عمان ـ ايمان يوسف
اعتبر الدكتور خليل السالم استاذ واستشاري أول في طب و جراحة العين والمتخصص بجراحات العين التجميلية أن اعتلال الشبكي السكري من الأمراض الشائعة في الأردن ، مشيرًا إلى أن الدراسات المحلية تقدر نسبة انتشار مرض السكري في الأردن تبلغ 25%.
وأشار السالم إلى ان انتشاره تعود نسبة بسبب طبيعة الطعام ، الضغط النفسي، قلة ممارسة الرياضة وارتقاع نسبة التدخين ، و قد يكون نقص المعرفة من أهم المسببات لأنتشار هذا المرض ، مؤكدًا عدم وجود أعراض للاعتلال الشبكي لمرض السكري ، لافتًا إلى أن مرض السكري لا يؤثر على الشبكية بشكل ملحوظ خلال الأعوام العشرة الأولى ولكن يمكن أن يكون التأثير على الشبكية بشكل أسرع في حال سوء تنظيم السكري ، فسكر الدم دائم الارتفاع يعمل علي تخريب أجزاء العين كالعدسة و شبكية العين وكلما زادت الفترة الزمنية للإصابة بالسكري ، كانت احتمالية تأثير المرض أعلى.
وأشار السالم إلى أن المريض في المرحلة الأولى أو ما تسمى "المرحلة اللاتكاثرية " برؤية بقع سوداء وغبش وهذا ناتج عن انتفاخ مركز الأبصار أو ما يعرف باللطخة الصفراء أما المرحلة المتقدمة أو ما يسمى المرحلة التكاثرية فتبدأ أوعية دموية جديدة بالظهور، كمحاولة ميؤوس منها لعلاج نقص التروية المتزايد في الشبكة ، الأمر الذي يؤدي الي نزف الاوعية الدموية قيظهر بعد ذلك ما يسمى بالذبابة الطائرة او النقاط الطافية في مجال النظر ، في الغالب ما يزول الدم من تلقاء نفسه ، و لكن تكرار النزيف يسبب بحدوث تليفات علي الشبكة تؤدي في نهاية المطاف الي أنفصال الشبكة و فقدان البصر بالكامل .
وشدد السالم على ضرورة زيارة الطبيب بشكل دوري لتفادي مشاكل الشبكية لإجراء الفحوصات التي يراها الطبيب مناسبة للمريض تفاديًا لحدوث مضاعفات .
وعن طرق العلاج والوقاية من مرض اعتلال الشبكي السكري تبدأ من تنظيم السكر في الدم وهو من أهم العوامل لحماية الشبكية ،فمن المهم إبقاء السكر في الدم بمعدلات بين 100-140 ملغم ، و أن لايزيد السكر التراكمي "فحص طويل الأمد عن 7 إضافة إلى اتباع حمية غذائية لتخفيض الوزن وحساب كمية الغذاء المناسب للحفاظ علي تنظيم السكر في الدم ومراجعة طبيب العيون بشكل دوري .
وأشار السالم إلى أنه على مدى عقود من الزمن ، تم علاج اعتلال الشبكية السكري التكاثري باستخدام الليزر المبعثر أو المشتت ، والذي يسمى أيضًا الليزر الجراحي لكامل الشبكية أو التخثر الضوئي بالليزر ، ومبدأ عملة هو أحداث ألف الى ألفين حرق ليزري في مناطق الشبكية الطرفية ، بعيدًا عن اللطخة الصفراء "مركز البصر".
في الماضي كان يظن أن طريقة عملها هو حرق الأوعية الدموية غير الطبيعية المسببه للنزيف والتخلص من الجزي الذي به نقص تروية ، وألا أن الدراسات بينت أن الليزر يعمل علي تقليل عملية الأيض بحرق عدد كبير من المستقبلات الضوئية مما يودي إلى نقص المادة المحفزة لظهور الأوعية الدموية الجديدة.
وعادة ما يتم العلاج بالليزر في جلسة واحدة ، ولكن في بعض الأحيان يتطلّب الأمر الى جلستين أو أكثر ، وعلى الرغم من أن هذه الحروق الليزرية تحافظ على سلامة الرؤية المركزيه للعين ، فمن الممكن أن تتسبب بفقدان الرؤية الطرفيه والرؤية الليلية ، لهذا السبب بدأ العمل الجدي باستخدام حُقَن العين الشهرية بمادة الأجسام المضادة للمادة المحفزة للأوعية الدموية ، الذي يستعمل لعلاج وذمه البقعه الصفراء السكرية. فتبين أنها ذو فعالية كبيرة ، إذا تم أستخدامها بالشكل الصحيح ، هناك أنواع عدة منها .LucentisوEylea
وفي حالات متقدمة لابد من الحلول الجراحية وهي اخر الخيارات ففي حالات النزيف الشبكي الحاد وانفصال الشبكية ، تتم العملية تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام ، كما يتم وضع فتحات مياه مؤقته وضيقه في العين يطلق عليها إسم "موانئ" ، ومن ثم يتم إزالة السائل الزجاجي والالتصاقات باستخدام أدوات دقيقة ، ولا تتطلب العملية إقامة في المستشفى ، بل يغادر المريض في نفس اليوم.
أرسل تعليقك