضة للغضب. فقدان السوائل سبب شائع للشعور بالتعب نتيجة بطء الدورة الدموية، خاصة في المخ وبالتالي أكسيجين أقل مع تراكم أحماض تسبب الشعور بالتعب .
ويشيع الإمساك مع قلة الماء، حيث يزيد من امتصاص خلايا الأمعاء الماء من الطعام و بالتالي تصبح فضلات الطعام في الأمعاء أكثر صلابة فيصعب تحركها أو خروجها . الجفاف يسبب ارتفاع ضغط الدم و حصوات الكلى و حصوات المرارة . وللوقاية من العطش و الجفاف في رمضان يجب ممارسة النشاط البدني باعتدال و بالتدريج، والحفاظ على برودة الجسم، والتهوية الجيدة . ودرجة حرارة التكييف المثلى 23,5 إلى 24,5 درجة مئوية , متوسط درجة الحرارة 24 درجة مئوية . والشرب كل ربع ساعة في ليل رمضان، و لتشرب خلال مشاهدتك التليفزيون أو استخدامك للكومبيوتر أو القراءة . عند الضيق والتوتر أسرع بشرب الماء , و لا تدع الماء يغيب عن عينيك حتى لا تنساه , ضع الماء بجوارك في مكان العمل , وخلال العمل و بعد المجهود، وفي السيارة . الماء أفضل السوائل في رمضان لإرواء الجسم و الحفاظ على حيوية الأنسجة و كفاءة الجهاز الدوري والجهاز العصبي و المناعة .
وأوضح بدران قائلًا "الماء المثلج خطر إذ يقلل المناعة، و يبرد الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي والأنف، و يعسر الهضم، ويعطل إفراز العصارات الهاضمة، و يسبب الغازات وتقلص المعدة و الأمعاء . يجب تناول السوائل بوفره ( الحد الأدنى للبالغين 8 أكواب ماء)، يفيد أيضا شرب الألبان والعصائر الطبيعية , و المشروبات الحارة حيث تنشط التعرق وتروي العطش و تخلصك من السموم عن طريق العرق، مثل شاي النعناع و شاي الزنجبيل و الشاي الأخضر و شاي القرفة و شاي الخروب و مشروب التمر هندي . شوربةً الخضار مثالية في رمضان للتنشيط المتدرج للمعدة الخاملة بعد الصيام و زيادة تدفق الدم في العشاء المخاطي للمعدة و رفع مناعتها . تناول السلاطة الطازجة، و تجنب الأغذية الدسمة والملح الزائد ، والاستحمام المتكرر باستعمال صابون طبي، وتنظيف ثنايا الجلد خاصة مع زيادة الوزن وتغيير الملابس الداخلية والجوارب يومياً مرة واحدة على الأقل، واستبدال الملابس المبللة بالعرق بأخرى جافة . لبس ملابس بيضاء أو فاتحة اللون قطنية خفيفة واسعة ومتسعة المسام التي تساعد على تبخر العرق، والبعد عن التعرض مباشرة لأشعة الشمس.
واختتم حديثه قائلًا "تجنب البودرة والكريمات بكثرة حتى لا تسد مسام البشرة وتغلق فتحات الغدد العرقية ، مما يمنع خروج العرق فيحتبس داخل الجلد مسبباً حمو النيل وهو طفح أحمر مصحوب بحبيبات وحويصلات مع حكة جلدية خاصة مع الألياف الصناعية ، ويفضل عدم وضع سجاجيد لأنها : تختزن الأتربة، و تعتبر مرتع خصب لحشرة الفراش السبب الأول للحساسية، وينبغي تأخير السحور لتجنب الجوع و العطش الشديد، وتناول الفواكه الطازجة و الخضر الطازجة خاصة الخس والخيار و البطيخ، والزبادي والفول المدمس . يراعى ألا يحتوى السحور على المقليات، أو المخللات أو البسطرمة أو التونة لاحتوائها على نسبة عالية من الملح، أو التوابل أو الوجبات السريعات الغربية أو الشاورما لأنها غنية بالدهون والملح مما يزيد من الإحساس بالعطش.
أرسل تعليقك