ابو ظبي - وكالات
في إنجاز وسابقة جديدة للرياضة النسائية العُمانية أعلن الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي يوم الاثنين عن ترشّح البحارة العمانية راية الحبسية لنيل جائزة بحارة روليكس العالمية المرموقة لعام 2013م تكريما لما حققته من إنجازات في رياضة الإبحار الشراعي خلال هذا العام. وتنضم راية إلى نخبة من البحارة العالميين المرشحين للجائزة على أن يتم إعلان أسماء الفائزين بالجائزة خلال حفل عشاء رفيع المستوى لتقديم الجائزة في المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للابحار الشراعي المزمع انعقاده في السلطنة للمرة الأولى يوم 12 نوفمبر من العام الحالي. وتعتبر راية الحبسية، البالغة من العمر 25 عاماً، أول امرأة عربية يتم ترشيحها لنيل هذه الجائزة العالمية، وستكون واحدة من بين خمس مرشحات تم الإعلان عنهن من قبل الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، وهن: جو إيليه، وأوليفيا باوري، ودانين ديموركاس، وأريكا هينيكين. أما من فئة الرجال فقد تم ترشيح ماثيو بيلتشير، وفرانكويس جابارت وجوني هينيكين وبول لارسون وإيان ويليامز. وتنظر جوائز العام لأفضل بحارة في العالم 2013، التي دشنها الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي خلال عام 1994 من أجل تكريم المجيدين في رياضة الإبحار، بعين الاعتبار إلى الإنجازات التي يحققها البحارة في جميع أنحاء العالم اعتباراً من 1 سبتمبر 2012 وحتى 31 أغسطس 2013 في فئتين هما سباقات الإبحار الشراعي للرجال وسباقات الإبحار الشراعي للنساء.
قائمة المرشحين
وقد شملت قائمة الفائزين السابقين بجائزة روليكس البلورية والفضية المرموقة لأفضل بحار في العالم، والتي يقدمها الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، على البحارة الصينية ليجا تشو الفائزة بالميدالية الذهبية في منافسات قوارب الليزر بدورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن؛ والبحار البريطاني السير بن أينسلي الفائز بخمس ميداليات أولمبية؛ والبحارة الأمريكية أنا تونيكليف، الفائزة ببطولة كأس العالم للإبحار التي ينظمها الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي والحاصلة على الميدالية الذهبية في سباقات قوارب الليزر راديال بدورة بكين الأولمبية 2008؛ برفقة البحار النيوزيلندي السير راسيل كوتس، الفائز ببطولة كأس أمريكا أربع مرات ومؤسس بطولة كأس آر سي44 والرئيس التنفيذي الحالي لسباق أوراكل بي إم دبليو في النسخة الرابعة والثلاثين من بطولة كأس أمريكا. ويمكن تقديم الترشيحات للبحارة بواسطة الهيئات الإدارية لرياضة الإبحار والاتحادات الفئوية للقوارب الشراعية أو أعضاء لجنة الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي. وبعد ذلك، يتم تحديد قائمة مختصرة من جميع البحارة المرشحين لنيل هذه الجائزة، ويصبح هؤلاء النخبة محدودو العدد “مرشحين” لنيل الجائزة. ويترك الأمر بعد ذلك للهيئات الوطنية التي تتمتع بعضوية الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي لتحديد هوية الفائزين.
قصة البداية
وقد انضمت البحارة راية الحبسية، لبرنامج الإبحار النسائي الذي دشنه مشروع عُمان للإبحار في شهر أكتوبر عام ٢٠١١م وبدأت تمارس رياضة الإبحار منذ عامين فقط. واستطاعت أن تكتب لنفسها مكاناً في كتب الأرقام القياسية هذا العام عندما شاركت كأول امرأة عُمانية في سباق روليكس فاست نت البريطاني المشهور عالمياً كفرد من أفراد الطاقم على متن قارب الطيران العُماني – مسندم في سباقات قوارب المود70 وفازت برفقة زملائها في القارب بالمركز الأول في فئة سباقات القوارب متعددة البدن لموسم 2013 التي ينظمها اتحاد الإبحار والرحلات البحرية المحيطية متعددة البدن MOCRA.
وقد بدأت الحياة المهنية سريعة التطور للبحارة العُمانية الشابة في رياضة الإبحار عندما شاركت في فريق الثريا – بنك مسقط، الفريق النسائي الأول والذي شارك في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي في عام 2012، في تحدٍ عبر مياه الخليج العربي استمرت منافساته لمدة 15 يوماً بمسافة 760 ميلاً بحريا. وقد ساهم المركز الرابع الذي حققه الفريق في فوزها برفقة اثنتين من زميلاتها العُمانيات بجائزة مجلة المرأة المرموقة للإجادة في فئة الرياضة النسائية العمانية. وخلال شهر فبراير من العام الحالي، تنافست راية الحبسية مجدداً ضمن الفريق النسائي الثريا – بنك مسقط في بطولة الطواف العربي للإبحار الشراعي لبنك إي إف جي قبل أن تسافر إلى فرنسا كأول مشاركة نسائية عُمانية في السباقات المحيطية الدولية، والتي بلغت ذروتها بالمشاركة في بطولة العالم لقوارب جي80 بمدينة مارسيليا الفرنسية.
جهود مشتركة
وقد صرحت راية الحبسية بتواضع شديد أن ترشيحها لنيل هذه الجائزة يعود إلى جهود زملائها في الفريق ويعكس المكانة الرائدة لبرنامج الإبحار النسائي في مشروع عُمان للإبحار في سلطنة عُمان، حيث قالت: “هذا الترشيح شرف كبير بالنسبة لي ولزميلاتي في المنتخب الوطني العُماني للإبحار الشراعي ولعائلتي ولبلدي. إنه شيء لم أكن لأحلم به على الإطلاق”. وأضافت: “إنه أول ترشيح لبحار أو بحارة عربية، وأنا أتمنى أن يساهم هذا الترشيح بشكل كبير في تشجيع المزيد من النساء في المنطقة العربية على احتراف رياضة الإبحار الشراعي، وإدراك أنه لا توجد أي حدود للإنجازات التي يمكن أن يحققونها.” وأضافت: ” أتمنى في المستقبل قيادة إحدى القوارب وتصدر الأسطول في بطولة العالم لقوارب الجي80 والإبحار مع المزيد من البحارات العرب على الساحة الدولية وأن أصبح أول امرأة عربية تبحر حول العالم”
إنجاز كبير
أما ديفيد جراهام، الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار فقال: إنه شعر بسعادة غامرة إزاء ترشيح الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي للبحارة العُمانية راية الحبسي للمنافسة على الفوز بجوائزه السنوية. وقال جراهام: “راية بحارة متواضعة تتمتع برؤية كبيرة وعزيمة رائعة؛ حيث ترى أن هذا الترشيح يعد تقديراً لجهود الفريق وجميع زميلاتها من البحارات النساء، سواء من المدربات في مدارسنا أو زميلاتها من أفراد الطاقم على متن قارب السباق الخاص بها، وليس تقديراً لنفسها فقط. ويعتبر الفائزون السابقون بهذه الجائزة أفضل البحارة في عالم الإبحار الشراعي، ويعد ترشيح راية لنيل هذه الجائزة إنجازا كبيرا في حد ذاته، وخصوصاً مع حدوث هذا الترشيح في مرحلة مبكرة جداً من حياتها المهنية.” وأضاف بقوله: “وسائل الإعلام العالمية تبدي اهتماماً حقيقياً ببرنامج الإبحار النسائي في مشروع عُمان للإبحار، وبالتالي فإن راية وزميلاتها الأخريات من البحارات العُمانيات يحملن مسؤولية كبيرة تتمثل في تقديم نماذج قدوة جيدة، وهي مسؤولية يتعاملن معها على محمل الجد وموجودة بشكل طبيعي فعال للغاية في راية ولكن لا توجد طرق مختصرة في الرياضة، ويعتبر هذا الترشيح معلماً مهماً ضمن رحلة طويلة، وما هذه إلا البداية.” وقال: رغم أنه مجرد مصادفة، فقد كان من المناسب جداً أن يأتي هذا الإعلان تزامنا من احتفالات السلطنة بيوم المرأة العُمانية الذي يصادف 17 اكتوبر، وفي الذكرى السنوية الثانية لتدشين برنامج الإبحار النسائي في مشروع عُمان للإبحار.” وأكد جراهام أن تقدير الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي يعد أيضاً تقديراً لبنك مسقط الذي دعم برنامج الإبحار النسائي منذ البداية وأثبت رؤيته الثاقبة والتزامه المتواصل تجاه المجتمع.”
تألق نسائي كبير
قال عبد الرزاق علي عيسى، الرئيس التنفيذي لبنك مسقط: يعدّ ترشيح راية الحبسية دليلا على ما النجاحات التي حقّقها برنامج الإبحار النسائيي حتى اليوم، ما يجعل دعم البنك للمشروع مفخرة ودافعا للإسهام في إحياء التراث البحري العُماني وإلهام جيل جديد من الفتيات العُمانيات الشابات لاحتراف رياضة الإبحار من أجل الترفيه واحترافها كرياضة تنافسية أيضاً. وتعتبر الحبسية نموذجاً حياً على ما تقدّمه رياضة الإبحار من فرص واعدة ومستدامة للشابات العُمانيات، كما أنها إحدى ثمار مبادرات تمكين الشريحة النسائية في السلطنة، ويسعدنا أن نهنّئها على تأهلّها لهذه الجائزة المرموقة ونرجو لها المزيد من النجاح والتفوّق.
أرسل تعليقك