القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت استشاري التغذية الشاملة الدكتورة شريفة أبوالفتوح أن "الأوميغا 7" له أهمية كبيرة للغاية، وقالت: "اكتشف العلماء مؤخرًا أحد أعضاء "الأوميغا 7" يسمى بحمض البالميتولييك الذي يمكنه التصدي بقوة للعوامل المشاركة لمتلازمة التمثيل الغذائي (الحرق)".
وأضافت الدكتورة شريفة أبوالفتوح، خلال تصريح خاص لها إلى "العرب اليوم": "أوميغا 7 هو حمض دهني أحادي اللا إشباع يقلل من خطر الإصابة بمرض سكر النوع الثاني (السكر الوراثي)، ويمنع تكون تصلبات الشرايين، ويزيد من البروتين الدهني مرتفع الكثافة المفيد HDL وخفض دلائل التهاب يسمى بالبروتين المتفاعل C المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية، ولذلك هذا الحمض الدهني قادر بقوة على خفض خطر الآثار السلبية لمتلازمة التمثيل الغذائي بما في ذلك أمراض القلب والسكر والسرطان، وغيرها من الأمراض التي تهدد الحياة".
وأكدت استشاري التغذية الشاملة أن "أوميغا 7" يختلف عن "أوميغا 3" في طريقة عمله، لأنه يسهل التواصل بين الدهون والأنسجة العضلية في الجسم عن طريق التأشير بين الجزيئات مما يجعله نوعا فريدا من الليبوكين، وهو جزيء على شكل هرمون يربط بين أنسجة الجسم المتباعدة لضمان الاستفادة الأمثل من الطاقة والمخزون، فاستهلاك كمية صغيرة من "أوميغا 7" له تأثير قوي على استجابة الجسم لاستهلاك الطاقة وتخزين الدهون والاستفادة منها، حيث تكون غير متوازنة في متلازمة التمثيل الغذائي، وهو يشبه العديد من الأدوية المستخدمة من قبل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وأعراض متلازمة التمثيل الغذائي التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، فإذا كنتِ تعانين من متلازمة التمثيل الغذائي قد يؤدي بك الحال إلى الإصابة بأمراض القلب والسكر والسرطان، وغيرها من الأمراض التي تهدد الحياة، لكن "أوميغا 7" يعمل على 5 طرق للحد من الآثار الضارة لمتلازمة التمثيل الغذائي:
1- يقلل من مقاومة الأنسولين ويقلل من نسبة السكر في الدم.
2- يمنع إنتاج الدهون وتراكمها.
3- يجعل المادة الدهنية طبيعية (بما في ذلك ارتفاع الكوليسترول الجيد HDL).
4- يحارب السمنة.
5- يمنع الالتهاب الذي يحفز متلازمة التمثيل الغذائي.
وأوضحت شريفة أبوالفتوح أن الدراسات على الحيوانات أظهرت انخفاضًا في مستويات السيتوكين الالتهابي المرتبط بالدهون (تأشير الجزيئات) بفعل "أوميغا 7"، وظهر على كبد الحيوانات التي تناولت المكمل انخفاض في عدد الخلايا الالتهابية النشطة، مما قد يمنع مرض الكبد الدهني، فالعديد من تلك الآثار المضادة للالتهابات تأتي من خلال قدرة "أوميغا 7" على تنشيط مركب تنظيم الالتهاب المسمى بـNF-kappaB (العامل النووي المعزز لسلسلة ضوء كابا في الخلايا البائية النشطة)، وهناك معلومات مؤثرة عن قدرة "أوميغا 7" على تقليل الالتهاب والحد من المخاطر الناجمة عن أمراض القلب الوعائية، فأوضحت تجربة على عدد من البالغين الذين يعانون من مستويات عالية من البروتين المتفاعل C (دلائل وجود التهاب من الدم) أن تناول 210 مليغرام يوميا من مكمل "أوميغا 7" أدى إلى انخفاض ملحوظ بـ73% من البروتين المتفاعل C، كما أن آثاره مفيدة على نسبة الأنسولين والسكر في الدم، إذ اكتشف الباحثون في تجاربهم على الفئران المصابة بمرض سكر النوع الثاني أن استهلاكهم لـ"أوميغا 7" تسبب في انخفاض للسكر في الدم ومستويات ثلاثي الجليسريد (الدهون الثلاثية) بجانب الانخفاض الملحوظ في مقاومة الأنسولين ودهون الكبد التي تعدّ عاملا أساسيا في متلازمة التمثيل الغذائي ومرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وبيّنت أنّ الارتفاع الشديد في مستويات السكر والأنسولين له تأثير سام، ولذلك يعمل "أوميغا 7" على مضاعفة امتصاص الجلوكوز من خلال خلايا العضلات، الأمر الذي يزيد القدرة على حرق السكر للحصول على الطاقة وتخزين الجلايكوجين غير السام، وهو يحمي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس من الجلوكوز السام، فهو يعزّز انتشار خلايا بيتا في البنكرياس مما يساعد الجسم في السيطرة على سكر الدم بفعل الأنسولين الطبيعي الموجود.
وأخيرًا، يجب الانتباه إلى مصادر "أوميغا 7" التي تتناولها، فالأطعمة التي تحتوي على حمض البالميتولييك أوميغا 7 كالمكاداميا ونبق البحر تحتوي أيضا على مستويات عالية جدا من زيت النخيل السميك الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ومشاكل القلب الوعائية من تصلب الشرايين وتلازم (أو تكتل) صفائح الدم ورفع مستويات الكوليسترول السيئ، وتلك الأطعمة تحتوي على نحو 11-27% "أوميغا 7" في مقابل نحو 9 إلى 40% زيت النخيل، الأمر الذي يلغي فوائد "أوميغا 7"، ولذلك يجب استخدام منتج تمّت تنقيته للحد من تركيز زيت النخيل إلى أقل من 1% ورفع محتوى "أوميغا 7" ليقترب من 50%.
أرسل تعليقك