فيلم تواطؤ البريطاني يعرض لصراع الغرب والإرهاب
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

فيلم "تواطؤ" البريطاني يعرض لصراع الغرب و"الإرهاب"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - فيلم "تواطؤ" البريطاني يعرض لصراع الغرب و"الإرهاب"

أمستردام ـ وكالات

منذ انقلاب العالم في 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وثيمة تعذيب مسلمين متهمين بالإرهاب على أيدي استخبارات دول غربية أو بلدان أقل "ديموقراطية" بتكليف من الدول الكبرى، هي إحدى المعضلات الجدلية التي تمرّ عليها بِحرج أعمال سينمائية وتلفزيونية أميركية وبريطانية. فبينما تقبلت مسلسلات تلفزيونية أميركية شهيرة (مثل "24" و "هوملاند") "التعذيب"، كفعل لا يمكن الاستغناء عنه وليس هناك حاجة لتبريره، بخاصة أنه جزء من حرب "مختلفة" مع إرهابيين لن يترددوا في قتل أكبر مجموعات من البشر إذا تسنى لهم ذلك، اهتمت أعمال أخرى وبدرجات متفاوتة (أفلام "ريندشين" و "زيرو دارك ثيرتي") بالسؤال الأخلاقي الذي تثيره ممارسة بدائية كتعذيب سجناء، والسقوط المريع لمُثّل حقوق الإنسان للدول المتورطة في هذا الفعل. لكنّ أياً من الأعمال السابقة، لم يُفرد مساحة كبيـــرة لموضوع التعذيب، مثل الفيلم التلفزيوني البريطاني "تواطؤ" للمخرج نيال ماككورميك الذي عــــرض أخيراً على شاشة القناة الرابعة البريطانية، بل يمكن القول إن سؤال التعذيب الذي يقود إلى سؤال آخر عن حقوق المواطنة لمسلمين ينتمون إلى دول غربيــــة، شكّل السؤال الجوهري والوحيد لهذا العمل التلفزيوني المختلف إن بزمن أحداثه أو بمضمونه. فهو لا يعود إلى سنوات "الهيستيريا" التي أعقبت تفجيرات نيويورك في عام 2001، ورد الفعل المرتبكة لاستخبارات دول غربية بعدها، بل يقدم قصة معاصرة، من بريطانيا الآن، وفي زمن أعقب التغييرات الكبيرة في الشرق الأوسط، أي بعد إطاحة حكومات حليفة للغرب، كان لبعضها دور موثق بتعذيب مسلمين متهمين بالإرهاب أو الانتماء إلى تنظيم "القاعدة". تبدأ أحداث فيلم "تواطؤ" من لندن، عندما يصل الضابط في الاستخبارات البريطانية إلى خلاصة بأن "وليد أحمد" البريطاني من الأصول اليمنية، والذي يتعقب تحركاته منذ سنوات، سيتجه إلى الشرق الأوسط، كجزء من تحضيره لعملية إرهابية يخطط لها في العاصمة البريطانية لندن. يواجه الضابط صعوبة كبيرة في إقناع رؤسائه بأن يخصصوا موازنة لملاحقة المشتبه به، لضعف الأدلة، وبالتالي الخوف من تبذير أموال الدولة البريطانية في عملية مشكوك بدقتها، ثم ينجح في النهاية بالحصول على موافقة جهازه ليتجه إلى مصر التي وصل إليها قبله المشتبه به الشاب. كثير من أحداث الفيلم ستجري في مصر (صور الفيلم في المغرب)، التي وإن مرّت عليها رياح الثورات العربية، لم تتغير ذهنية أجهزتها الاستخبارية، بحسب الفيلم البريطاني. فالضابط الذي يواجه ضغوطاً كبيرة من رؤسائه للوصول إلى نتائج سريعة والعودة إلى لندن، يطلب من أحد الضباط المصريين تعذيب "وليد"، للحصول على اعترافات سريعة بخصوص ما ينوي القيام به من عمل إرهابي. فعل التعذيب والحجز من دون أسباب للبريطاني المسلم، سيكون موضوع الحوارات الطويلة بين وليد أحمد (أداء رائع للممثل البريطاني آرشير علي) والضابط البريطاني. فالأول الذي يعرف تماماً حقوقه كمواطن بريطاني، يبدأ حديثه مع الضابط: "أنا بريطاني مثلك، لماذا أُحتجز من دون أسباب ولماذا لا أملك حقوق المواطنة البريطانية بتحقيق عادل وحضور محامي؟"... هذا السؤال هو ما يحرج منذ سنوات استخبارات دول غربية في صراعها الطويل مع التنظميات المسلمة المحظورة. في المقابل يطرح الضابط البريطاني سؤالاً لا يقل إلحاحاً: "لماذا تكرهنا إلى الحد الذي تريد قتلنا جميعاً..؟". لا يبدو الفيلم التلفزيوني مشغولاً بالوصول إلى خاتمة ترضي المتفرج، فهو يقدم قصة خيالية تستلهم أحداثاً حقيقية، ولكن يجردها من الوعظ أو لذة الانتصار، برسم صورة قاتمة لجميع المتورطين في صراع الإرهاب المستنزف الذي يأخذ جزءاً كبيراً من حياتهم وجهدهم، ويتركهم فارغين ومعذبين، وأحياناً هائمين على وجوههم في مدن كبيرة. وكأن "العتمة" التي نسج الفيلم مناخه بها، هي الوحيدة التي تليق بهذا الصراع المعقد الذي يخيم منذ سنوات كغيمة سوداء على العالم.    

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم تواطؤ البريطاني يعرض لصراع الغرب والإرهاب فيلم تواطؤ البريطاني يعرض لصراع الغرب والإرهاب



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab