الفتاة المغتصبة ضحية التقاليد والأعراف في المجتمع المصري
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

بعد انتشار حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي

الفتاة المغتصبة ضحية التقاليد والأعراف في المجتمع المصري

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الفتاة المغتصبة ضحية التقاليد والأعراف في المجتمع المصري

انتشار حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي
القاهرة - شيماء مكاوي

الفتاة المغتصبة تعتبر ضحية بكل المقاييس ضحية إنتهاك شرفها وحرمانها منه وضحية المجمتع ونظرته بعد ذلك .

 وأكدت رئيس المجلس المصري لحقوق المرأة الدكتورة نهاد أبو قمصان ،أنّ "الفتاة المغتصبة تظلم كثيرًا بسبب نظرة المجتمع إليها ، فمع ارتفاع حالات التحرش الجنسي والاغتصاب في الفترة الآخيرة في مصر، زادت أعداد الفتيات التي يعانين كثيرًا بسبب ظلم المجتمع لهن" .

وأوضحت أنّ "المجتمع المصري بتقاليده وأعرافه يلقي اللوم على المرأة ويبرر للمجرم جريمته بحجة أنها كانت ترتدي ملابس خليعة أجبرت الشاب على اغتصابها وغيرها التي التبريرات التي لا أساس لها من الصحة".

وأشارت أبو القمصان إلى أنّ "الفتاة المنتقبة والأطفال يتعرضون للاغتصاب ، وبعد تعرض الفتاة لهذه الانتهاكات تقابل انتهاكًا من نوع أخر يتمثل في نظرة المجتمع إليها على أنها فتاة غير شريفة، وإذا أرادت أنّ تتزوج تقابل مشكلة من نوع ثالث وهي عدم رغبة أيّ رجل في الارتباط بفتاة مغتصبة ، وحتى لو متزوجة تجد زوجها ينفصل عنها لأنه لا يريد العيش مع سيدة تم اغتصابها، فضلًا عن المشاكل المتعددة التي تُبنى على العادات والتقاليد والأعراف التي نسير عليها دون أنّ نعقلها أو نفكر بها".

وتتابع " دائما المرأة في المجتمع المصري والعربي تقابل تلك المشكلة فهي دائما الظالمة والجانية وليست المظلومة ، مما يعرض جزء عريض منهن للظلم والقهر داخل مجتمعهم ، فمعظم الفتيات اللاتي يتعرضن للاغتصاب يصابون بمرض نفسي ومن الممكن أنّ تنتهي حياتهن من كثرة ما يقابلن من احباط ومعاملة سيئة وظلم من المحيطين بهن حتى من أهلهم أحيانًا" .

 وأضافت أنّ" الأب والأم قد يقسون على تلك الفتاة لأن نظرتهم إليها على أنها الفتاة التي وضعت رؤسهم في الرمال وكأنها تم اغتصابها بكامل إرادتها وبموافقتها وأنها كانت تريد ذلك، فبدلًا من أنّ يخففوا عنها يشددون عليها بصورة  أكثر، مما يجعل الفتاة تشعر بأنّ حياتها قد انتهت".

 وبينت رئيس المجلس المصري لحقوق المرأة أنّه "رغم تقدمنا في كل شئ إلا أنّ عقولنا متأخرة وستظل متأخرة للأسف، ولابد من العمل على توضيح تلك المشكلة من النواحي كافة، سواء في مجالس وجمعيات المرأة أو عن طريق الإعلام والصحافة، حتى نساعد تلك الفتيات على بدء حياة جديدة ونأخذ بأيديهن إلي الأمام ، ويكفي أنّ الفاعل في مثل هذه الوقعة لا يلقى العقوبة المناسبة والتي تجعل أخرين يستسهلون فعل ذلك لاسيما بالنسبة للأطفال".

وأكدت أستاذ الطب النفسي الدكتورة هبة عيسوي أنّ "مشكلة اغتصاب الفتيات كبيرة وزادت في الفترة الأخيرة لاسيما مع انتشار التجمعات وغياب الأمن ، وكثرة البطالة وعدم الوعي".

وأوضحت أنّ "الفتاة تقابل مشكلة كبيرة بعد اغتصابها وهي عدم وعي المحيطين بها بالإسلوب السليم الذي يتعاملون به معها، فتبدأ الأم من كثرة حزنها على إبنتها في تجنب التحدث معها وكذلك الأب مما يشعر الفتاة بأنها قد ارتكبت جريمه شنعاء على الرغم من أنها هي ضحية جريمة ،ويبتعد عنها صديقاتها بحجة أنها فتاة مغتصبة ولا يصح أنّ يتعاملن معها، فتجد الفتاة نفسها في عزلة عن المحيطين بها فالكل لا يرغب بها والكل لا يريد التحدث معها وكأنها مريضة بمرض معدي،مما يتسبب في حدوث أزمة نفسية لتلك الفتاة".

وألمحت إلى أنها "واجهت حالات عديدة لفتايات مصابات بإنهيار نفسي حاد ، نتيجة نظرة المجتمع السلبية للفتاة المغتصبة، موضحة أنّ "العلاج النفسي يأخذ وقتًا طويلًا في مثل هذه الحالات وفي كثير من الحالات لا ينجح العلاج النفسي لآن  العلاج المتكامل يأتي من تعامل المجتمع مع تلك الفتاة بأسلوب صحيح وللأسف هذا لا يحدث ".

وتابعت "إذا استطعنا السيطرة على الأم والأب والأهل والأقارب لا نستطيع أنّ نسيطر على الأصدقاء ولا على المحيطين بها في العمل أو الجامعة،  فضلًا عن أنّ تلك الفتاة تريد أنّ تبدأ حياة جديدة مع شاب يشعرها بحبه وإخلاصه لها وللأسف هذا نادر حدوثه في هذا المجتمع حتى لو كان هذا الرجل متزوج أو مطلق أو أرمل فإن نظرته للفتاة المغتصبه تبقى واحده وهي أنّه لا يصلح أنّ يعاشر فتاة قد عاشرها 5 أشخاص أو حتى شخص".

وكشفت أنّ "هذه المشكلة لا حل لها إلا بإعادة تهيئة المجتمع وعقول الناس على أنّ الفتاة المغتصبة ضحية ولابد أنّ نعاملها من هذا المنطلق وإنها لم تفعل شيئًا مشينًا بل هي التي انتهكت حرمتها وانتهك شرفها بالقوة".

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتاة المغتصبة ضحية التقاليد والأعراف في المجتمع المصري الفتاة المغتصبة ضحية التقاليد والأعراف في المجتمع المصري



GMT 14:43 2023 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية تستعرض نجاحات المرأة المسلمة ومساهمتها في التنمية

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 16:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الذباب يتسبب في حالة طوارئ بألمانيا

GMT 11:21 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الحمض النووي مفتاح الحل لمشكلة الشيخوخة

GMT 03:17 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

خمسة مانحين أساسيين قدَّموا دعمًا كبيرًا للمرشحة كلينتون

GMT 22:32 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

لماذا لا يشارك أطراف العمليَّة التعليميَّة في التطوير

GMT 15:51 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميغان ماركل تمثل أمام المحاكم البريطانية في قضية رابحة

GMT 03:11 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

أجمل موديلات الساعات من مجموعات الدور العالمية

GMT 06:11 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

تعرَّفي على طرق الحفاظ على المجوهرات من التلف

GMT 18:42 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

10 أسرار لا تعرفينها للحصول على شعر طويل وصحي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab