التمريض رسالة إنسانية سامية، وأصبحت الكثير من الإماراتيات يقبلن على حمل هذه الرسالة وخدمة مجتمعهن، ونلمس حجم التطور في الإقبال على التمريض في كلية "فاطمة للعلوم الصحية" التي تمكنت من استقطاب الطالبات للمجال الطبي ولاسيما، تخصص التمريض.
ويتضح ذلك في فرع الكلية في عجمان الذي يضم (114) طالبة إمارتية في كالوريوس التمريض رغم أنّ البرنامج تم تدشينه في الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي، ولكن الملتحقات به أكّدن أنهن "انتظرن هذه الفرصة طويلًا ووجدن في الكلية طريقهن لتحقيق حلم العمل في قطاع يتوج العاملين فيه بلقب "ملائكة الرحمة".
تقدمت نحو مئة طالبة من المواطنات هذا العام بطلبات لالتحاق ببكالوريوس التمريض الذي تطرحه كلية "فاطمة للعلوم الصحية" التابعة لمعهد "التكنولوجيا التطبيقية" لأول مرة في فرعها الجديد في مجمع عجمان التقني، فيما تم قبول خمسين طالبة فقط، جميعهن أكّدن أنّ "اختيارهن لهذا التخصص جاء إيمانًا منهن بأن التمريض ليس مهنة فحسب وإنما رسالة إنسانية سامية، يستحق أنّ يتوج العاملون فيها بلقب "ملائكة الرحمة".
تحمل المسؤولية
ورأت الطالبات اللواتي كن أول من التحقن بالتمريض في الكلية، في دراسة التمريض أهـــمية نظرًا لحاجة المؤسسات الصــــحية في الدولة لكوادر وطــنية متـــخصصة للعمل في هذا المـــجال الحيوي والمهم، وأنهن قادرات بحبهن للمهنة على مواجهة التحديات المـتعـــلقة بطبيعتها ومسؤولياتها، فضلًأ عن أنّ دخــــولهن كـمواطنات لهذا القطاع هو الذي سيلعب دورًا في تغيير نظـــرة الأهالي والمجــــتمع لمهنة التمريض.
تشجيع الأهل
وأوضحت الطالبة غلا المزروعي في السنة الأولى للتمريض، أنّها "التحقت بتخصص التمريض لأنها مهنة سامية والدولة في حاجة إلى كوادر وطنية متخصصة في مجالها، وأنهن بنات البلاد وعليهن هذه المسؤولية" مشيرة إلى أنّها "حظيت بتشجيع الأهل الذين وجدوا في التخصص مسؤولية كبيرة"
وأشارت إلى أنّ "التحدي الأكبر في مجال التمريض يكمن في نظرة المجتمع لهذه المهنة وعمل المرأة فيها، ولكن دخول الكوادر الوطنية فيها وإثبات ذاتهم سيكون الطريق لتغيير هذه النظرة وتوجيهها نحو الايجابية، لاسيما أنّ هناك إقبالاً أكبر بكثير مقارنة بالسابق للالتحاق بهذه المهنة"
زيارات ميدانية
وأضافت أنّ "المسئولية كبيرة في مجال التمريض، لاسيما أنهم تعرفوا على المهنة أثناء زيارات نظمتها لهن الكلية إلى المستشفيات، فالعمل الميداني صعب ولكن بالتدريب ومستوى التأهيل المتوفر في الكلية بالتأكيد ستكون الأمور أفضل"، منوهة إلى "أنهم يتعلمون من أكاديميين وأطباء مختصين مما يعزز مهاراتهم الطبية
تميز الكلية
وذكرت الطالبة مها حميد الحمادي في السنة الأولى بالتمريض أنها "عرفت عن افتتاح الفرع الجديد لكلية (فاطمة) من الإعلانات التعريفية بها، كما أنها تعلم بوجود أفرع للكلية في أبوظبي والعين، وتمنت أنّ يكون هناك فرع في عجمان لتلتحق بدراسة هذا التخصص الذي تحتاجه الدولة ولا توجد مواطنات كثيرات في هذا المجال" مشيرة إلى أنّ "ما زاد من حماسها تميز كلية (فاطمة) في تدريس هذا التخصص، فضلًأ عن أنّ التمريض مهنة إنسانية تتمنى العطاء فيها بتميز"
للأدبي نصيب
ولفتت مها إلى أنّها "درست في القسم الأدبي ولكنها لا تجد صعوبة في دراسة التمريض لأنه يعتمد كثيرًا على التطبيق العملي والتدريب، كما أنّ الميل لتخصص ما يجعل الشخص قادرًا على النجاح فيه والتميز".
وأضافت أنّ "اختيارها للكلية حظي بتشجيع الأهل لاسيما أنها أول فتاة في العائلة تلتحق بالتمريض، وترى أنّ الامتيازات والتسهيلات التي تقدمها الكلية للدارسات أثناء الدراسة وبعد التخرج مشجعة بصورة كبيرة، حيث يدرسن بمستوى عال ويتدربن عمليًا طوال أعوام الدراسة، ويحصلن على مكافآت شهرية وكذلك ضمان الوظيفة عقب التخرج، معتبرة أنً التحدي الأكبر يكمن في طبيعة المهنة التي تتعامل فيها الممرضة مع أرواح أفراد بمعنى ضرورة إدراك هذه المسؤولية وأدائها بأمانة وضمير عاليين.
نموذج قريب
وأعلنت الطالبة حمدة مالك بن شيخان عن رغبيها في دراسة تخصص له علاقة بقطاع الصحة، لأن عمها طبيب وكانت كلما زارته في المستشفى تمنت العمل في هذا المجال، وهي متخرجة من القسم العلمي ولكنها انجذبت لمهنة التمريض وشجعها وجود فرع لكلية (فاطمة) في عجمان قريب لها وبالإمكان الالتحاق به، كما أنها تدرك أنّ مهنة التمريض ليست سهلة فالممرضة تتابع المريض بصورة أكثر قربًا من الطبيب وتلعب دورًا كبيرًا في مساعدة المرضى ودعمهم علاجيًا ونفسيًا
جامعات عالمية
واعتبرت حمدة أنّ كلية (فاطمة) تقدم تعليمًا ومميزًا من حيث طبيعة برامجها المطروحة مع جامعات استرالية عالمية متخصصة، فضلًا عن مستوى التدريب المحلي والخارجي، ومختبرات المحاكاة المتطورة التي توفرها ، ونمط التعليم التكنولوجي والتفاعلي الذي توفره، حيث أنهن أثناء المحاضرات يركزن كثيرًا إلى شرح الدكتور ولا يحتجن للكتابة وراءه لأن كل المحاضرات تكون متوفرة إلكترونيًا ويمكن الرجوع إليها بعد المحاضرة.
عقود عمل
وبينت عائشة عبد الله الشحي أنها "كانت في حيرة بين تخصص العلوم السياسية والتمريض، ولكنها اختارت التمريض لتميز كلية (فاطمة) في طرحه ووجود حاجة ماسة في الدولة لكوادر متخصصة في هذا المجال، كما أنها تطمح أيضا لدراسة الماجستير فيما بعد لتتمكن من خدمة بلادها في القطاع الصحي بصورة أكثر تخصصًا"، منوهة إلى أنّ "ثقافة ونظرة المجتمع للتمريض أمر بدأ يتغير في ضوء زيادة الإقبال سنويًا على هذا التخصص".
وظيفة مضمونة
في فرع الكلية بعجمان كان عدد طالبات الدفعة الأولى أقل من (50) طالبة، واليوم الإقبال أكبر بكثير وهناك أكثر من (100) طالبة في الكلية، وكلهن مواطنات وهن بهذا الحماس والاقبال سيغيرن نظرة المجتمع كما أنهن يشجعن من حـــولهن من فتيات للالتحاق بتخصص التمريض، لاسيما في ضوء الامتيازات التي توفرها الكلية من حيث المستوى التعليمي والتدريبي العالي والوظيفة المضمونة عقب التخرج، حيث سيوقعن قريبًا عقود عملهن وفي مستشفيات تناسب أماكن إقامتهن.
مكافآت شهرية بين2000 إلى 5000 درهم
عبر الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية، عن سعادته بالإقبال الكبير من الطالبات المواطنات للالتحاق ببكالوريوس التمريض الذي تطرحه كلية (فاطمة) في مجمع عجمان التقني ،وفي غيره من الفروع عامة، حيث يعكس هذا الإقبال مدى ارتفاع الوعي المجتمعي بأهمية دراسة التخصصات الصحية وجعلها مسارًا جامعيًا ومهنة مستقبلية لنخبة من فتيات الوطن اللاتي فضلت دراسة التمريض على التخصصات الأخرى المرموقة، إيماناً منهن بالمستقبل الكبير الذي ينتظر خريجات هذا التخصص، وتفاعلاً منهن بحاجة القطاع الصحي في الدولة للكثير من الكفاءات الوطنية المتخصصة في أكثر القطاعات المجتمعية أهمية وحيوية وهو القطاع الصحي والطبي الذي يحظى برعاية كاملة ومتميزة من القيادة الرشيدة"..
أرسل تعليقك