الرياض ـ سعيد الغامدي
احتفل أكثر من 170 بلدًا، في الفترة من 1 إلى 7 آب/أغسطس، بـ"الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية"، الذي شهد العديد من الفعاليات للتوعية بأهمية حليب الأم.
وتسير العديد من الأمهات خلف الإعلانات الدعائية الترويجية لشركات الحليب الصناعي، التي تدّعي احتواء منتجاتها على عناصر غذائية متكاملة، ما شجعهن على الرضاعة الصناعية، دون معرفة الأضرار المترتبة على ذلك.
وأوضح استشاري التغذية العلاجية، ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد مدني أنَّ "الرضاعة الطبيعة أفضل طريقة لتقديم الغذاء اللازم للنمو والتطور الصحي للرضع، حيث تساهم في تزويدهم بالمناعة، وإمدادهم بالعناصر الغذائية اللازمة، التي تعطي جسم الطفل حيوية ونشاطًا، ومقاومة ضد الأمراض".
وانتقد "اتجاه بعض المرضعات إلى بدائل صناعية"، مبرزًا أن "حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية اللازمة للرضع منذ الأشهر الأولى، كما أنه جاهز، ولا يحتاج لتحضير مسبق، ويتميز بسهولة هضمه، ودرجة حرارته المناسبة للطفل".
وبيّن الدكتور مدني أنَّ "حليب الأم يضم عددًا من الأجسام المضادة للعديد من أنواع العدوى الشائعة، كما يحتوي على مادة تمنع نمو بعض أنواع البكتيريا الضارة في الأمعاء، والتي تحدث الإسهال"، مشيرا إلى أنَّ "الرضاعة الطبيعية لا تكلف مصاريف إضافية، وتوفر للطفل الشعور بالطمأنينة".
من جهتها، أشارت أخصائية التغذية العلاجية أمل كنانة إلى أنَّ "الرضاعة الصناعية لا تعطي الرضيع المناعة الموجودة في الطبيعية، كذلك فإن نوعي البروتين الموجودين في الحليب الصناعي غير متوافقين وبهما اختلافات، مما يتسبب في مشاكل صحية لدى الرضيع كالغازات، والإخراج غير الطبيعي، والإسهال".
ولفتت إلى أنَّ "كثيرًا من الأمهات يلاحظن بكاء الأطفال بعد تناول الحليب الصناعي بفترة، وذلك لصعوبة هضم البروتين فيه".
وأضافت أنَّ "هناك تنافسًا كبيرًا بين الشركات المنتجة للحليب الصناعي، للفوز بحصة أكبر من السوق، وتستخدم في ذلك الإعلانات التسويقية المبتكرة، بينما جميع أنواع الحليب الصناعي متساوية، ولا يختلف أحدها عن الآخر، وفي المقابل تقع العديد من الأمهات في فخ الدعاية المضللة، فيعتقدن أن الرضاعة الصناعية أفضل".
وأبرت الدكتورة كنانة أن "لبن الأم يحتوي على أكثر من خمسين نوعًا من الإنزيمات والهرمونات اللازمة لنمو الطفل والمحافظة على صحته، على عكس الحليب الصناعي الذي توجد به أملاح تسبب زيادة وزن الرضيع، وحدوث انتفاخ في جسمه، إضافة إلى أنَّ الرضاعة الصناعية تتطلب عددًا من الخطوات كتعقيم الزجاجات، واختيار درجة حرارة الماء، بخلاف حليب الأم الجاهز الذي يقدم للرضيع بسهولة وأمان".
أرسل تعليقك