الرياض - السعودية اليوم
بين شذى مياه المطر المتدفقة أحياناً فوق بلاط الأزقة، ورائحة بحر الساحل الغربي، وأريج شاطئ العروس «جُدَّة»؛ كانت ولادة من لا تزال حاسة الشم لديه تهوى الروائح الساحرة لتعيد له الذكريات وفوح الأيام.. مع «كرة القدم» العاشق لها؛ اقتنع أن الكفاءة تفرض نفسها، فسار وفق إستراتيجية التخطيط لتحقيق الأهداف.. ومن أصالة رجل أريحي قلبه على كفه؛ فإنه إنسان اجتماعي يحب كل الناس.. إنه الكابتن محمد عبدالجواد.
أن يلعب الناشئ «كرة القدم» منذ الصغر فهذا أمر طبيعي؛ لكن أن يشعل ملاعب الأحياء المجاورة فإنه يشعر بالبهجة ويحتفي بتمارين غنية تعبِّر عن مهاراته.. وحين وُلد الهاجس الكروي لديه في طفولته محاولة للبروز في طريق وعر؛ خاض حقلاً كروياً فارداً جناحيه مشرعاً أبوابه للاستضاءة بوهج الساحرة المستديرة.
ومن ذكريات لاعب تعلق بالجماهير فعشقته؛ خرج من المدرج إلى المدرج.. وحين جمع من الفضائل ما تفرّق في غيره؛ أحبه من عرفه ومن لم يعرفه.. ولما حاز من الخصال الجاذبة ما انقسم في الآخرين؛ زهدوا التعامل مع غيره.. ومن مطلعه الصبوح البهي ووقاره المهيب المبجل؛ يشعر من رآه بالسكينة.
منذ بداية الثمانينات الميلادية لاعباً، هناك أجمل العروض الكروية بحماسة وروح ومهارة.. وعقب اعتزاله منتصف التسعينات ظهرت خصائصه محللاً فنياً ومدرباً عالمياً، وجالباً المحترفين للدوري السعودي.. وحين امتلك التكوين الجسماني وقدرة التصويب القوي المركز من مسافات بعيدة؛ ظل اللاعب المفضل والجاهز للمدربين، وأصبح مركز الظهير الأيسر حكراً عليه.
وفي مستطيل «الاخضرار» لاعباً مضطرماً ملتهباً؛ برز لافتاً للأنظار محلياً ودولياً.. مع القلعة «الخضراء» ناشئاً وأساسياً بالفريق الأول؛ ظهرت بصمات مهاراته الكروية وإبداعاته الفنية.. ومع المنتخب «الأخضر» لاعباً وكابتناً؛ لعِبَ «10742» دقيقة، ولم يغب إلا واحدة من 122 مباراة.. ومع «خضارته» مدرباً متأججاً؛ تعامل مع لاعبيه بذكاء وحكمة ومرونة.
حين احترف التدريب العالمي كأول مدرب عربي لفريق برازيلي «انترناشيونال دي ميناس»، لم يكن عشقه التدريبي عملية جديدة، بداية من شباب الأهلي حين كان لاعباً، ومروراً بناديي «الخطوط السعودية» و«جدة».. وفي بغية للإشراف الفني على المنتخب الوطني والأندية المحلية؛ اكتسب مزيداً من التجارب العالمية.. مدرب سعودي تنافس البرازيليون لاستقطابه.
وعن احتراف اللاعب السعودي خارجياً؛ طالب بتطوير الفئات السنية، بوضع ميزانية سنوية لتطوير ذلك القطاع.. وبين زمني العلم المعرفي واحتراف الكرة؛ فضَّل أن يتجه أبناؤه للتحصيل الدراسي لا لعب كرة القدم.. وكما خدم «الأب» الوطن لسنوات طويلة؛ سلك «الابن» طريق الرياضة بـ«علم الحركة»، معداً بدنياً واللياقة والقوة.
قد يهمك أيضًا
لاعب الأهلي السابق ينتقد رئيس الهلال السعودي
محمد الشلهوب يعلن موقفه من الاعتزال
أرسل تعليقك