العنف الجنسي في الأردن يتطلب جهودًا وطنية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الدكتور هاني جهشان لـ"العرب اليوم":

العنف الجنسي في الأردن يتطلب جهودًا وطنية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - العنف الجنسي في الأردن يتطلب جهودًا وطنية

عمان ـ إيمان ابو قاعود

قال مستشار الطب الشرعي والخبير الإقليمي لدى الأمم المتحدة في مواجهة العنف، الدكتور هاني جهشان , إن الوقاية من حدوث العنف الجنسي في الأردن تتطلب جهودًا وطنية متعددة لقطاعات تعمل بروح الفريق الواحد وباستراتيجية قائمة على برامج تستهدف التوعية لعامة الناس وللأطفال والمهنيين في القطاعات الصحية والاجتماعية والقانونية، وهذه للأسف غير متوفرة حالياً في الأردن. وأضاف جهشان في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم" أن علاج  حالات العنف الجنسي عقب حدوثه جيدة نسبيا في الأردن ,مشددًا على دور الأهل فيما يتعلق بقضايا العنف الجنسي ضد الأطفال قائم على الوقاية وحماية الأطفال قبل حصول العنف، أما بعد حصوله فدورهم قائم على دعم الطفل وتوفير العلاج الطبي والنفسي له. وتعتبر دانا أصغر ضحية اغتصاب في الأردن , أصيبت بنزف دموي حاد وتهتك في غشاء البكارة  عندما  استدرجها حدث عمره 16عامًا  واعتدى عليها جنسيًّا، مشيرًا إلى أن دانا، اسم مستعار، خضعت لعملية جراحية واحتاجت إلى أربع وحدات دم حتى تمكن الأطباء من إنقاذ حياتها بحسب صحيفة الغد اليومية الصادرة اليوم الاثنين . ونوه جهشان إلى أن هناك علاجًا متخصصًا لجميع ضحايا العنف الجنسي بما فيهم الأطفال في عمر الطفولة المبكرة، لكن للأسف المهنيين في مجال العلاج النفسي السريري هم ندرة، وقليل منهم متخصص في العلاج النفسي الاجتماعي لضحايا العنف الجنسي من الأطفال. وأكد جهشان أن العنف الجنسي ضد الطفل يشكل  صدمة كبيرة وجرح عميق ينتج عنه عواقب وأثار تعتمد أشكالها على نوع العنف، وشدته، ومداه الزمني وتكراره، وعلى علاقة المعتدي بالضحية، وتعتمد أيضا على مرحلة نمو الطفل، وآليات تطور الحماية الذاتية لديه، وتوفر البيئة الداعمة للطفل، وعلى الأحداث الإيجابية أو السلبية التي قد يتعرض لها أثناء تقديم الرعاية المهنية له بما فيها الكشف الطبي وأيضا على مهنية وكفاءة تلقييه العلاج المناسب في الوقت المناسب،  هذه العوامل تؤثر في شدة وأشكال العواقب بغض النظر إن كان الطفل الضحية ذكر أم أنثى، إلا أن كون الضحية طفلة يفاقم هذه العواقب بسبب الثقافة السائدة والوصمة من فقدان الطفلة لعذريتها أو حصول حمل إذا كانت الطفلة في عمر البلوغ. واعتبر جهشان أن الطفلة التي  تعرضت للعنف الجنسي تعاني  من ضعف الإقبال على الأنشطة المعتادة واللعب، و تردي عادات  النظافة، وركود في النمو اللغوي، والشعور بالبعد والغرابة عن المحيط، وتدهور مشاعر الحب والتعلق، ومن بروز نظرة خوف وتشاؤم وشعور بالفشل وفقدان الثقة بالذات، وتولد صورة سلبية للجسد، والشعور بالذنب والخجل والخزي. وأوضح أنه في المجال الاجتماعي قد تعاني الطفلة من الانطوائية والعزلة، ومن الخجل الاجتماعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين، وقد يتولد لديها العدوانية والاندفاع الشديد، أو الرهاب لاجتماعي، موضحًا أنه في المجال المعرفي قد تعاني الطفلة من تأخر في تطور اللغة، أو اضطرابات النطق، تشتت الانتباه وصعوبة التركيز، والشرود الذهني، والفشل في التحصيل والإنجاز المعرفي، وأيضا من اضطراب في الذاكرة على صعيد التخزين والاسترجاع،وبالتالي صعوبات بالتعليم والفشل الدراسي. وأكد جهشان أن التأثير على  أسرة الطفلة التي تعرضت للعنف الجنسي له أهمية موازية للعواقب التي تعرضت لها الطفلة، فأعضاء الأسرة يعانون أيضا من اضطرابات ما بعد الصدمة، وهو ما يصيب القدرة الجماعية للأسرة على التفكير، مما يضع الجميع في حالة من المعاناة تضاهي الكارثة، وكل أسرة تتصرف بقدرتها الخاصة على التصرف حيال الصدمة تبعا لماضي الأسرة، فهناك من يستطيع التجاوز، ولكن من لم يستطيع فهو محتاج بالتأكيد للعلاج.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف الجنسي في الأردن يتطلب جهودًا وطنية العنف الجنسي في الأردن يتطلب جهودًا وطنية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab