قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

يحدد الجرائم المتنامية في المجتمع مثل تزوير البيانات والسيطرة على الحسابات

قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر

مكافحة الجريمة الإلكترونية
رام الله - ناصر الأسعد

حمل قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد أنباء سارة للفلسطينيين، لكنه حمل لهم أيضاً أنباء مقلقة. فمن جهة، يُعرّف القانون ويحدد الجرائم الإلكترونية المتنامية في المجتمع الفلسطيني، مثل تزوير البيانات، والسيطرة على الحسابات الإلكترونية والابتزاز وتعطيل الشبكات والحسابات والمواقع الإلكترونية وغيرها، ويضع عقوبات رادعة لها، شأنه في ذلك شأن المجتمعات الأخرى التي تنتشر فيها المعاملات الإلكترونية على نطاق واسع. ومن جهة ثانية، يفتح الباب واسعاً أمام الاعتقالات السياسية بعدما وضع تعريفات عامة لبعض الجرائم الإلكترونية، مثل الإساءة إلى الوحدة الوطنية أو تهديد السلم الاجتماعي وغيرهما.

وأجمعت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية على رفض البنود العامة في القانون، وطالبت بتعديلها، فيما شرع عدد من الصحافيين بجمع مئات التواقيع على عريضة تطالب السلطة بإلغاء هذه المواد. وقال المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (ديوان المظالم) عمار دويك، إن اعتقال 6 صحافيين نهاية الأسبوع الماضي على أساس هذا القانون أظهر أن الهدف من المواد المشار إليها في القانون هو شرعنة الاعتقال على خلفية سياسية أو على خلفية الرأي. وأضاف: رحبنا بالقانون، وهناك ضرورة لوجوده، لكن المواد التي اتسمت بالعمومية أثارت قلقنا منذ اليوم الأول لأنها تفتح الطريق أمام اعتقال أي شخص على خلفية كتاباته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال عصام عابدين من مؤسسة "الحق" إنه تم إقرار القانون من دون أي نقاش عام، وهذا مبعث قلق كبير... وعادة ما يبدأ تطبيق القوانين بعد 6 أشهر من نشرها في الجريدة الرسمية، لكن هذا القانون دخل حيز التطبيق منذ اليوم الأول من نشره (في الجرائد في 9 الشهر الماضي)، ما يثير المزيد من القلق.

وتعرّض الموظف برتبة مدير في وزارة الصحة عماد المصري للمحاكمة بعد 4 أيام من سريان مفعول القانون بعد أن ادعى عليه زميلان له في العمل بالتشهير بهما عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وحكم القاضي عليه بالسجن عامين بموجب المادة الرقم 20 من قانون الجرائم الإلكترونية. وبعدما تنازل المشتكيان عن الحق الشخصي، خفض القاضي الحكم إلى 3 أشهر يحق للمدان استبدالها بغرامة مالية قدرها 130 دولاراً. وقال المصري إن السبب الرئيس لاعتقاله هو انتقاده الدائم لسوء الإدارة والفساد ومواقف عدد من المسؤولين، معتبراً أن محاكمته وسيلة لإسكات صوته الناقد.

ودافعت النيابة العامة بشدة عن القانون، وقال مسؤول وحدة الجرائم الإلكترونية في مكتب النائب العام الأستاذ إبراهيم حمودة، إنه واحد من أكثر القوانين تطوراً في العالم، ويستند إلى المعاهدات والاتفاقات الدولية والمعايير الموضوعة من الجامعة العربية. وعن العبارات العامة لبعض الجرائم الإلكترونية، قال: لا يمكن لقانون الجرائم الإلكترونية تقديم تعريف تفصيلي لكل جريمة فهي مفصلة في القوانين الأخرى، مثل قانوني العقوبات والمطبوعات والنشر وغيرهما.

وشكّلت نقابة الصحافيين و ديوان المظالم، إحدى مؤسسات الدولة، لجنة مشتركة لاقتراح بنود بديلة لما يرد في القانون، وتقديمها إلى مكتب الرئيس محمود عباس الذي أصدر القانون بقرار رئاسي نتيجة غياب البرلمان. لكن أوساطاً قانونية تتوقع عدم تغيير القانون، مشيرة إلى أن البنود المشار إليها تعكس توجهات سلطوية متنامية لدى النظام السياسي الفلسطيني. وقال المدير العام لمؤسسة "الحق" شعوان جبارين: "يتعزز في الأراضي الفلسطينية نظام حكم فردي يقوم على تمركز السلطات في يد السلطة التنفيذية". وأضاف: "هناك صلاحيات واسعة متنامية لأجهزة الأمن في كل ما يتعلق بالشأن العام، من تمويل المنظمات الحكومية إلى تسجيل الأراضي، من دون وجود أي رقابة برلمانية". وأكد أن مؤشرات حقوق الإنسان تتراجع بصورة لافتة.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية الجديد يحمل أنباء سارة للفلسطينيين مشوبة بالحذر



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab