ألبرت بروس الرجل الذي تخلّى عن ثروة وأنقذ الملايين من شلل الأطفال
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

ألبرت بروس الرجل الذي تخلّى عن ثروة وأنقذ الملايين من شلل الأطفال

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - ألبرت بروس الرجل الذي تخلّى عن ثروة وأنقذ الملايين من شلل الأطفال

ألبرت بروس سابين
واشنطن - العرب اليوم

على مر تاريخها، عانت البشرية من ويلات مرض شلل الأطفال الذي تراوحت أعراضه بالأساس بين آلام الحلق والصداع وارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام الظهر والرقبة ولدى البعض امتد هذا المرض ليصيب المخ والحبل الشوكي متسببًا في عواقب وخيمة تؤدي لإعاقات وتشوهات، وأحيانًا توقف عضلات التنفس والموت.

وطيلة القرون الماضية، حصد مرض شلل الأطفال أرواح الكثيرين قبل أن تعرف حالات الإصابة به تراجعًا هائلًا بفضل أبحاث عدد من العلماء، كان أبرزهم النمساوي كارل لاندشتاينر ومواطنه إروين بوبر اللذان تمكنا عن عزل الفيروس عام 1909، والأميركي جوناس سولك الذي ابتكر أول لقاح لهذا المرض ومواطنه ألبرت بروس سابين الذي تعمّم بفضله اللقاح فأصبح متاحًا للجميع.

ولد ألبرت بروس سابين (Albert Bruce Sabin) يوم 26 آب/أغسطس 1906 بمدينة بياويستوك (Białystok) بالإمبراطورية الروسية، وهاجر برفقة عائلته سنة 1921 للولايات المتحدة الأميركية تجنبًا لأعمال العنف التي طالت اليهود بالمنطقة حينها، حيث حصل على الجنسية الأميركية بعد تسع سنوات.

تخصص سابين في مجال الطب بجامعة نيويورك وتخرج منها عام 1931 فالتحق بمستشفى بلفيو (Bellevue) بنفس المدينة، كما قاد أبحاثًا بداية من العام 1934 بمعهد ليستر بإنجلترا. سنة 1935، انضم الطبيب سابين لفريق معهد روكفلر (Rockefeller) بنيويورك وانتقل بعدها بأربع سنوات لمؤسسة الأبحاث بمستشفى الأطفال بمدينة سينسيناتي (Cincinnati) بولاية أوهايو حيث أثبت عقب جملة من الأبحاث قدرة فيروس شلل الأطفال على العيش والتطور بالأمعاء الدقيقة للإنسان، وتحدّث عن إمكانية اعتماد لقاح فموي للقضاء على هذا المرض.

مطلع الأربعينيات، تعطّلت أبحاث سابين حول شلل الأطفال بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث استُدعي الأخير للخدمة العسكرية وعمل لصالح إحدى الفرق الطبية، فساهم في تطوير لقاحات مضادة لالتهاب الدماغ وحمى الضنك منقذًا بذلك أرواح العديد من الجنود الأميركيين على ساحة المحيط الهادئ. ومع نهاية النزاع العالمي وانتصار الحلفاء، عاد هذا العالم الأميركي لأبحاثه حول مرض شلل الأطفال الذي شكّل تحديًا كبيرا للأميركيين بسبب تفشيه وتسببه في وفاة العديد من الأشخاص سنويا.

في سياق متوازي، وخلال الخمسينيات، اعتمد جوناس سولك من جهته على فيروس شلل أطفال ميت لإعداد تلقيحه الذي حقق نتائج جيدة. لكن هذا التلقيح لم يكن قادرًا على التصدي للعلامات الأولى للمرض التي تميزت بظهور عدوى الفيروس بالأمعاء.

ولهذا السبب فضّل العالم ألبرت بروس سابين الاعتماد على نوعية فيروس مضعّف وغير مسبب للمرض لصناعة لقاح يُقدم عن طريق الفم ويساهم في منع فيروس شلل الأطفال من الانتشار بالأمعاء ودخول مجاري الدم.

بتمويل أميركي، أجرى سابين أبحاثًا حول هذا اللقاح الفموي برفقة عدد من زملائه الروس. وما بين 1955 و1961، قُدّمت جرعات تجريبية من هذا اللقاح لأكثر من 100 مليون شخص بكل من أوروبا الشرقية وهولندا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية.

وبفضل نجاح هذه التجارب وسهولة استخدامه وفاعليته على المدى الطويل مقارنةً بتلقيح جوناس سولك، حقق التلقيح الفموي ضد شلل الأطفال الذي جاء به سابين انتشارًا كبيرًا بالعالم وساهم في تراجع أعداد المصابين بهذا المرض بشكل كبير بمختلف الدول.

وكمواطنه جوناس سولك، رفض ألبرت بروس سابين الحصول على براءة اختراع التلقيح الفموي ضد شلل الأطفال مفضلًا التخلي عن كل الأرباح التي كان سيجنيها من تسويقه، ليخسر بذلك ملايين الدولارات ويساهم في توفير اللقاح للجميع.

وعن هذه الحادثة قال ألبرت بروس سابين: "أصر كثيرون على أن أحصل على براءة اختراع اللقاح، لكنني رفضت. إنه هديتي لكل أطفال العالم".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

هولندا تُسجل 83 حالة وفاة جديدة بكورونا

هولندا تعلن عن 142 وفاة و1140 إصابة جديدة بفيروس كورونا

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألبرت بروس الرجل الذي تخلّى عن ثروة وأنقذ الملايين من شلل الأطفال ألبرت بروس الرجل الذي تخلّى عن ثروة وأنقذ الملايين من شلل الأطفال



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

GMT 13:45 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

الشباب ينفي تلقي عروضًا للاستغناء عن الخيبري وباهبري

GMT 14:07 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس جنوب أفريقيا يختتم زيارته للسودان

GMT 11:59 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

كشف سبب بكاء مهاجم ليفربول بعد مباراة منتخب بلاده أمام غينيا

GMT 11:35 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نقشبندي يستقيل من لجنة الحكام بعد أيام من تعيينه

GMT 00:19 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

إعلان القدس عاصمة للبيئة العربية لعام 2019

GMT 06:49 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سليمان يُعلن أنّ الحضري أفضل حارس في مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab