بغداد - العرب اليوم
صنَّفت تقارير إخباربة العراق ثانيًا في نسبة العنوسة في الوطن العربي، وبنسبة 70% من عدد النساء، وذلك بسبب الحروب الطاحنة التي خاضها وتَردِّي الأوضاع الماديّة للشباب، ورغم عدم وجود إحصاءات أو دراسات بهذا الخصوص لمعظم المدن العراقية، إلا أن التقارير أكّدت أنه اعتمدت على جمع ما توافر من الإحصاءات لدى مراكز الأبحاث، وشرعت في دراستها ومقارنتها، واستندت على بعض المعطيات التي قدّمتها منظمات غير حكومية ناشطة في المنطقة، ودمجتها بالتوقعات اعتمادًا على المؤشرات الخاصة بالموضوع.
وتُعتَبر نسبة 70% من النساء العوانس كارثة اجتماعية بحق (والعانس لغويًا هي المرأة التي كبرت في السن ولم تتزوّج، وتطلق الصفة ذاتها على الرجل الذي يتقدم في السن ولم يتزوج)، وتختلف الآراء في الأسباب التي أدت إلى ذلك، وأهمها الحروب التي خاضها العراق والأحداث التي تؤدي الى قتل الرجال بأعداد كبيرة، فضلاً عن تردي الأوضاع المادية والاقتصادية للشباب العراقي غير القادر على تلبية متطلبات أهل الفتاة، الذين يتفننون في وضع شروطهم التعجيزية بإزاء المتقدِّم لابنتهم.
وتبيّن أن كثر الأسر البغدادية باتت تشترط توفير سكن مستقل لبناتها من الشاب المتقدم، بالإضافة إلى كميات الذهب غير المنطقية، في حين أن الشاب المتقدم للزواج ينبغي تشجيعه على خطوته الجادة هذه.
ولا ننسى أن انتشار الاستعمال السيئ والخاطئ لوسائل التكنولوجيا الحديثة أدى إلى عزوف الشباب عن الزواج، كما أن موجات هجرة الشباب التي شهدها العراق خلال السنوات الأخيرة أدت إلى ازدياد نسب العنوسة.
وبَقِيَ أنها ظاهرة مخيفة ينبغي دراستها بجدية وإعداد حلول واقعية للتصدي لها، واجتناب الاكتفاء بتنظير الحلول من لدن الجهات المعنية، لأنها تشكل تهديدًا لمستقبل الاستقرار الاجتماعي والأسري للبلاد، وهي دعوة لكل مفكر اجتماعي ومنظمات المجتمع المدني ولكل مهتم، فضلاً عن البرلمان العراقي، إلى وضع دراسات عملية للحد من هذه الظاهرة.
أرسل تعليقك