هنية يتبرأ من الإخوان المسلمين ويكشف حقيقة منحة قطر
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

هنية يتبرأ من "الإخوان المسلمين" ويكشف حقيقة "منحة قطر"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - هنية يتبرأ من "الإخوان المسلمين" ويكشف حقيقة "منحة قطر"

إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة "حماس"
القاهرة - العرب اليوم

أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة "حماس"، أن كافة اللقاءات التى تتم مع الجانب المصرى، ليست بهدف إزالة الغموض الذى يحوم حول علاقة "حماس" بمصر، بل كشف جسور الثقة التى تم بناؤها على مدار عقود مضت، وتم إحياؤها خلال الفترة الماضية، كما أن الحركة تمكنت من استعادة الكثير من حيوية العلاقة المتبادلة مع مصر.

وأوضح هنية ضمن ندوة حوارية أقيمت بالقاهرة، أن زيارته لمصر جاءت بناء على دعوة من السلطات المصرية، استمرارا للقاءات التى جرت فى الفترة الماضية، وللتأكيد على محورية الدور المصرى فى القضية الفلسطينية عامة، وقطاع غزة بشكل خاص، مؤكدًا أن الاجتماعات التي جرت مع السلطات المصرية ركزت على 5 ملفات.

وأشار إلى أن الملف الأول يتناول العلاقات الثنائية بين الفلسطينيين ومصر، وقال: "أكدنا تقدير الشعب الفلسطينى عامة للدور التاريخى لمصر التى خاضت حربا من أجلها، فضلا عن الدبلوماسية النشطة من أجل تقديم الدعم للفلسطينيين"، مؤكدًا أن الملف الثانى الذى تم التركيز عليه فى اللقاءات، يتعلق بالتطورات السياسية التى تحيط بالقضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام.

ولفت إلى أن الملف الثالث يتمثل فى "المصالحة"، حيث شدد الجانب المصرى على ضرورة إجراء تحقيق الوحدة والمصالحة الفلسطينية لتعزيز الصمود والقدرة على مواجهة التحديات، وقال إن "حماس" أكدت أنها ترغب فى تحقيقها وإنهاء الانقسام والعمل على إتمام الوحدة من خلال وضع "خارطة طريق"، "فنحن منذ 12 عاما، نسير فى إطار المفاوضات والاتفاقيات المتعلقة بالمصالحة، لكننى أستطيع القول بأن سبب تعطيلها متعلق بالتدخلات الغربية الأمريكية، للضغط على السلطة لإبقائها بعيدة عن عقد الوحدة مع حماس، بجانب أمور تتعلق بالأخوة فى السلطة الفلسطينية، فما زال موضوع الشراكة لم ينضج بالدرجة الكافية التى تؤمن كيانا سياسيا موحدا ووحدة فلسطينية حقيقية، لذلك أكدنا ضرورة أن تنجح مصر فى تحقيق هذه التطلعات".

وأضاف رئيس المكتب السياسى لـ"حماس" أن الملف الرابع الذى تم تداوله هو "الأوضاع الإنسانية والحصار فى قطاع غزة"، فغزة تعرضت لمعركة ثلاثية الأبعاد، منها ما هو متعلق بالحصار السياسى من قبل الاحتلال وعدم اعترافه بانتخابات عام 2006، والبعد العسكرى أيضا من خلال 3 حروب آخرها فى عام 2014، وتسببت جميعها فى سقوط آلاف الشهداء والمصابين، وتدمير آلاف المنازل.

ونوه إلى أن الملف الخامس هو "الأمن القومى المصرى"، وأكدت الحركة فى كافة اللقاءات أنه لا مساس بالأمن القومى المصرى، وغير مسموح بالاجتهاد فى هذا الملف على الإطلاق، كما كشفنا واستعرضنا الجهود التى تبذلها الأجهزة الأمنية فى غزة من خلال السيطرة على الأنفاق، وملاحقة أصحاب الفكر المنحرف، فغزة لن تكون مصدر تهديد، بل كانت وستظل مصدر تأمين، ومن هنا أود أن أوجه رسالة للشعب المصرى من "المصرى اليوم" أننا لن نتهاون فى أى شيء يتعلق بأمن مصر.

وقال هنية إن هناك تحديات غير مسبوقة فى القضية الفلسطينية بصفة خاصة والمنطقة بشكل عام، وأن من ضمن التحديات أيضا، الانقسام الفلسطينى الذى يشكل تحديا كبيرا يلقى بظلاله على الحالة الفلسطينية، فضلا عن حالة المنطقة التى تشهد توترا بسبب الصراعات المذهبية والحدودية وإعادة تشكيلها بسبب سقوط دول أو أنظمة.

وأوضح أن حركة "حماس" وطيفا واسعا من الفلسطينيين يرون أن هناك خارطة طريق "للخروج من الأوضاع ومواجهة التحديات وترتكز على 4 عناصر، أولها حماية القضية الفلسطينية وعدم التفريط فى الحقوق الثابتة للشعب الفلسطينى، ولن تكون هناك قوة سواء أمريكا أو إسرائيل تستطيع فرض شىء لا يقبله الشارع الفلسطينى، ومصر تؤيد الحق الثابت فى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على كامل الأراضى المحتلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، فضلا عن موقف اللاجئين، والتمسك بالقدس وحق العودة ورفض التعاطى مع الصفقات المشبوهة، وإحياء المقاومة بمعناها الشامل السلمى والعسكرى، والعمل على ضرورة استعادة وحدة الصف الفلسطينى، فلا تستطيع "حماس" أو "فتح" مواجهة إسرائيل إلا من خلال صف موحد".

وأشار إلى أن ثانى تلك العناصر يتمثل فى تحقيق الوحدة الوطنية، وشدد على أن الحركة قدمت الكثير من جانبها لإنهاء حالة الإنقسام، لافتًا إلى أن ثالث العناصر هو العمل على ضرورة إنهاء حصار قطاع غزة، ورابع العناصر يتعلق بتعزيز العلاقات مع المحيط العربى، فالقدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، فمصر خاضت حروبها لأن فلسطين قضية مصرية عربية.

وعن الاعتقاد السائد لدى الجميع أن هناك ارتباطا فكريا وأيديولوجيا بين حماس وحركة الإخوان، قال هنية " أولا نريد أن نؤكد على أننا حركة تحرر وطنى فلسطينى بمرجعية إسلامية، ونحن لا نخفى هذا، ودخلنا الانتخابات وانطلقنا ومستمرون على هذا الأساس، وإن كنا ننتمى لهذا الفكر الوسطى المعتدل الموجود فى المنطقة، لكن ليس لنا أى ارتباط تنظيمى بأى مكون خارج حدود فلسطين، وليس لنا أى ارتباط تنظيمى سواء بجماعة الإخوان فى مصر أو فى غير مصر إطلاقا، لا فى السابق ولا الآن، وامتدادنا التنظيمى فى داخل أوساط أبناء شعبنا الفلسطينى سواء داخل فلسطين أو خارجها."

وحول أزمة انسحاب موظفى السلطة من المعبر والااتهامات التي طالت "حماس" بأنها كانت تسيطر على المعبر من الباطن ما أفشل موظفى السلطة فى إدارته وجعلهم دون صلاحيات وحماية، قال هنية: "الموظفون كانوا يؤدون عملهم بكامل حريتهم ومسؤوليتهم، ولم يكن لنا أى تدخل فى حركة السفر، وتحركات المواطنين وحركة التسجيل ذهابا وإيابا كانت تخضع للرقابة من موظفى السلطة من رام الله، لكن فى الخارج لم يكن هناك تفاهمات متعلقة بترتيبات الأجهزة الأمنية والمدنية داخل القطاع، كيف تجرى تنسيقا بين من يعملون فى إدارة المعبر دون وجود أذرع لهم داخل القطاع، خاصة فى وزارة الداخلية وتسجيل الركاب، لأنها خطوة مبتورة من السياق العام، وكان يفترض أن يتم الاتفاق على المعابر والأجهزة الأمنية وكل شىء، لتبدو الأمور فى عملية انسيابية، وهذا الأمر لم يتم، والإخوة داخل معبر رفح كانوا يعملون بشكل كبير جدًا".

وتساءل هنية: "لماذا الأشقاء فى مصر فتحوا المعبر واستمروا فى العمل حتى بعد خروج موظفى السلطة من معبر رفح؟"، وأجاب بقوله: "لأنهم يرون أنها مسؤولية قومية أخلاقية تجاه إخوانهم، ثانيا لم تكن هناك مشاكل صدرت منا تستوجب أن يكون هناك رد فعل حتى من الجانب المصرى على خطوة خروج موظفى السلطة من المعبر".

وشدد على أنه لا يوجد تمكين حكومة وفاق من الأساس، موضحًا بقوله: "كنا نتحدث عن الاتفاق المتكامل، رفع العقوبات التى مازالت مستمرة فى الفترة الأخيرة، والرئيس محمود عباس أبومازن، أخذ قرارًا بوقف رواتب أكثر من 5600 شخص بما فيهم عائلات 1800 شهيد، ويجب رفع العقوبات وتشكيل حكومة وحدة وطنية لعدم فصل غزة عن الضفة الغربية، والسلطة هى التى لم تأخذ الخطوات المطلوبة على هذا الصعيد".

ونفى هنية أن يكون اشتراط الحركة على الحكومة الجديدة أن تتولى الإشراف على الانتخابات يكون من خلال وحدة مشتركة من الفصائل، تعجيزًا لها، مؤكدًا أن الحركة تؤيد الانتخابات العامة، رئاسية وتشريعية ومجلس وطنى فلسطينى، مستكملاً "نبدأ الرئاسية والتشريعية ونتفق على موعد لإجراء انتخابات على المجلس الوطنى، وقتها سنكون موافقين، فهل وضع رقابة فصائلية تؤمن انتخابات نزيهة يعتبر شرطا تعجيزيا، فهل احترام العملية الانتخابية يعتبر شرطا تعجيزيا، لا هذه متطلبات نجاح الديمقراطية وتشمل أيضا القبول بالانتخابات ونتائجها وكيف نجرى انتخابات دون أن يكون هناك ضمانة لاحترام نتائجها، وهذه ليست شروط حماس بل متطلبات العمل الديمقراطى فى أى مكان فى العالم، ومن جانبنا نحن مستعدون أن نذهب لإجراء انتخابات تحت رقابة دولية أو وطنية".

وأوضح أن منحة قطر جاءت ضمن تفاهمات تمت مع الأشقاء فى مصر، بأن سيكون هناك منحة لرواتب الموظفين، خاصة أن قطر قالت إنها تستعد لتأمينها، وبالمناسبة حين وجدنا الاحتلال الإسرائيلى يستخدم المنحة استخدامًا سلبياً من خلال ابتزاز سياسى يمس الكرامة الوطنية، معلقاً "وقتها اعتذرنا للإخوة فى قطر، وقلنا لا نريد هذه المنحة، لأن تل أبيب تستخدمها للي أذرعنا".

وعن مطالبة الحركة بتسليم غزة للسلطة الفلسطينية، أكد أنه لا يوافق على توصيف أن حماس فشلت فى إدارة قطاع غزة، معترفًا بوجود أخطاء، متابعًا "ورغم أن غزة محاصرة، إلا أنها تحررت من الاستيطان الإسرائيلى، وهذا تم بالمقاومة الفلسطينية، ولا أقول بحماس فقط، ولكن بالمقاومة ككل، كما بنينا داخل القطاع قوة استطاعت قصف تل أبيب فى 2012، واستطاعت الصمود فى حرب الـ51 يوما فى 2014، ووصلت لمستوى نظرية الردع فى الاحتلال الإسرائيلى، وبعد 2014 استطاعت غزة بناء مقاومة تحمى القطاع وعصية على الكسر، وفى أى مواجهة قادمة سيشاهد العالم العربى شيئا مختلفا عن 2014، ورغم الحصار الذى إذا تعرضت له كيانات كبرى ودول لكانت انهارت، إلا أننا استطعنا إدارة القطاع أمنيا وإنهاء الانفلات الأمنى، وهناك إحكام أمنى فى قطاع غزة من خلال أداء الأجهزة الأمنية وتعامل المواطنين معها، لذلك على مستوى بناء المقاومة وتراكم القوة والنجاح وتوفير الأمن فى إدارة المنظومة المدنية نقول إن غزة لم تنهر رغم ظروف الحصار".

وبالنسبة لموقف محاولة فصل قطاع غزة عن الضفة، أكد أن هذا موقف سياسى ثابت لا يتغير "لا دولة فى غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة"، أما موضوع المطار والميناء، منذ اتفاقية أوسلو 1993 "طالبنا بضرورة وجود ممر مائى وجوى للتخفيف على سكان القطاع، لاستعادة حق مسلوب وليس مطالب للانفصال، ولما تحدثنا عن ميناء ومطار، تحدثنا عن ضرورة إعادة الممر الآمن بين غزة والضفة، ليكون كربط بين الضفة والقطاع، بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك وتحدثنا مع إخواننا فى مصر عن ذلك، وإذا كان هناك ممر مائى فى غزة فالبضائع التى تأتى لغزة لابد أن تصل للضفة الغربية، لأنه فى النهاية يعتبر ميناء فلسطينيا على البحر المتوسط، وليس ميناء غزاويا فقط، أما عن الوضع الاقتصادى الصعب فى غزة فهناك أيضا أزمة اقتصادية فى السلطة الفلسطينية رغم انفتاح الضفة على العالم".

وبسؤاله عن واقعة تهريب حماس للسلاح إلى مصر، قال "فى مرحلة ما كانت الأنفاق موجودة بالفعل بسبب الحصار المطبق على غزة، حتى إننا مررنا بمرحلة لم نجد فيها كراسات أو أقلاما يذهب بها الطلاب إلى مدارسهم، ولم نجد إلا الشموع لإنارة المنازل، والسيارات كانت تسير بزيت الطعام أحيانا، ووصلنا لدرجة غير محتملة وغير مسبوقة من المعاناة، ما دفعنا إلى التفكير فى كيفية توفير لقمة العيش، ومصر فى ظل تعقيدات المشهد، وقتها، كانت تغض الطرف وتسمح بهذا الموضوع حتى لا يصل القطاع إلى نقطة الانهيار الإنسانى الكامل".

واستطرد: "أذكر أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك عندما علم بدخول الآلاف من أهالى غزة إلى العريش قال: "لا أستطيع أن أمنع ناس يريدون أن يأكلوا"، وأريد أن أؤكد لك أننا كحركة لا ندخل فى مثل هذه الصغائر من تهريب أو غيره، فحركة حماس أرقى من ذلك، ونحن نترفع عن هذه الأمور، وليس لنا علاقة بها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأريد أن أؤكد على أن الأنفاق انحسرت بشكل كبير، فنحن أغلقنا مئات الأنفاق، والإخوة من الجانب المصرى قاموا بدورهم أيضا، وبالتالى لم تعد الأنفاق ظاهرة أو تشكل خطورة كما كانت فى السابق".

وتابع: كما أن ما يتم اكتشافه يغلق على الفور، ولا يسمح بالاستمرار فيه، والأهم من ذلك أنه لا يوجد أى نفق يستخدم فى أى مسائل تتعلق بأمن مصر أو حدود مصر على الإطلاق، فلا يوجد تهريب للبشر أو للأسلحة كما كان فى السابق، ونلاحق هذه الحالات فور علمنا بها إذا وجدت، والآن فقد فرضنا سيطرة شبه كاملة على الموضوع، ولم يعد يشكل قلقا أو تهديدا أمنيا. وهذه رسالتى لإخوانى فى مصر: "الدم المصرى غالى علينا، وكذلك الأمن المصرى، فنحن جزء من أمن مصر ومن الأمن القومى العربى، والإخوة فى مصر يعلمون الدور الذى نقوم به جيدا".

وعن الارتباط الفكري والأيديولوجي بين حماس وحركة الإخوان، علّق بقوله "أولا نريد أن نؤكد على أننا حركة تحرر وطنى فلسطينى بمرجعية إسلامية، ونحن لا نخفى هذا، ودخلنا الانتخابات وانطلقنا ومستمرون على هذا الأساس، وإن كنا ننتمى لهذا الفكر الوسطى المعتدل الموجود فى المنطقة، لكن ليس لنا أى ارتباط تنظيمى بأى مكون خارج حدود فلسطين، وليس لنا أى ارتباط تنظيمى سواء بجماعة الإخوان فى مصر أو فى غير مصر إطلاقا، لا فى السابق ولا الآن، وامتدادنا التنظيمى فى داخل أوساط أبناء شعبنا الفلسطينى سواء داخل فلسطين أو خارجها".

وبيَّن هنية أن الدور المحورى والأساسى والرئيسى للمصالحة الفلسطينية يظل لمصر، والدعوة الروسية للفصائل الفلسطينية جاءت بالتنسيق والتوافق مع القاهرة، وليست بعيدة عنها، وهناك ممثل لمصر هناك، وروسيا دعت لهذا الحوار بعد الخطوات الأخيرة التى اتخذها أبومازن من حل للمجلس التشريعى وسحب موظفى المعبر، وموسكو لم ترد أن تظهر بمظهر المنحاز إلى طرف على حساب الآخر، ودعت الفصائل الفلسطينية للجلوس على مائدة واحدة والتحاور، وبعد موسكو ستأتى الفصائل إلى القاهرة، ونحن نرحب بأى جهد للخروج من عنق الزجاجة.


وحول ملف "صفقة القرن"، ألمح رئيس المكتب السياسى لحركة "حماس"، إلى أن تفاصيل الخطة الأميركية لم تعرض على الحركة، حتى الأطراف الوازنة فى المنطقة تشكك فى أن يكون هناك شىء محدد لدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لكنها لا تنفى فى المطلق أن هناك توجهات تترجم على الأرض ضد القضية الفلسطينية سواء بنقل السفارة الأمريكية للقدس الشرقية أو منع المساعدات، وصفقة القرن رغم أنه يجرى تطبيقها على الأرض، لكن فى تقديرى أن هناك عدة عوامل تقول إنها صفقة فاشلة أو ربما تكون ولدت ميتة، حتى نقل السفارة الأمريكية لا يعنى أنها تغيير للطبيعة الجغرافية والتاريخية بل مجرد قوة وبلطجة، ومن عوامل فشل صفقة القرن أن هناك إجماعا فلسطينيا على رفضها سواء من قبل حماس أو أبومازن، وربما نكون مختلفين الآن على كيفية مواجهتها، كما أنه لا يوجد أى دولة فى المنطقة توافق على هذه الصفقة، بدءا من مصر ومرورا بكل الدول المحيطة، ونحن جميعا تابعنا صدور وثائق تؤكد موقف السعودية فى هذا الصدد، ورغم أن هناك إجماعا عربيا على رفضها، إلا أن الأمريكان لن يتوقفوا عن الترويج لها سواء باستخدام أساليب القوة والضغط السياسى أو أى وسائل أخرى فى سبيل تمريرها.

واستكمل: كما أن هناك موقفا دوليا لا يتعاطى مع هذه الصفقة ظهر فى تصويت مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ كان لدينا أغلبية ساحقة رفضت اعتبار القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيونى، حتى الوضع الداخلى فى الإدارة الأمريكية والصعاب التى يواجهها "ترامب" داخليا، لا تسمح له بالانطلاقة الواسعة ليكون متفرغا للترويج لهذه الصفقة، والأهم من تلك العوامل هو الوعى الفلسطينى، فالجيل المتوارث من الجيل الأول إلى الرابع يملك الوعى الكامل، ولا يمكن أن يقبل مثل هذه الصفقة، فالوعى الفلسطينى ستتحطم عليه كل هذه المشروعات، ولكن هذا ليس معناه الاستهانة بما هو قادم ولا بما هو مخطط للقضية الفلسطينية، ولكن حركة التاريخ لا تتوقف، ومن هو ضعيف اليوم سيكون قويا غدا، والعكس صحيح، والمهم ألا نعطى ورقة التنازل.

وأعرب هنية عن ترحيب الحركة للتشاور مع السعودية والإمارات من أجل مصلحة المقاومة أو الشعب الفلسطينى وفق استراتيجية الانفتاح مع الجميع، "فلو وجهت المملكة لنا الآن دعوة فسوف نزورها، ولدينا بالفعل قنوات مفتوحة معهم، وأرسل رسائل فى المناسبات لخادم الحرمين الشريفين وبعض القيادات السعودية، وأحيانا قضايانا الخاصة وظروفنا فى غزة نشرحها للإخوة فى السعودية، وهم أيضا عبر المؤسسات الدولية سواء الأمم المتحدة أو الأونروا يضخون أموالا لفلسطين ولقطاع غزة، وكذلك الإمارات، فمؤخرا قمنا بإنشاء صندوق التكافل فى قطاع غزة، وهو مشكل من الفصائل وأعضاء المجلس التشريعى والتيار الإصلاحى لفتح، ويمثله محمد دحلان، وأموال الصندوق تأتى من الإمارات، ونقبل أى مساعدات تأتى إلينا فى غزة أو تصل لتعزيز صمود أهلنا فى القدس، سواء من السعودية أو الإمارات أو قطر، فنحن كشعب فلسطينى بحاجة إلى كل أمتنا العربية".

وفيما يخص دولتي قطر وتركيا، أشار هنية إلى أن "الإخوة فى قطر قدموا لنا الكثير، ونفذوا مشاريع إعادة إعمار، وقدموا لنا المنحة القطرية، وضخوا مشكورين أموالا كثيرة فى قطاع غزة، أما سياسة كل دولة وعلاقتها بالأمريكان من عدمها، فنحن لا نستطيع أن نتدخل فى شؤون الدول، فهى دولة ذات سيادة، ولها قراراتها ورؤيتها، والمهم أننى أتحرك فيما يسمى المربع المشترك، القضية الفلسطينية، وكيف نحمى ثوابتها ونوفر لها عوامل الصمود".

وحول ما يثار بشأن تحول "حماس" بعد هيمنة الجماعات الإرهابية التى سيطرت على الحراك فى سوريا وانحيازها الواضح والصريح إليها رغم موقفها الأسبق المؤيد للنظام السورى؛ مما أعطى رسالة بأن حماس جماعة لا أمان لها ومن الممكن أن تغدر بمن دعمها فى أى وقت، قال هنية: "فى بداية الأحداث التى مرت بها المنطقة وتحركات الشعب السورى بذلنا جهودا من خلال قيادات حماس الموجودة هناك، وكانت هناك تشاورات مع القيادات الرسمية السورية حول كيفية استيعاب الحركة الموجودة هناك، وكيف يتم معالجة الأوضاع، وكيف يمكن أن تبادر القيادة السورية فى خطوات لاحتواء الموقف من باب النصيحة والأخوة فقط، وليس التدخل فى الشأن الداخلى لسوريا، وبالتالى قدمنا نصائح للقيادات هناك، وهم لم يستمعوا لنا، وفضلوا السير فى طريقهم، وبدأت الأمور تأخذ منحى المواجهات الدموية، وقيادة الحركة فى هذا الوقت قرأت الموقف، ورأت أنها تنحاز إلى الشعوب ومطالبها، وفى الوقت نفسه لا تريد أن تسىء للنظام، أو تدخل فى تحالف مع الشعب ضد النظام أو مع النظام ضد الشعب، لذلك اختارت الحركة الطريق الأيسر والأسهل بالنسبة لها، وكان الخروج من سوريا، ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن لم نسئ إلى سوريا أو نظامها، ولم نتنكر لما قدمته لنا أو للمقاومة الفلسطينية أو للشعب الفلسطينى، خاصة الموجود منه فى سوريا بمخيم اليرموك، وما حدث ليس له علاقة بالغدر أو بالأمان، وحين تورط بعض الفلسطينيين فى سوريا بسبب انحيازات بعينها، تدخلت الحركة ومنعتهم من ذلك على الفور، لأن معركتنا فى الداخل الفلسطينى ومع الاحتلال الصهيونى".

ونوه إلى أن "إجراء الانتخابات بطريقة القائمة أو غيرها، مجرد تفاصيل وآليات، ونحن مع الانتخابات، ونجعلها نقطة الأساس لترتيب البيت الفلسطينى، وما دام ليس بإمكاننا تحقيق المصالحة الآن، فلنبدأ بانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطنى فلسطينى نتفق عليه، وإذا كنا لا نستطيع تأسيسه فلا داعى لإسقاط الموجود، لأن منظمة التحرير الفلسطينية تعد البيت الجامع والمرجعية السياسية للشعب الفلسطينى، ونحن فى حركة حماس نريد أن نكون داخل هذه المنظمة وليس خارجها، ونعيد إعادة ترتيب منظمة التحرير، لتستوعب الجميع، وأن تشكل المنظمة القيادة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطينى، لذلك نستطيع أن نقول إننا فى حماس مع الانتخابات سواء تشريعية أو رئاسية أو مجلس وطنى اليوم قبل الغد".

ومع تزايد الاتهامات لجهاز الأمن فى حماس بمضايقة صحفيين فى غزة، كشف هنية أنه "لا يوجد لدينا أى معتقل على خلفية مهنته الإعلامية أو الصحفية، حتى لو أوقف صحفى لا يكون ذلك بسبب مهنته أو خلفيته السياسية، بل يكون لديه مشكلة لها علاقة بالأمن، ومع ذلك الأجهزة الأمنية فى القطاع تنهى ذلك بشكل سريع".

ودعا رئيس المكتب السياسى لحركة "حماس"، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى لقائه في القاهرة بقوله: "أقول لأخى أبو مازن، دعنا نلتق فى القاهرة اليوم قبل الغد، وليس لقاء مع الأخ أبومازن فقط، بل لقاء مع قيادات حماس ومع قيادات فتح، ونحن جاهزون بالبدء حتى لو للقاء ثنائى يجمعنا بالأخ أبومازن، وطالبنا إخوتنا فى القاهرة أكثر من مرة بأن يجمعونا فى لقاء واحد أو حتى يأتى الأخ أبومازن إلى غزة، ويزور القطاع ويلتقى الفصائل حال رفضه أن يكون اللقاء خارج فلسطين، فنحن جاهزون ونتمنى أن يتم هذا اللقاء اليوم قبل الغد".

فيما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية، شدد هنية على أنه "لا يعنينا من سيحكم فى إسرائيل، ولا أفضل طرفاً على طرف فى الداخل الفلسطينى، و"جانتس" كان يشغل منصب قائد القوات فى حرب الـ51 يوما ضد غزة عام 2014، والمكونات الإسرائيلية أيا كانت بالنسبة لنا تسمى احتلالا، وكلهم متفقون على ثوابت، على رأسها أن لا دولة فلسطينية على حدود 67، ولا عودة للاجئين، والقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ولن يأتى أحد من الداخل الإسرائيلى ويقول غير ذلك، لذلك يجب أن نعول على الفلسطينيين وإعادة ترتيبهم لبيتهم من الداخل لمواجهة هذا الجمود".

وأضاف أن الكيان الإسرائيلى استغل المتغيرات على الساحة لصالحه فى محاولة منه للتوغل داخل القارة الأفريقية، معلقًا بقوله: "ولنا أمل ورجاء كبير بعد عودة مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى ألا يكون هناك أرض مهددة بهذا التوغل والاستمرار فيه، وفى النهاية هذا صراع إيرادات بين احتلال يريد أن يتمدد فى المنطقة ويصبح جزءا مؤثرا فى تركيبتها وبين إرادة جمعية تمثلها شعوبنا العربية والإسلامية والأفريقية الحرة بألا تسمح للإرادة الإسرائيلية بالتغلب عليها، ومن هنا نقول إن قطار التطبيع الذى انطلق يجب أن يتوقف، لأنه ضار بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطينى، والتطبيع يوحى للاحتلال الإسرائيلى بأنه أصبح خالى المسؤولية بشأن ما يجرى من جرائم بحق شعبنا الفلسطينى، واليوم نتحدث عن شىء خطير للغاية مقارنة بما يجرى فى القدس، وعن غول يلتهم الاستيطان فى الضفة الغربية، وعن 400 ألف مستوطن يعيشون فيما يعرف بالقدس الكبرى، و750 ألف مستوطن داخل الضفة الغربية والقدس".

من جانبه، قال عضو المكتب السياسى لحركة "حماس"، خليل الحية، فى كلمته بالندوة، إن "حماس" تؤمن بالتعايش والشراكة مع كل الخيارات الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه من المهم أن تكون البداية هى الذهاب للوحدة الوطنية وإعادة بناء النظام السياسى الفلسطينى. وأكد أن المصالحة ضرورية، على قاعدة الشراكة، خاصة أن الشعوب التى تمر بمراحل التحرر الوطنى لا بد أن تكون موحدة بكل مكوناتها، وأنه لا خيار لنا إلا الذهاب لوحدة وطنية قائمة على الشراكة، و"حماس" ترى أن صندوق الاقتراع هو بوابة للدخول لحالة تفاهم وطنى، موضحا أن الأطراف الأخرى تتهمنا بأننا معطلون للمصالحة، رغم أننا مددنا يدنا للمصالحة، و"حماس" ترى أن الوحدة هى فى مقاومة الاحتلال.

قد يهمك أيضا:صحف عربية تُسلّط الضوء على مؤتمر "وارسو" بشأن القضية الفلسطينية

موسكو تقرِّر تأجيل زيارة وفد حركة "حماس"

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنية يتبرأ من الإخوان المسلمين ويكشف حقيقة منحة قطر هنية يتبرأ من الإخوان المسلمين ويكشف حقيقة منحة قطر



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab